أمنية كل أم وأب أن يسعدوا بزواج وأفراح أبنائهم لكن البعض منهم تنساب دموعهم فى ليلة زفاف الأبناء ولا يتمكنون من إخفاء مشاعرهم. د. عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق يقول: بكاء الآباء ليلة زفاف الابنة قد يصل الحزن فيه إلى حالة من الاكتئاب، فالبنت تعوض حنان الأم فى حبها للأب, وهو ما يعكس التعلق المطلق للأب بابنته، فهى أكثر حنانا، بالإضافة إلى إحساسها بالمسئولية تجاه الأب مما يجعله يتعلق بها أكثر.. حيث تأخذ العلاقات الإنسانية فى حياة الفرد أشكالا متعددة مثل علاقة الزوج بالزوجة والآباء بالأبناء, ومن التطور الطبيعى أن تحدث عملية الاستقلال عن الآباء، ويؤكد علماء النفس أن جذور مرحلة الاستقلالية تبدأ مبكرا عند عمر ثلاث السنوات حيث يبدأ الطفل يمشى ويأكل ويلعب بمفرده, ثم مرحلة الانفصال العاطفى والاستقلال بدخول الحضانة, ثم مرحلة المراهقة حيث تكون له الاهتمامات والهوايات الخاصة والمستقلة عن الوالدين والتى تتطلب من الأسرة تدعيمها بأن يكون للإبن مكان خاص به فى البيت، ثم المرحلة الجامعية ثم العمل حيث تزداد القدرة على الانفصال وتحمل المسئولية بعيدا عن الأسرة، ويجب أن يكون الآباء على نفس المستوى وقدر المسئولية فى تحمل الانفصال العاطفى التدريجى واستقلالية الأبناء وتكوين علاقات جديدة بعيدا عنهم، لكن فى الحقيقة نجد أن الأمر يصعب عندما يكون الإبن هو الأول أو الوحيد وأحيانا الأخير. وأشار إلى أن هناك أنماط تعلق مرضى وتشبث بالأبناء حيث الأبوان لا يتحملان الابتعاد عنه، هذا التعلق يبدأ من الطفولة، فلا يرغبان فى ترك الطفل للحضانة أو المدرسة أيضا، عدم ترك الابن المراهق يقيم علاقات صداقة مع أقرانه ولا شعوريا لا يقبلان استقلال الأبناء وارتباطهم بالزواج وقد يحاولون تأجيل الارتباط لهم كلما استطاعا أو يتدخلان بشكل مبالغ فى اختيار شريك حياة أبنائهم، أو يصران على أن يكون مسكن الزوجية للأبناء معهما أو بالقرب منهما مما قد يسبب تعاسة الأبناء أو فشلهم فى حياتهم ليعودوا إلى حضن الأسرة، وقد نجد أشكال التعلق المرضى بكاء الأب ليلة زواج ابنته نتيجة إحساسه أن جزءا من كينونته تم اقتطاعه منه وشعوره بالفراغ والحزن الشديد, وأحيانا البكاء وعدم القدرة على الاستغناء عن وجود الإبنة فى حياته، لذلك ننصح الآباء والأمهات بإتاحة مساحة وفرصة للأبناء من الحرية للانفصال عنهم و قدرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات لكى يصبحوا شخصيات لها كفاءة واستقلالية وليس مجرد شخصيات تابعة ومعتمدة عليهما, ويبدأ من السنوات الأولى من الحضانة والمراهقة السماح للأبناء بتكوين علاقات خارج نطاق الأسرة وتنمية مهاراتهم، المشاركة بالرأى فى اختيار شريك الحياة وإتاحة مساحة للاعتماد على النفس مع مساندة معقولة وطبيعية وعلى الآباء البحث عن اهتمامات أخرى والتواصل مع الأهل والأصدقاء والاهتمام بالهوايات الخاصة وتوجيه طاقاتهم الإيجابية إلى الأعمال الإجتماعية. وأوضح أن الأبناء عليهم أن يقضوا يوما كاملا مع الوالدين، عندما تنجب الابنة يشعر الآباء بالسعادة ويبدأ الاهتمام والانشغال بالأحفاد والهدف هو تكوين أسرة جديدة مترابطة وسعيدة ليس بها أى صور مرضية، ولأن البنت بطبيعتها الأمومة والحنان نجد أن علاج معظم المشكلات الأسرية 90% منها يكون حلها فى يديها سواء كانت الابنة أو زوجة الابن من خلال دفع الزوج للتواصل والتقرب مع الأهل والسؤال حتى هاتفيا الذى يعوض عن الرؤية يوميا وعند الزيارة للأهل تشعرهم أنها من أفراد الأسرة.