ذاك يتمسح بالحجر الأسود، فهو لله مطيع، وذاك يتمسح في حجر يسمونه اللات يسمونه العزى، يسمونه ما يشاءون، فهو بالله مشرك، كلاهما يتمسح بحجر، غير أن لكل منهم نية محلها قلبه فرقت مصائرهم، والقلب محل نظر الله وحده، وعليه فمن لا يملك أن يشق عن قلب أمرا فليس له أن يحكم على عمله خيرا أو شرا.. وعلى مثل ذلك تُوزن عروسة الحلوى، أراد أقوام أن يعبروا عن محبتهم لسيدهم، فاختاروا أحلى مذاق يمنحونه للناس فى ذلك اليوم، ليسرّونهم في يوم مولده، مذاق السُكر، ثم زادوهم، فاختاروا أكثر الهدايا المحببة الي النفوس، بما "للعروسة" من رمزية، فالعروسة هي أفضل ما يُسر بحيازته رجلا، فالله حين أراد أن يخبرهم عن حسن الجنة، حدثهم عن حورها، وهي أيضا أكثر الهدايا المحببة الي امرأة، لما لها من رمزية "الأمومة"، النزعة الأقوى لديها، وهم في ذلك محبون، أرادوا أن يبذلوا أحسن العطاءات ليهادوا بها الناس في ذلك اليوم، حبا وكرامة في سيدهم، وآخرون رأوا أن يطلع سيدهم على صحائفهم، فيجدها ملأى بالصلاة والسلام عليه، أو ربمايجدهم صياما شكرا لله أن أهداهم رحمته،. وكلهم دافعهم المحبة وإن اختلفت طُرقهم، فعلام ينكر أيهم على الآخر وسيلته؟! وصحيح أن عروسة السُكر لم تعرف طريقها إلى مصر، إلا على يد الحاكم بأمر الله الفاطمي، لكن محبة المصريين للنبى صلى الله عليه وسلم وجدت لها تاريخا يسبق مُلك الفاطميين، لعل في واقعة استقبال السيدة زينب في مصر بطريقة مشابهة لاستقبال جدها وحبيبهم في المدينةالمنورة، واحدة من هذه السبل، وهم في ذلك يبتغون النبي (صلى الله عليه وسلم) وسيلتهم إليه مودة أهله، انصياعا لقوله «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القُربى»، وذلك بأن محبة محمد صلى الله عليه وسلم هي وسيلتهم إلي محبة الله، «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم».