تحقيقات الفساد بالمملكة منذ عامين ونصف العام وليست وليدة اليوم احتجاز الحريرى «مضحك» وتصنيف حزب الله منظمة إرهابية ضرورة قطر تراجعت عن بعض مواقفها.. وإذا نفذت مطالبنا فلا مشكلة مندوب الأهرام يصافح الجبير رسائل عديدة أطلقها وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، خلال لقائه مع عدد من رؤساء التحرير والصحفيين الليلة قبل الماضية بالقاهرة، القاسم المشترك الأعظم بينها، هو أن إيران أصبحت تمثل الخطر الأكبر الذى تتضاءل إلى جانبه مشاكل المنطقة الأخرى ونزاعاتها. كان الوزير عائدا للتو من اجتماع وزراء الخارجية العرب شاعرا بالسعادة من القرار العربى الحاسم ضد التدخل الإيرانى و«ممارسات طهران الإرهابية»، قائلا: «قرار الجامعة قوى بل هو الأقوى فى تاريخ الجامعة تجاه إيران، وهو خطوة إضافية لفرض مزيد من الإجراءات ضد طهران. هناك تحرك عربى وإدراك كبير لما يجرى. قبل ذلك كانت إدانات فقط.. توعية لما تقوم به. الآن الموقف العربى تغير». ومثل محام درس قضيته جيدا، سرد الجبير لائحة اتهام طويلة ضد إيران: «لا تؤمن بمبدأ سيادة الدول، دستورها ينص على تصدير الثورة، هى الدولة الأولى الراعية للإرهاب فى العالم.. سجلها حافل من تفجير سفارات وارتكاب اغتيالات فى أوروبا وتورط فى أعمال إرهابية عبر دول العالم ومنها السعودية.. زرع خلايا إرهابية.. إنشاء حزب الله.. محاولة السيطرة على القرارات فى 4 عواصم عربية». عامل ترامب إزاء تلك اللائحة الطويلة من الاتهامات، ما المطلوب عربيا؟.. يرد الجبير: «لابد من موقف جماعى عربى.. سنذهب للأمم المتحدة لفضح أعمالها وطلب عقابها، لا تسامح بعد الآن، لابد من إجراءات فعالة لوقف القتل والدمار الذى تقوم به». لم يغفل الوزير السعودى السياق الدولى الراهن، الذى يساعد فى كشف ممارسات إيران ومعاقبتها: «فى عهد أوباما كانت طهران تمارس الابتزاز، وتستجيب الإدارة الأمريكية لها.. الآن لا تسامح معها من جانب إدارة ترامب، وهذه فرصة لكى نقول لإيران كفى.. عليك أن تحددى هل أنت دولة أم ثورة؟». وبالطبع عند الحديث عن إيران والإرهاب لم يكن من الممكن ألا يتطرق الجبير إلى حزب الله، الذى يصر على ضرورة إلصاق صفة الإرهابى به كلما نطق اسمه.. الجديد هنا أن الوزير السعودى يطالب الدول العربية بإدراج اسم الحزب كمنظمة إرهابية وألا يكتفى البعض بالكلمات والإدانات، بل لابد من إجراءت على الأرض لتفعيل ذلك. وأعاد الجبير سرد اتهامات بلاده لحزب الله بممارسة الإرهاب من الكويت إلى العراق ومصر (2006 و2008) وصولا إلى اليمن حاليا، حيث يخوض حربا بالوكالة عن إيران ويطلق الصواريخ البالستية الإيرانية على المدن السعودية. ولم ينس الوزير هنا، عندما سألته عن فرص التسوية باليمن فى ظل فشل مبادرات المبعوث الأممى ولد الشيخ الواحدة تلو الأخرى، أن يشدد على أن أمن اليمن مهم للغاية بالنسبة للمملكة، وأن أى تهديد يأتى من جانبه للسعودية ستتم مواجهته بحسم. فاليمن بالنسبة للرياض مثل ليبيا بالنسبة للقاهرة لابد من تأمين الحدود معها ووقف أى اعتداءات محتملة. لقد جربنا كل الطرق للتوصل إلى تسوية -يقول الوزير- لكن الحوثيين أفشلوا كل مبادرة وأصروا على تخريب الأوضاع فى اليمن ولابد من مواجهتهم مهما كلف الأمر. قطر الصغيرة مازالت صغيرة فى ظل تلك المشكلة.. أين وضع قطر فى المعادلة الإقليمية؟ خصوصا أن الوزير السعودى كان قد صرح بأن: «قطر مشكلة صغيرة جدا ولدينا قضايا أهم وأكبر منها». مازال الجبير متسمكا بما قال مشددا على أن: «قطر موضوع صغير جدا وهناك موضوعات أهم. هناك الإرهاب وسوريا والاستقرار فى العراق والأوضاع فى اليمن وليبيا.. هناك التنمية الداخلية فى السعودية.. لقد أوصلنا رسالتنا لقطر من خلال المطالب الستة وفى مقدمتها الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب ومنع تمويلهما أو توفير ملاذات آمنة لهما وإيقاف أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية والامتناع عن التدخل فى شئون الدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون». ويوجه الجبير حديثه لقطر قائلا: لا نريد أن تتدخلوا فى شئوننا أو تتورطوا فى أعمال إرهابية أو تدعموا كيانات إرهابية كالإخوان. نقول لكم: نفذوا المطالب وليس هناك مشكلة». ويشير الوزير السعودى إلى أن قطر تراجعت عن مواقفها التى كانت تتمسك بها فقد وقعت مذكرة لمكافحة الإرهاب مع أمريكا، بعد أن كانت ترفضها، كما أنها خفضت من دعمها لحماس مما ساعد على توقيع اتفاق المصالحة بينها وبين حركة فتح برعاية مصرية. لكن ما سر التناقض فى المواقف داخل الإدارة الأمريكية تجاه قطر؟.. يرد الجبير على السؤال قائلا: «الكونجرس مؤيد للمواقف ضد قطر، وهذا واضح من التصريحات والخطوات التى اتخذها قادة الكونجرس، أما وزارة الدفاع «البنتاجون» فهى مهتمة بالقاعدة العسكرية فى قطر.. بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية هدفها إدارة الأزمة وليس حلها. نحن نهدف إلى الحل وليس إدارة المشكلة». ملاحقة الفاسد.. وزيرا أو أميرا كان السؤال الذى يتطلع الصحفيون إلى سماع إجابة شافية عنه هو: ماذا يجرى فى السعودية؟ وبسرعة يرد الوزير: «الأوضاع داخل المملكة ممتازة، هناك حركة إصلاح لم تحدث منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما، ويتم من خلالها التطلع بقوة للمستقبل.. هناك نهضة فى شتى المجالات.. الاستثمارات تتدفق والتطوير يتواصل.. قبل فترة قصيرة استضافت السعودية أكبر مؤتمر للمستثمرين فى العالم، أرقام بتريليونات الدولارات (الترليون ألف مليار)، هناك فرصة استثمارية هائلة فى الاقتصاد والسياحة والبنية التحتية». ويستطرد الجبير بنبرة هادئة: «لدينا رؤية استراتيجية طموحة عنوانها رؤية 2030 لنقل السعودية إلى آفاق مختلفة تماما.. دولة حديثة متنوعة الاقتصاد منفتحة على العالم». لكن هل أثرت إجراءات مكافحة الفساد المستمرة حتى الآن والتى شملت اعتقال أمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال يشار لهم بالبنان، على الأوضاع بالبلاد؟ يجيب الجبير: لا لم تؤثر خاصة على تدفقات الاستثمار.. هذه الإجراءات، - وهذا هو الجديد الذى كشف عنه الوزير- ليست وليدة أيام قليلة خلت، بل إن التحقيقات وجمع الأدلة والتدقيقات فى الملفات تعود إلى عامين ونصف قبل ذلك، وقد بلغت قيمة ما تم تحديده من أموال ضائعة على الدولة نتيجة ممارسات فساد نحو 100 مليار دولار. ويواصل الجبير كلامه: الملك سلمان قال مرارا إن مكافحة الفساد أولوية وولى العهد الأمير محمد بن سلمان أكد أنه سيتم مواجهة كل فاسد سواء كان وزيرا أم أميرا.. وهذا ما تصر عليه الدولة وتنفذه السلطات المختصة. الحريرى المواطن ورئيس الوزارء «مضحكة».. هكذا علق وزير الخارجية السعودى عادل الجبير على الاتهامات الموجهة لبلاده باحتجاز سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى، أو على أقل تقدير وضعه رهن الإقامة الجبرية.. وواصل: «لماذا نفعل ذلك مع الحريرى.. إنه مواطن سعودى بحكم كونه يحمل الجنسية السعودية، وهو رئيس وزراء دولة لبنان، ورغم أنه سافر خلال الفترة الماضية إلى أبوظبى والتقى الشيخ محمد بن زايد، ولى العهد، كما التقى فى داره بالرياض مع سفراء دول عديدة، إلا أن هناك خاصة فى لبنان من أصر على أنه محتجز.. وأشار الجبير إلى أن الحريرى غادر إلى باريس وسيأتى إلى مصر قبل أن يعود إلى بلاده، فلماذا هذه الاتهامات السخيفة؟». خلال اللقاء كانت الرسالة، التى رددها الجبير كثيرا، هى التضامن العربى وضرورة أن يكون هناك موقف عربى مشترك تجاه قضايا المنطقة، فالموقف الراهن يستدعى إجماعا عربيا على سبل مواجهة التحديات بل المعضلات التى يواجهها العرب، وبصفة خاصة الموقف من إيران فهى القضية الكبرى، التى تتفرع منها القضايا الأخرى، ولا يجب أن ننسى الأصل ونركز على التوابع. الجبير فى سطور ولد عام 1962 بالرياض تلقى تعليمه الأساسى فى ألمانيا، حيث كان والده يعمل بالملحقية الثقافية بالسفارة السعودية حصل على بكالوريوس السياسة والاقتصاد من جامعة شمال تكساس عام 1982 والماجستير فى العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون عام 1984 عام 1986 عينه الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية السابق فى واشنطن مساعدا له لشئون الكونجرس، ثم متحدثا باسم السفارة، قبل أن ينضم لوفد بلاده بالأمم المتحدة عام 1994 عين سفيرا للسعودية فى واشنطن عام 2006 فى أكتوبر 2011، كشف مسئولون أمريكيون عن تعرضه لمحاولة اغتيال دبرتها عناصر مرتبطة بإيران فى 29 ابريل 2015 صدر أمر ملكى بتعيينه وزيرا للخارجية ، خلفا للأمير سعود الفيصل