الاختلاف سنة اجتماعية, قال تعالي: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين, وذلك لاختلاف قدراتهم وثقافاتهم وأهوائهم. ويكون الاختلاف مقبولا اذا نتج عنه البناء, وليس الهدم, ويكون مذموما لو كان لتعصب أعمي للرأي فيقود إلي الشر والفرقة. وما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية الأخيرة, وما سبقها من توابع ثورة52 يناير من تناحر, وخلافات بين مجموعات مختلفة من الشعب يستوجب المصالحة الوطنية لاحتواء الشقاق المجتمعي حتي تستأنف الدولة مسارها الديمقراطي دون مخاطر, أو اقصاءات. ولن تتحقق تلك المصالحة إلا من خلال أمرين: الأول: وجود قوانين ودساتير دقيقة وصائبة وشاملة لجميع نواحي الحياة, بحيث تلبي جميع حاجات الإنسان. الثاني: وجود شخصيات لها قدرة علي تطبيق الدساتير دون المساومة عليها, أو الرضوخ للعلاقات الشخصية, أو الرضوخ لولاة الأمر والخروج علي القوانين والأنظمة. وعلينا أن نتخذ من رمضان منصة انطلاق بعيدا عن الصراعات السياسية والتطاحن الفكري, ونترك النميمة السياسية, وصناعة الأزمات التي تشد الأوطان إلي الخلف, ولا تتركها تنطلق إلي الأمام. وياحبذا لو جعلنا برامجنا الفضائية وقضايانا الصحفية وندواتنا الفكرية وجلسات سمرنا آلية للحديث عن المستقبل, والتنمية, والوصول بمصر إلي مكانتها اللائقة بين الأمم.