مايحدث فى ليبيا دليل واضح على وضع أمنى وسياسى مأزوم وخطير وصراع شرس داخليا أدى لحالة من الإفلات والفوضي، وانتشار حر للجماعات الإرهابية المسلحة التى تتخذ من أراضيها خاصة المناطقة المتاخمة لدول الجوار قاعدة لعملياتها الإرهابية وتدريب وإيواء العناصر الجهادية الفارة من سوريا والعراق واليمن والسودان ومصر.وساهم انهيار دور الدولة فى لبييا، وضعف حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وعدم سيطرتها فى ترد شديد للأوضاع الداخلية وظهور تجارة مفتوحة للبشر من أبناء القارة السمراء، الذين يفدون كمهاجرين من الدول الإفريقية إلى ليبيا للسفر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وقعوا بسهولة ضحية للمهربين والسماسرة والتنظيمات المسلحة التى استخدمتهم فى تجارة رائجة للعبيد وسوق للنخاسة والرقيق.جعلت المجتمع الدولى والأممالمتحدة تشعر بالفزع وتناشد جميع الأطراف فى ليبيا التدخل ووقف هذه الانتهاكات ضد الإنسانية والتحقيق فيها دون إبطاء وتقديم مرتكبيها للعدالة لأنها تمثل عودة خطيرة لعصور الجهل والظلام، وأرسل البرلمان الأوروبى ومفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لجانا إلى ليبيا لدراسة الأوضاع بها استعدادا لفتح تحقيق دولى فورى عنها.وسجلت شهادات الضحايا الذين توصلت اليهم المنظمة الدولية للهجرة وشبكة سى إن إن الأمريكية أن السماسرة والميليشيات تقوم ببيع المهاجرين الأفارقة بمبالغ مالية متفاوتة تتراوح بين 400 دولار و800 دولار للفرد وتستغلهم بطرق بشعة وتعرضهم للتنكيل والتعذيب والاغتصاب والابتزار وإلزامهم بأعمال شاقة فى ظروف غير إنسانية جعلت وضعهم مأساويا، يحتاج لتدخل سريع لإنقاذ هذه الأرواح، والنظر لقضايا الهجرة والتنمية بالقارةالإفريقية بطريقة جادة وإنسانية وتعاون دولى حقيقى لحل مشكلات الصحة والتعليم وفرص العمل بإفريقيا للحد من تزايد أعداد المهاجرين يوميا لأوروبا. لمزيد من مقالات عماد حجاب;