مروة البشير كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلما جاء إمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ وذلك لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن له والدة هو بها بر, لو أقسم علي الله لأبره, فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل, فلما التقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله أن يستغفر له, فاستغفر له أويس, فقال له عمررضي الله عنه: أين تريد ؟ قال: الكوفة, قال عمر رضي الله عنه: ألا أكتب لك إلي عاملها( أي إلي واليها), فقال أويس: بل أكون في عموم الناس أحب إلي. يقول الدكتور محمد محمد داوود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس إن البشري العظيمة التي بشر بها الرسول صلي الله عليه وسلم أويس بن عامر القرني, قرنها رسول الله وربطها بسبب هذه البشارة, يظهر ذلك من قوله صلي الله عليه وسلم:( له والدة هو بها بر), وهذا يظهر لنا دلالة عظيمة وهي أن البر بالوالدين باب عظيم من الأبواب التي ننال بها رضوان الله عز وجل, ولنتأمل كيف أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من المبشرين بالجنة, قد نصحه الرسول صلي الله عليه وسلم أن يطلب من أويس أن يستغفر له أي يلتمس له الدعاء, وهذا دليل علي عظيم المكانة التي آتاه الله إياها, وتفضل بها علي أويس ببركة بره بأمه, فهو قد وصل إلي الحد الذي جعل دعوته مستجابة علي الفور, فالبر بالوالدين فضيلة ومنزلة قرنها الله سبحانه وتعالي بعبادته: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا, وحين نتأمل أحوال الصالحين الذين تربوا في مدرسة رسول الله صلي الله عليه وسلم فضرب بهم المثل في البر بالوالدين, وبخاصة الأم, نجد منهم علي سبيل المثال الخليفة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الذي كان يتحسر علي أنه ليس له أم يبرها, وعثمان بن عفان رضي الله عنه الذي لم يكن يتجرأ أن يرفع بصره إلي أن يلتقي ببصر أمه, تواضعا لها وخشية من الله عز وجل.