بعد أسبوع واحد، نفضت قرية الروضة ببئر العبد فى شمال سيناء عن ثوبها ركام الإرهاب الأسود الذى استهدفت رصاصاته الغادرة المصلين الآمنين بمسجدها، وأعلن أهلها التحدى، متمسكين بالحياة والسلام، رافضين مخططات التخريب والتكفير التى زرعتها قوى دولية فى سيناء، للنيل من مصر وشعبها، حيث نظم أهالى القرية وقفة أمام المسجد الذى شهد الحادث المأساوى، مؤكدين وقوفهم صفا واحدا خلف الدولة، لدحر قوى الشر. وفى كلمته عقب صلاة الجمعة بمسجد القرية، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن من قتلوا المصلين فى مسجد الروضة خوارج وبغاة ومفسدون فى الأرض، وتاريخهم فى سفك دماء المسلمين معروف، حيث وصفهم النبى، صلى الله عليه وسلم، بأوصاف، مثل حداثة السن، فى إشارة إلى جهلهم وطيشهم وسفاهة عقلهم وسوء فهمهم، وحذر من الاغترار بمظهرهم وحفظهم القرآن الكريم، فقراءتهم له تنتهى عند حركات شفاههم ولا تتجاوزها. وأضاف شيخ الأزهر أن النبى، صلى الله عليه وسلم، أمر بتعقبهم وقتلهم، ووعد من يقتلهم بالثواب العظيم يوم القيامة، لأنهم مفسدون فى الأرض، مطالبًا ولاة الأمر شرعا ودينًا بأن يسارعوا فى تطبيق شرع الله عليهم، لأنهم ساعون فى الأرض خرابا، وذلك لحماية أرواح الناس من شرهم. وطالب شيخ الأزهر أهالى القرية بالصبر على قضاء الله قائلًا: «لستم يا أهل قرية الروضة بحاجة إلى التذكير بمنزلة الشهداء فى الفردوس الأعلى التى يتنعم فيها أبناؤكم من الشهداء، بعدما عانوا الألم والقتل، ويكفى ما تحدثنا به شريعة الإسلام بأن الشهيد فى أرفع الدرجات بعد النبيين والصديقين». وأوضح «الطيب» أن الأزهر الشريف، بمشايخه وقياداته وأبنائه، جاء إلى قرية الروضة لمشاركة أهلها مصابهم، وتقديم واجب العزاء، والشد على أيديهم. من جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن زيارته محافظة شمال سيناء تأكيد لمواجهة الفكر المتطرف، ودعم لأهالى الشهداء، وأن هذا هو منهج الوزارة، وأن الأئمة الذين يعملون فى المحافظة هم جنود مجاهدون، لنشر الفكر الوسطى المعتدل. ووجه الوزير بالعناية بالمساجد، والمحافظة عليها، وإخطار الوزارة بكل ما تتطلبه على وجه السرعة، حتى تتمكن من اتخاذ اللازم نحو عمارتها وإقامة الشعائر بها. وأكد أهالى الشهداء أن مصابهم جلل، وأن ما يهون عليهم هو هذا الحضور الكريم الذى يؤكد أن هناك من يهتم بهم، معبرين لشيخ الأزهر عن سعادتهم بكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقضاء على الإرهاب خلال ثلاثة أشهر. وأكد اللواء جمال عبدالبارى، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أن الوزير مجدى عبدالغفار وجه بوجود قيادات الوزارة فى المحافظة، لتأمين الأهالى، وحمايتهم من العناصر الإرهابية.