مكرم محمد أحمد : الأداء كان أفضل.. والخبر الصحيح والسريع أقصر السبل لمواجهة «البلبلة» ليلى عبد المجيد : القانون والمهنية يقطعان الطريق على فضائيات الفتنة.. و«الاتهام الجاهز» خطأ
وصف الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد «رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» الأداء الإعلامى المتعلق بكارثة مسجد الروضة بالعريش، بأنه كان على مستوى عال، مؤكدا أن معظم الصحف والفضائيات التزمت بالبيانات الصادرة التى كانت متوافرة، على عكس ما حدث فى حادث الواحات، مما أحدث نوعا من البلبلة. وأشاد بالأداء المهنى للفضائيات والصحف، حيث كان أفضل جدًّا واتجهت التغطية لاستنكار الجريمة فى حد ذاتها وبشاعتها وتجريم المحرضين والقائمين عليها أيا كانوا دون توجيه الاتهام إلى جهات أو أشخاص استباقا لجهات التحقيق وأجهزة الدولة التى تبذل قصارى جهدها حاليا لكشف وملاحقة الفاعلين والمحرضين، ووصف ما فعلته الفضائيات فى هذا الصدد بأنه كان نموذجا للمهنية، حيث إن سرعة إلقاء الاتهام قد تساعد فى إفلات المجرم الحقيقي، وهذا من بدهيات التناول الإعلامى لأى حادث. وأثنى مكرم على عدم المبالغة فى نشر صور الضحايا والمشاهد المؤلمة والمؤذية لما فى ذلك من انتهاك للضحايا وإيلام لذويهم وجرح لمشاعر المشاهدين والقراء، مؤكدا أن سرعة وصول الخبر للناس بالبيانات الصحيحة هو أقصر الطرق لمنع التشويش والبلبلة. من جهتها، أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن هناك إجراءات قانونية يجب اتباعها واتخاذها ضد القنوات الفضائية التى تحرض على القتل أو العنف، فإذا كانت تبث عبر النايل سات فإن القانون يسمح بمحاسبتها ووقفها، وهناك قنوات بالفعل قامت فرنسا بإيقافها بناء على تحركات وضغوط.. أما القنوات التى تبث من خارج مصر فإن هناك طريقتين لمواجهتها: تتمثل الأولى فى (التغافل) عما تقدمه من مواد تحريضية وعدم الرد عليها لأن هذا يعطيها زخما ويمثل دعوة لمن لا يتابعها بأن يتابعها، أما الطريقة الثانية فتتمثل فى تحسين الأداء الإعلامى لفضائياتنا بما يجعلها منافسا لهذه القنوات وجاذبا أكثر للجمهور، وذلك بتوفير البيانات والمعلومات سريعا لها وباختيار مذيعين أكفاء وبالتزامها بالموضوعية والحيادية فى التناول. ولفتت «عبدالمجيد» إلى أنه من نماذج التسرع كان الحديث عن انفجار قنبلة فى المصلين بالمسجد ثم ثبت أن هذا غير صحيح، كما تبنى بعض المحللين الذين استضافتهم الفضائيات فكرة أن سبب الهجوم هو عداء الإرهابيين للمذهب الصوفى الذى يتبعه أهل القرية، وهو ما حول الموضوع من بعده (الإرهابي) إلى البعد (الطائفي) مما أفقده بعضا من زخمه وخطورته، ونقله عنا الإعلام الغربى فى الاتجاه نفسه بسبب تعامل بعض الفضائيات وضيوفها من المحللين غير المحترف وغير الحساس مع الحادث البشع. وأضافت عبدالمجيد أن الجمهور مع أى حدث يكون لديه شغف وفضول لمعرفة التفاصيل، فإذا لم يجدها سريعا فى الإعلام المحلى فإنه حتما سيتجه إلى الفضائيات الأخرى للحصول عليها، وهذا ما يدفعنا دفعا لتحسين أدائنا.. مشددة على ضرورة ألا تتم تغطية الحدث بطريقة تحقق الهدف النفسى والترويعى من وراء العمل الإرهابي، وهذا يتطلب دليلا إرشاديا وتدريبا مهنيا للإعلاميين للتعامل بحساسية ودقة، وكذلك يتطلب ألا يحاول الإعلامى أن يجتهد فيما لم تصدر به بيانات أو معلومات بعد، وليكن لديه أسوة بما تفعله أجهزة الدولة، فمثلا بيانات النائب العام ومؤسسة الرئاسة كانت «حذرة» فلم توجه اتهاما لأحد أو لجهة بعينها، موضحة أن الأمر محل التتبع والبحث والتحقيق، وهو ما كان يجب على الإعلام أن يحذو حذوه لا أن يسارع بإلقاء الاتهامات بدافع وطنى أو عاطفى أو غيره.. نعم نية الإعلاميين وضيوفهم طيبة.. إلا أن هذا ليس مبررا لتجاوز المهنية وارتكاب الأخطاء والإسهام فى توجيه الرأى العام، بعيدا عن الجانى الحقيقى الذى ربما تكشفه جهات التحقيق بعد ذلك وحينها يكون الاعلام فى موقف لا يحسد عليه.. فليس عيبا مطلقا أن ينتظر الإعلام جهات التحقيق، إلا أن هذا لا يعنى عدم التفاعل مع حدث بهذه الجسامة والبشاعة.