تختلف نظرة الانسان الي الخالق باختلاف تطوره ونمو عقله ولهذا فإن فكرة( الاله) عند العرب الأقدمين تتركز في مسألة تقديس الثالوث الفلكي. وهو القمر والشمس والنجم الثاقب( الزهراء) وتعتمد العلاقه بين الله والانسان علي اسطورة الاسرة والقرابة وهي علاقة الاب وابنائه وهذه الظاهره تتبين بصفه خاصه عند العرب الجنوبين فكل نواحي الحياه الدينيه كانت تفهم من الطبيعه الماديه فالله في تصور القدماء شيء مادي يراه الانسان في السماء او في هيئة صنم.. وقد اشار الدكتور سعيد اسماعيل علي استاذ اصول التربيه بجامعة عين شمس في موسوعته التطور الحضاري للتربيه الاسلاميه الي ايات من القران الكريم تفيد ايمان قريش بإله واحد خلق الكون وهو رب السماوات والارض وانما الذي انكره الاسلام عليهم وحاربهم من اجله وسفه احلامهم عليه هو تقربهم الي الاصنام والاوثان وتقديسهم لها وجعلها في حكم الشركاء والشفعاء ومرتبة الالوهيه كما جاء في قول الله تعالي اومايؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون. كما ان الاسلام لايعترف بهذه الاشياء وينكرها لقوله سبحانه اومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب اللهب ولهذا فان قريش حاربت الدعوة الي الاسلام ومن كان ينتمي الي هذه العقيده من حلفائها ومن القبائل التي كانت تري رايها كما جاء في قوله عزوجلبذلكم بأنه اذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنواب وذكر القرأن الكريم أن العرب عبدوا الجن..فقال تعالي اقالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنونب والاشراك بالله له صور ولكل صورة طائفة فمنهم من اتخذ الهة من الاجسام المعدنيه كالحجر والذهب والفضه والنحاس.. ومنهم من اتخذه من النبات كالشجر..ومنهم من اتخذه من الانسان..ومن إتخذه من الاجسام البسيطه إما سفليه كعبدة النار وهم المجوس واما علويه كعبدة الشمس والقمر وسائر الكواكب وهم نوع من الصابئة..ومنهم من قال بالاثنيه كالنور والظلمه وهم الوثنيون..ومنهم من قال ان الملائكه عباره عن الارواح الفلكيه ولكل إقليم روح يديره فيتخذون لتلك الارواح صورا وتماثيل يعبدونها وقد كان صنف من العرب يزعمون ان الملائكه بنات الله ويعبدونها لتشفع لهم الي الله وقال فيهم سبحانه ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم مايشتهون..ومنهم من قال للعالم إلهان احدهما خير وهو الله والاخر شر وهو الشيطان وهؤلاء يشير اليهم القرأن بقوله تعالي لاتتخذوا الهين إثنين إنما هو إله واحد ومن قدامي العرب من كان يتعمق في عبادته حتي يري الله وراء حقيقة الوجود فوجه اليهم القرآن عدة أسئله منها قوله سبحانه ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لايعقلون ووجد اشخاص ينذرون ما يتمتعون به من مواهب وقدرات لما يعبدون..وينذر البعض ابنه ليكون خادما للمعبد او للصنم او للكنيسه ذكرا كان أو انثي.