لأن مرحلة المراهقة من أهم المراحل التى يمر بها الإنسان.. عقد مركز النيل للإعلام بالإسكندرية برئاسة شوقية عتريس عبدالوهاب ندوة للأمهات والأبناء الذين أوشكوا على بلوغ مرحلة المراهقة بعنوان «الصحة النفسية ورعاية المراهقين» بالتعاون مع مديرية الشئون الصحية بالأسكندرية. أشارت فيها د.عزة قاسم مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحى بمديرية الشئون الصحية إلى أنه على كل الآباء أن يكونوا على دراية كاملة بأهمية مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع أبنائهم خلالها لإنتاج أبناء صالحين بارة بوالديهم. وأوضحت د.ريهام عبد المحسن أنه مبدئيا هناك اختلاف كبير بين الصحة النفسية والطب النفسى، فالمراهقة فى علم النفس هى مرحلة تحدث فيها الكثير من التغيرات المختلفة، سواء الذكور فيها أو الإناث، منها تغيرات فسيولوجية، ذهنية، انفعالية وأيضا دينية واجتماعية ويبدأ سن المراهقة من سن 11 إلى 21 عاماس. وتقسم المراهقة إلى ثلاث أقسام: المرحلة الأولى (المراهقة المبكرة): وتمتد ما بين 11 إلى 14 سنة ويظهر فيها على الشخص تغيرات بيولوجية سريعة ويتأرجح فيها المراهق بين رغبته فى أن يعامل كراشد وبين رغبته فى أن يهتم به الأهل مما يجعل الأمر صعباً على الوالدين.. والمرحلة الثانية (المراهقة الوسطى): وتمتد ما بين 15 إلى 17 سنة حيث يكتمل نمو التغيرات البيولوجية للإنسان، وأهم صفاتها الرغبة فى الاستقلال وفرض شخصيته الخاصة وذلك بسبب حاجته الماسة لإثبات الذات.. والمرحلة الثالثة (المراهقة المتأخرة): ما بين 18 إلى 21 سنة فيكتمل نمو الإنسان بشخصيته ورشده، لكن فى مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة لفترة أطول نظراً لاعتماد الأبناء على الأهل فى الشئون المالية إلى ما بعد التخرج ومرحلة العمل. وتضيف أن مرحلة المراهقة تشمل طفرة فى النمو العقلى حيث نمو الذكاء فى الوقت الذى اكتمل فيه نمو المخ العضوى ويتوقف نمو الذكاء فى المتوسط عند 18 عاماً وتصبح الفروق بعد ذلك عائدة إلى الخبرة وبروز القدرات الخاصة ويقصد بها النشاط العقلى المعتمد على مجال معين، وتزداد القدرة على التذكر عند المراهق، كما تزداد القابلية على إدراك مفهوم الزمن فيتوقع المستقبل ويخطط له. هنا يكون المراهق فى حاجة إلى الأساسيات العضوية والفسيولوجية (الطعام، الحركة، النوم، الراحة، اللمس، الأمن الجسدى)، الحاجة للسلام والسكينة، والحاجة لأن يكون للحياة معنى، والاستقلال والاستمتاع باللعب كالمرح والضحك والحاجة إلى الانتماء فى علاقة أخرى. وهنا لابد من إشراك المراهق فى المناقشات العلمية المنظمة التى تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرحها، ومناقشتها مع الكبار فى ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمى الموضوعى حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراءات. وأضافت أن الاتجاهات الحديثة فى طب النفس تؤكد أن الأذن «المصغية» فى تلك السن هى الحل لمشكلاتهم، وكذلك بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولى الأمر فذلك السبيل الأمثل لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم فى سن المراهقة.