استقبلنا وودعنا ذكرى حرب أكتوبر ال 44!. احتفلنا وتذكرنا وتكلمنا.. بمناسبة مرور 44 سنة على انتصارات حرب أكتوبر 1973. فعلنا ما نفعله من 44 سنة.. كلام وكلام وبانتهاء الشهر ينتهى الكلام.. دون تفكير فى تحويل الكلام إلى واقع يجسد الانتصار العظيم.. وروح نجتمع ونتسلح بها.. فى مواجهة حروب.. قَدَر مصر أن تخوضها!. فعلنا ذلك ومازلنا.. ونسينا أن عمر «أكتوبر» يقترب من نصف القرن.. ونحن مازلنا نفكر فى تجسيد الحدث الأهم بتاريخنا.. فى فيلم عالمى مثل أفلام الحرب العالمية.. ومازلنا نتساءل: أين ذهبت روح أكتوبر؟!. أكتوبر اقترب من سن الخمسين.. ولم نره فى صدارة الأعمال الأدبية!. أكتوبر على مشارف الخمسين عامًا.. ولا كلمة واحدة عنه فى الأدب الشعبى!. لا موال يحكى شجاعة الرجال.. ولا حكاية تسرد بطولات الأبطال!. فى أكتوبر.. ما يكفى مئات المواويل والحكايات والسِّيَر للتغنى به وسرد حكاياته.. وهى بطولات حقيقية موثقة.. شهد لها واعترف بها العدو!. ما يستحق التسجيل فى تاريخنا أغفلناه.. وما هو غير متفق على حدوثه.. جعلناه أسطورة تتوارثها الأجيال.. وهذا ما أنكرناه على أكتوبر.. ومنحناه للشرقاوى.. وسيرته التى تبدأ بالموال الشهير: «ومنين أجيب ناس لِمَعْنَاة الكلام يتلوه... كلام قالوه ناس.. وياما بكرة ناس يقولوه... القول على سَبْع لكن سَبْع شرقاوى.. الاسم لأدهم لكن نأبه شرقاوى». لو أن الذى كتب حكاية أدهم الشرقاوى.. عاش معنا فترة الستينيات.. التى صعقتها هزيمة يونيو 1967!. لو أنه عايش هذه الفترة.. لسجل عبقرية شعب لا يعرف مستحيلاً ولا يستسلم لهزيمة!. لرأى بعينيه كيف حَوَّل الرجال أسوأ هزيمة لأعظم انتصار!. أى مواويل.. كانت تكفى سرد البطولات والأبطال؟. أى مواويل.. تحكى عظمة وشجاعة الرجال؟. أى مواويل تكفى.. الشهيد عبدالمنعم رياض والشهيد إبراهيم الرفاعى والشهيد عصام الدالى والشهيد إبراهيم عبدالتواب والشهيد صلاح حواش.. والشهيد شفيق مترى سيدراك والشهيد محمد أحمد زرد.. وكل عظمائنا الشهداء؟. أى أساطير فى تاريخ كل شعوب العالم.. فيها شجاعة وإقدام وجسارة الأبطال.. من رأس العش بعد الهزيمة بأسبوعين.. وحكاية 30 مقاتلاً فدائيًا.. يكسرون شوكة الجيش الذى لا يُهزم!. طابور مدرع للعدو له أول والعين لا ترى نهايته.. هذا الطابور بكل دباباته ومدافعه ومجنزراته.. لم يستطع التقدم خطوة واحدة على مدى سبع ساعات.. لأن على الأرض 30 مقاتلًا من الصاعقة.. عقيدتهم النصر أو الشهادة.. وانتصروا لأنهم خير أجناد الأرض!. وبعد رأس العش.. إرسال المدمرة إيلات إلى الآخرة!. صاروخان من قارب صواريخ مصرى.. أرقدا المدمرة بمن عليها فى قاع البحر!. فى حرب ال500 يوم استنزاف.. أعمال مجيدة قام بها المقاتلون المصريون فى جيش مصر العظيم!. بطولات أى واحدة منها تصنع فيلمًا حربيًا عالميًا!. شجاعة تكفى عشرات المواويل!. حكاية يوم 6 أكتوبر وحدها.. ملحمة مواويل!. جبهة تقترب مواجهتها من ال170 كيلومترًا.. العدو شرق القناة.. خدعناه بأن 6 أكتوبر 1973.. مثل كل الأيام!. خدعناه بخطة خداع.. هى وحدها موال!. اخترنا وقتًا لم تَقُمْ حرب من قبل فيه!. اخترنا مناسبة دينية للعدو.. يصعب عليه سرعة التعبئة فيها.. ومناسبة دينية عندنا.. هى شهر رمضان والصوم.. يصعب تصديق أن تحارب فيها!. كل حرف بكلمة فى جملة على سطر فى خطة الحرب.. هو وحده موال.. ومع هذا ورغم كل ذلك!. لا «انكتب» موال.. ولا سمعنا «حاجة» مثل سيرة أبوزيد الهلالى.. وسنة بعد سنة.. وصلنا إلى 44 سنة.. لا فيلم عالمى ولا رواية فى أدب.. ولا حتى موال عن بطولة وبطل!. لكل من كان بإمكانه أن يصنع فيلمًا عالميًا ولم يصنع.. ويكتب مَوَّالًا ولم يكتب.. أضع أمامه ما سجله التاريخ كتابةً عن جيش مصر العظيم.. وأبطاله وبطولاته عبر التاريخ وحتى اليوم.. ربما يجد فيه.. ما يجعله يغير رأيه!. 1 قال رسول الله.. صلى الله عليه وسلم: إذا فتح الله عليكم مصر.. فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا. فذلك الجند خير أجناد الأرض. فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم فى رباط إلى يوم الدين. 2 قال نابليون بونابرت: لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم. 3 نابليون الثالث بعد حرب المكسيك.. قال: قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلى المكسيك لم نحظ بانتصار واحد.. وبعد أن وصلت لم نُمْنَ بهزيمة واحدة. 4 المارشال فوريه القائد العام للحملة الفرنسية فى المكسيك.. قال: إننى لم أر فى حياتى مطلقًا قتالًا نشب بين سكون عميق وفى حماسة تُضارع حماستهم.. فقد كانت أعينهم وحدها هى التى تتكلم وكانت جرأتهم تذهل العقول وتُحيّر الألباب.. حتى لكأنهم ما كانوا جنودًا بل أسودًا. 5 البارون بوالكونت.. وقد أذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا 1832.. قال: إن المصريين هم خير من رأيت من جنود.. يجمعون بين النشاط والقناعة والصبر والجلد على المتاعب مع انشراح النفس. 6 كلود بك الطبيب الفرنسى. قال: ربما يُعدّ المصريون.. أصلح الأمم لأن يكونوا من خيرة الجنود.. ومن صفاتهم العسكرية الامتثال للأوامر والشجاعة والثبات عند الخطر والتذرع بالصبر فى مواجهة الخطوب والمحن.. والإقدام على المخاطرة والاتجاه إلى خط النار.. وتوسط ميادين القتال.. بلا وجل ولا تردد. 7 المارشال الفرنسى مارمون.. عند توليه قيادة الحلفاء فى حرب القرم قال: لا ترسلوا لى فرقة تركية.. ولكن أرسلوا لى كتيبة مصرية. 8 لورد كيتشنر بعد انتصاره فى جنوب إفريقيا.. قال: ما أكثر المآزق الحرجة التى وجدت فيها نفسى فى القتال.. ولكننى كثيرًا ما فكرت وأنا فى المأزق.. فى شجعان المصريين وتمنيت أن يكونوا فى جانبى. 9 المارشال سيمور قائد البحرية الإنجليزية أثناء حرب الإسكندرية.. تعقيبًا على سرعة المدفعية المصرية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها: رائع أيها المقاتل المصرى. 10 عالم الآثار الفرنسى ماسبيرو.. قال: إن هذه الأمة المصرية العتيقة دون سائر الأمم والشعوب.. تدل طبائع أبنائها كما تدل آثارها.. على البقاء والخلود.. فكم من مرة.. اجتاحها الغاصبون الأقوياء وظنوا أنهم حولوا أرضها رمادًا تذروه الرياح.. وظنوا أنهم قلبوا مدنها وقراها أنقاضًا فوق سكانها.. فإذا بأولئك السكان ينفضون عنهم ما ظنه الغاصبون فناء ويُبْعَثُون من تحت الأنقاض ليعيدوا البناء والكفاح من جديد. 11 أدولف هتلر قال: لو كان معى سلاح روسى وعقلية ألمانية وجندى مصرى.. لغزوت العالم. 12 الحجاج بن يوسف الثقفى.. فى وصيته إلى طارق بن عمرو.. قال عن المصريين: لو ولَّاك أمير المؤمنين أمر مصر.. فعليك بالعدل.. فهم قتلة الظَّلَمَة وهادمى الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير.. إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها.. وما أتى عليهم قادم بِشَرٍّ.. إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب... وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل.. ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل.. ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم.. ولا تشعل نارًا.. لا يطفئها إلا خالقهم.. فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض. ما قالوه عن جيش مصر قديمًا.. اعترف به خبراء العسكرية بالعالم حديثًا.. بعد حرب أكتوبر التى هى أصلا قلبت موازين كثيرة وغيرت مفاهيم ونظريات عسكرية.. ما كان أحد يتشكك لحظة فيها... الشهادات الحديثة فى حق جيش مصر.. أعيد قراءتها مع حضراتكم.. ربما تلفت نظر من كان بإمكانه أن يكتب ولم يكتب.. ويصنع فيلمًا ولم يصنع ويحكى موالا ولم يَحْكِ!. قولوا يارب! أبدأ بما اعترف به قادة العدو فى مذكراتهم المنشورة والموجودة.. وما اعترفوا به.. شهادات فى حق جيش مصر العظيم.. لا يرقى إليها شك!. موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى فى حرب أكتوبر.. فى مذكراته شهادات كثيرة.. هذه واحدة منها.. بعد يومين قال: «إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى.. إن المصريين يملكون سلاحًا متقدمًا وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلاح ضد قواتنا. ولا أعرف مكانًا فى العالم كله محميًا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر.. إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام.. فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب». ويكمل ديان كلامه فى نفس التصريح قائلا: «الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء.. والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ المضادة للدبابات». ملاحظة: هذا التصريح تم منع نشره وإذاعته بالصحف والإذاعة.. وسجله ديان فى مذكراته وفى تقريره الذى قدمه إلى لجنة جرانت التى شكلتها المحكمة الدستورية العليا للتحقيق فى الهزيمة. على فكرة: ديان من قال بعد هزيمة يونيو 1967: بواسطة قواتى الجوية.. أستطيع غزو أى مكان بالعالم.. حتى لو كان فى القطب الشمالى!. ديفيد أليعازر رئيس أركان الجيش الإسرائيلى قال: وأوشك نهار يوم 6 أكتوبر أن ينتهى دون أن نحقق هجومًا مضادًا ناجحًا ومؤثرًا نوقف به تدفق المعدات الثقيلة عبر الكبارى إلى الضفة الشرقية حيث توجد مدافع قواتنا.. وكان معنى أن يأتى الليل ويسود الظلام.. أن تنتهى أى فاعلية لسلاحنا الجوى فى الوقت الذى تستطيع فيه القوات المصرية تثبيت وتأمين هذه الكبارى. ويستطرد رئيس الأركان قائلا: «أصبح القتال يسير ضاريًا شرسًا.. والدلائل كلها تشير إلى أننا نواجه خطة دقيقة ومحكمة لا نعرف مداها أو أبعادها.. بعد أن أصبحنا أمام واقعين جديدين تمامًا فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى أديا إلى سقوط كل حساباتنا العسكرية والمقاييس التى بنينا عليها خططنا. الواقع الأول: أنه لم يعد هناك حاجز مائى يمنع تدفق المصريين!. والواقع الثانى: أن حصون خط بارليف المنيعة لم تعد لها فعالية!. لقد بدأت بالفعل مواجهة حقيقية بين القوات المصرية وقوات الجيش الإسرائيلى.. لقد كان ما يحدث بالفعل كارثة حقيقية». حاييم هرتزوج.. الرئيس الإسرائيلى الأسبق: «لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا. فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم. لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا. كانوا يعلنون الحقائق تمامًا.. حتى بدأ العالم الخارجى يثق فى أقوالهم وبياناتهم». العقيد أورى بن آرى.. ضابط مدرعات مساعد قائد جبهة سيناء فى الحرب: «فى الساعات الأولى لهجوم الجيش المصرى كان شعورنا مخيفًا.. لأننا كنا نشعر بأننا نزداد صِغَرًا والمصريين يزدادون كِبَرًا.. وفشلنا سيفتح الطريق إلى تل أبيب». عساف ياجورى.. قائد لواء مدرعات تم تدميره ووقوعه أسيرًا: حائر أنا.. حيرتى بالغة.. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة؟. كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟. للتذكرة.. عساف ياجورى تم أسره فى يوم الاثنين الحزين.. يوم 8 أكتوبر الذى كانت أمريكا تنتظره.. باعتباره اليوم الذى ستنهى فيه إسرائيل الحرب!. فيه سيتم الهجوم المضاد الكاسح.. وتعبر إسرائيل للغرب وتحتل الإسماعيليةوالسويس.. وبذلك يصبح الجيشان الثانى والثالث فى قبضتها.. ويشهد لها العالم بهذا الانتصار الساحق.. إستراتيجيًا وسياسيًا!. الذى تحقق يوم 8 أكتوبر.. الجزء الأول نظرياً!. فعلاً قامت إسرائيل بالهجوم المضاد.. كما يقول الكتاب.. ووفقاً لعقيدتهم العسكرية فى معارك الدبابات «الهجوم بأقصى سرعة».. وهم لا يدرون أنهم يدخلون فخاً نصبه المصريون لهم!. ما أن بدأ الهجوم .. بدأت أكبر مذبحة شهدتها حرب للدبابات!. المصريون يقتلون دبابات العدو!. خلال ساعتين دمرنا 112 دبابة.. على آخر اليوم.. فقدت إسرائيل 400 دبابة ومئات القتلى والجرحى والأسرى.. أشهرهم فى هذا اليوم عساف ياجورى!. أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق فى ندوة بالقدس يوم 16 سبتمبر 1974: لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء. تريفور ديبوى.. رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمى للمعارك التاريخية فى واشنطن.. فى كتابه (النصر المحير): إن التخطيط الماهر الذى اتسم بالدقة الكاملة والسرية التامة وتحقيق المفاجأة الكاملة.. وكذا التنفيذ الكفء للخطط التى وضعت بعناية أدى إلى نجاح إحدى عمليات عبور الموانع المائية التى ستظل تُذكر فى التاريخ. ويستطرد بقوله: ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية أن مصر قد كسبت الحرب. مجلة نيوزويك الأمريكية: إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 وكانت هناك أسطورة أولا تقول.. إن العرب ليسوا محاربين وأن الإسرائيلى سوبرمان.. لكن الحرب أثبتت عكس ذلك. إذاعة أورشليم الجديدة فى أكتوبر 2009 وحوار إذاعى مع المؤرخ العسكرى أورى ميلشتاين.. قال: «الثغرة خطوة عسكرية استعراضية لم تغير من نتيجة الهزيمة الإسرائيلية.. كما أنها لم تقلل شيئًا من الانتصار المصرى». كل السطور السابقة.. أمثلة لا حصر.. للثقة التى يحظى بها جيش مصر.. قديمًا وحديثًا!. ثقة موثقة بشهادات.. مؤرخين وخبراء وقادة عسكريين... وشهادة.. لا ترقى لها أى شهادة.. سيد الخلق عليه الصلاة والسلام... بعد كل هذا التقدير العظيم.. لجيش عظيم... ألا يستحق الأمر بعد 44 سنة.. مراجعة النفس.. ومن كان بإمكانه أن يكتب ولم يكتب.. يفعلها.. لنرى أفلامًا توثق الانتصار.. وسيرة شعبية بمواويل.. تحكى حكاية الأبطال... تعالوا نجعل كل أيام السنة.. أكتوبر!. تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله. وللحديث بقية مادام فى العمر بقية لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى