فى ختام جولته العربية الحالية، التقى وزير الخارجية سامح شكريً فى الرياض أمس بصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، حيث نقل، رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تؤكد عمق وخصوصية العلاقات المصرية السعودية، ووحدة مصير الشعبين بما يزكى المصالح المشتركة للبلدين، ودعم مصر الكامل وتضامنها مع المملكة فى مواجهة التحديات، فضلا عن أهمية تعزيز آليات التنسيق والتشاور من أجل وضع رؤية عربية مشتركة تحافظ على مقدرات الدول العربية واستقرارها وعلى الأمن القومى العربى بكل ابعاده. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن محادثات الوزير شكرى مع سمو ولى العهد السعودى تناولت الاوضاع الإقليمية وسبل تعزيز آليات التنسيق والتعاون بين البلدين، حيث أكد الجانبان ان استقرار ورخاء كل من مصر والسعودية هو صِمَام الأمان للمنطقة العربية بأسرها، وان اى ضرر يصيب اى دولة من الدولتين هو ضرر للطرف الآخر، وأى تقدم ورخاء لطرف هو بالتبعية مصلحة عليا وفائدة للشعبين. ومن جانبه، أكد شكرى موقف مصر الثابت بشأن أهمية الحفاظ على التضامن العربى فى ظل التحديات التى تشهدها المنطقة، ودعم مصر لأمن واستقرار منطقة الخليج باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى العربى والمصري. وشدد وزير الخارجية على إدانة مصر البالغة للاعتداء الذى تعرضت له المملكة العربية السعودية أخيرا من قبل ميليشيات الحوثى بمحاولة استهداف العاصمة الرياض بصاروخ بالستي، وكذا العمل الإرهابى التخريبى الذى استهدف أنبوب النفط البحريني، مؤكدا موقف مصر الثابت الداعم لاستقرار وسيادة الدول العربية فى مواجهة أية محاولات تخريبية او إرهابية تستهدف أمنها واستقرارها. كما تناولت المحادثات السياسات الإيرانية فى المنطقة، حيث أكد وزير الخارجية رفض مصر الكامل للتدخلات الإقليمية من خارج النطاق العربى لزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل فى شئونها الداخلية. وأوضح أبو زيد، أن اللقاء تناول ايضا مستجدات الاوضاع السياسية فى لبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا، وجهود مكافحة الارهاب والتطرف باعتباره هدفا مصريا وسعوديا مشتركا. كما حرص وزير الخارجية على نقل حرص مصر على تجنيب المنطقة أية توترات تزيد من حالة عدم الاستقرار والاستقطاب التى تشهدها حاليا، مؤكدا أهمية تعزيز أواصر التضامن العربي، وتكثيف آليات التنسيق من أجل وضع رؤية واضحة تحدد مسار الأهداف والمقاصد العربية المشتركة. وفى ختام تصريحاته، كشف المتحدث الرسمى باسم الخارجية، عن أن المحادثات تناولت ايضا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ومصر فى شتى المجالات، حيث تم تأكيد ان قوة وصلابة العلاقات بين البلدين هى صِمَام الأمان للحفاظ على الأمن القومى العربى ومقدرات الشعوب العربية فى مواجهة التحديات الراهنة. وقد أعقب اللقاء جلسة مباحثات موسعة بين سامح شكرى ونظيره السعودى عادل الجبير بمقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض، تناولت تطورات أزمة قطر، والاوضاع فى لبنان، وجهود توحيد صفوف المعارضة السورية تمهيدا لانخراطها فى مفاوضات جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة. كما ناقش الوزيران موضوع سد النهضة والجمود الذى يعترى المسار الفني، حيث أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية اهمية الاحترام الكامل للاتفاق الإطارى الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، خاصة على ضوء المرونة التى أبدتها مصر طوال عملية التفاوض على المسار الفني، مشيرا الى تفهم المملكة للشواغل المصرية الخاصة بأمنها المائي، وأهمية الالتزام بقواعد القانون الدولى الحاكمة فى هذا الشأن.