يتحطم كل يوم يمضى جزء من الحصن المنيع الذى يلف مصر.. لتنطوى على ذاتها وتنغلق.. فتبتعد عن حوار الآخر.. فلا تستطيع نسج خيوط صورة لواقع مزدهر ومستقبل مشرق يبدد ما يروج له على خلاف الحقيقة.. مزق منتدى شباب العالم تلك الصورة المزيفة فى عيون- من صوروها- عن قصد لتبقى غارقة فى الإنعزال وعدم الإنخراط مع العالم.. فلا تجذب أنظاره. جاء شباب أكثر من مائة جنسية من كل صوب وحدب.. يتدفقون إلى أرض السلام.. يلقون السلام على أهلها وفى مخيلتهم صورة مختلفة عن تلك التى عايشوها طوال ستة أيام قضوها بمدينة شرم الشيخ.. تلمسوا هدى عالم آخر.. لم يكن ساكنا فى عيونهم.. فإنطلقوا يتحاورون ويتبادلون أطراف الحديث بعمق لقضايا متنوعة تشكل فى مكونها نسيجا معبرا عن وطن يتجاوز محنته ويعبر فوق كبوته.. وطن أراد أن يرتقى حتى ينهض.. فتدب فى شرايينه أكسير الحياة.. إهتدوا بعزم لا يلين ليغزلوا خيوط الأحلام.. فتكون واقعا معاشا. شاهد العالم من مختلف الجنسيات أجياله على أرض السلام تنعم بالسلام وترى حقيقة مصر.. ترى وجهها الوضاء وفجرها الندي.. ترى كيف يحلم أبناؤها وكيف يبث رئيسها الأمل فى نفوس شعبها.. شاهدوا ما لم يتوقعوه.. فخرجوا بإنطباع بأنها وطن لا يعرف معنى الإنكسار.. يتجاوز فوق المحن وفى قدرته معجزة. صنع منتدى شباب العالم صورة مبهجة أمام العالم.. نسج خيوط النور فى العيون المظلمة.. شق عتمة النفق الواهم فى عيون كاذبة.. صورته بأنه الواقع المؤلم.. حتى تشيح الوجوه عن مصر وترتد عنها.. فلا تصير القبلة- توليها.. خرج صوت مصر مدويا إلى العالم أجمع- مصر عائدة.. مصر لا تعرف إلا الإنتصار.. مصر ليست الصورة المشوهة التى يروج لها المتربصون.. مصر سكن الأمن ودار السلام. لمزيد من مقالات عبد الرءوف خليفة