«زي النهارده».. حل جماعة الإخوان المسلمين 29 أكتوبر 1954    «زي النهارده».. العدوان الثلاثي على مصر 29 أكتوبر 1956    الجرام يتخطى 6000 جنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    سعر كيلو الدجاج بعد الانخفاض.. أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 29-10-2025 في بورصة الدواجن    هبوط الأخضر عالميًا.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 29-10-2025    40 شهيدًا بينهم 16 طفلُا في غارات إسرائيلية بقطاع غزة    كوريا الشمالية تُطلق صاروخ مجنح استراتيجي من نوع "بحر- أرض"    استشهاد 11 فلسطينيا على الأقل في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    فشل محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان في إسطنبول    وفاة 18 مهاجرا في غرق مركب بسواحل ليبيا    متحدث الشباب والرياضة يكشف كواليس جلسة حسين لبيب مع أشرف صبحي    «لو فكرت في نفسي كان زماني النائب».. مرتجي يكشف كواليس جلسته مع الخطيب بشأن منصب «العامري»    الأهلي يتعاقد مع مهاجمين في يناير بفرمان من سيد عبد الحفيظ    ألمانيا تسجل 31 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في المزارع و131 حالة بين الطيور البرية    المايسترو نادر عباسى: الموسيقار هشام نزيه سيقدم عظمة فى افتتاح المتحف المصرى الكبير    موسكو وطوكيو تدرسان استئناف الرحلات المباشرة بعد توقف عامين    بين الألم والأمل.. رحلة المذيعات مع السرطان.. ربى حبشى تودّع المشاهدين لتبدأ معركتها مع المرض.. أسماء مصطفى رحلت وبقى الأثر.. لينا شاكر وهدى شديد واجهتا الألم بالصبر.. وشجاعة سارة سيدنر ألهمت الجميع    الكشف عن حكام مباريات الجولة ال 11 بدوري المحترفين المصري    منتخب الناشئين يهزم المغرب ويواجه إسبانيا في نصف نهائي مونديال اليد    ضبط أطنان من اللحوم المفرومة مجهولة المصدر بالخانكة    شاب يعتدي على والدته المسنه بسكين في الفيوم لعدم اعطائه مبلغ مالى لشرء مواد مخدرة    تجديد حبس المتهم بقتل أطفال اللبيني ووالدتهم    اليوم.. المحكمة تحسم مصير «أوتاكا» بتهمة غسل أموال ونشر محتوى خادش    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بمحافظتي الفيوم والمنيا    في الشغل محبوبين ودمهم خفيف.. 3 أبراج عندهم ذكاء اجتماعي    «الإنجيلية» تبحث مع شركائها الدوليين والمحليين سبل تعزيز التعاون التنموي    « إنفينيتي باور» تنتهى من الإغلاق المالى لمشروع مزرعة رياح رأس غارب بقدرة 200 ميجاوات    الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي لحالة حقوق الإنسان في الأرضى المحتلة    رسميًا.. موعد امتحان 4474 وظيفة معلم مساعد رياض أطفال بالأزهر الشريف (الرابط المباشر)    التحفظ على كاميرات طوارئ قصر العيني والتقرير الطبي لوالدة أطفال اللبيني بفيصل    إصابة شخصين في حريق شقة سكنية بمنشأة القناطر    اعترافات قاتل «أطفال اللبيني» تكشف كيف تحولت علاقة محرمة إلى مجزرة أسرية    حلمي طولان يطلب مداخلة عاجلة على الهواء مع إبراهيم فايق (فيديو)    ميلان ينجو من فخ أتالانتا بتعادل مثير في بيرجامو    جوهرة مكرسة لعرض حضارة واحدة، المتحف المصري الكبير يتصدر عناوين الصحف العالمية    وزير الاستثمار يشارك في النسخة التاسعة ل " منتدى مبادرة الاستثمار" بالمملكة العربية السعودية    كريستيانو رونالدو يخسر 13 بطولة فى ثلاث سنوات مع النصر    تزيد حدة الألم.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى التهاب المفاصل    اتحاد الغرف التجارية يكشف خطته لمواجهة التخفيضات الوهمية في موسم البلاك فرايداي    الحظ المالي والمهني في صفك.. حظ برج القوس اليوم 29 أكتوبر    خبراء وأكاديميون: إعادة تحقيق التراث ضرورة علمية في ظل التطور الرقمي والمعرفي    الفيلم التسجيلي «هي» يشارك في المهرجان المصري الأمريكي للسينما والفنون بنيويورك    أسامة كمال: معنديش جهد أرد على الدعم السريع.. اللي حضّر العفريت مش عارف يصرفه    افحص الأمان واستخدم «مفتاح مرور».. 5 خطوات لحماية حساب Gmail الخاص بك    تدريب طلاب إعلام المنصورة داخل مبنى ماسبيرو لمدة شهر كامل    ميدو: الكرة المصرية تُدار بعشوائية.. وتصريحات حلمي طولان تعكس توتر المنظومة    بمكونات منزلية.. طرق فعالة للتخلص من الروائح الكريهة في الحمام    قنديل: الصراع في غزة يعكس تعقيدات المشهد الدولي وتراجع النفوذ الأمريكي    لمسة كلب أعادت لها الحياة.. معجزة إيقاظ امرأة من غيبوبة بعد 3 سكتات قلبية    دعاية مبكرة.. جولات على دواوين القبائل والعائلات لكسب التأييد    أمين الفتوى: زكاة الذهب واجبة فى هذه الحالة    خالد الجندي: «الله يدبر الكون بالعدل المطلق.. لا ظلم عنده أبداً»    اتخاذ إجراءات ضد استخدام الهاتف المحمول.. وكيل تعليمية قنا يتفقد مدارس نقادة بقنا    ما هو سيد الأحاديث؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح أعظم حديث يعرّف العبد بربه    أذكار المساء: أدعية تمحو الذنوب وتغفر لك (اغتنمها الآن)    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    استعدادات مكثفة لمتابعة جاهزية المراكز الانتخابية قبل انطلاق انتخابات النواب بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نريد أكتوبر.. لا يرحل!.
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 11 - 2017

استقبلنا وودعنا ذكرى حرب أكتوبر ال 44!. احتفلنا وتذكرنا وتكلمنا.. بمناسبة مرور 44 سنة على انتصارات حرب أكتوبر 1973.
فعلنا ما نفعله من 44 سنة.. كلام وكلام وبانتهاء الشهر ينتهى الكلام.. دون تفكير فى تحويل الكلام إلى واقع يجسد الانتصار العظيم.. وروح نجتمع ونتسلح بها.. فى مواجهة حروب.. قَدَر مصر أن تخوضها!.
فعلنا ذلك ومازلنا.. ونسينا أن عمر «أكتوبر» يقترب من نصف القرن.. ونحن مازلنا نفكر فى تجسيد الحدث الأهم بتاريخنا.. فى فيلم عالمى مثل أفلام الحرب العالمية.. ومازلنا نتساءل: أين ذهبت روح أكتوبر؟!.
أكتوبر اقترب من سن الخمسين.. ولم نره فى صدارة الأعمال الأدبية!.
أكتوبر على مشارف الخمسين عامًا.. ولا كلمة واحدة عنه فى الأدب الشعبى!. لا موال يحكى شجاعة الرجال.. ولا حكاية تسرد بطولات الأبطال!.
فى أكتوبر.. ما يكفى مئات المواويل والحكايات والسِّيَر للتغنى به وسرد حكاياته.. وهى بطولات حقيقية موثقة.. شهد لها واعترف بها العدو!.
ما يستحق التسجيل فى تاريخنا أغفلناه.. وما هو غير متفق على حدوثه.. جعلناه أسطورة تتوارثها الأجيال.. وهذا ما أنكرناه على أكتوبر.. ومنحناه للشرقاوى.. وسيرته التى تبدأ بالموال الشهير:
«ومنين أجيب ناس لِمَعْنَاة الكلام يتلوه...
كلام قالوه ناس.. وياما بكرة ناس يقولوه...
القول على سَبْع لكن سَبْع شرقاوى.. الاسم لأدهم لكن نأبه شرقاوى».
لو أن الذى كتب حكاية أدهم الشرقاوى.. عاش معنا فترة الستينيات.. التى صعقتها هزيمة يونيو 1967!. لو أنه عايش هذه الفترة.. لسجل عبقرية شعب لا يعرف مستحيلاً ولا يستسلم لهزيمة!. لرأى بعينيه كيف حَوَّل الرجال أسوأ هزيمة لأعظم انتصار!.
أى مواويل.. كانت تكفى سرد البطولات والأبطال؟. أى مواويل.. تحكى عظمة وشجاعة الرجال؟. أى مواويل تكفى.. الشهيد عبدالمنعم رياض والشهيد إبراهيم الرفاعى والشهيد عصام الدالى والشهيد إبراهيم عبدالتواب والشهيد صلاح حواش.. والشهيد شفيق مترى سيدراك والشهيد محمد أحمد زرد.. وكل عظمائنا الشهداء؟.
أى أساطير فى تاريخ كل شعوب العالم.. فيها شجاعة وإقدام وجسارة الأبطال.. من رأس العش بعد الهزيمة بأسبوعين.. وحكاية 30 مقاتلاً فدائيًا.. يكسرون شوكة الجيش الذى لا يُهزم!. طابور مدرع للعدو له أول والعين لا ترى نهايته.. هذا الطابور بكل دباباته ومدافعه ومجنزراته.. لم يستطع التقدم خطوة واحدة على مدى سبع ساعات.. لأن على الأرض 30 مقاتلًا من الصاعقة.. عقيدتهم النصر أو الشهادة.. وانتصروا لأنهم خير أجناد الأرض!. وبعد رأس العش.. إرسال المدمرة إيلات إلى الآخرة!.
صاروخان من قارب صواريخ مصرى.. أرقدا المدمرة بمن عليها فى قاع البحر!.
فى حرب ال500 يوم استنزاف.. أعمال مجيدة قام بها المقاتلون المصريون فى جيش مصر العظيم!. بطولات أى واحدة منها تصنع فيلمًا حربيًا عالميًا!. شجاعة تكفى عشرات المواويل!. حكاية يوم 6 أكتوبر وحدها.. ملحمة مواويل!. جبهة تقترب مواجهتها من ال170 كيلومترًا.. العدو شرق القناة.. خدعناه بأن 6 أكتوبر 1973.. مثل كل الأيام!. خدعناه بخطة خداع.. هى وحدها موال!. اخترنا وقتًا لم تَقُمْ حرب من قبل فيه!. اخترنا مناسبة دينية للعدو.. يصعب عليه سرعة التعبئة فيها.. ومناسبة دينية عندنا.. هى شهر رمضان والصوم.. يصعب تصديق أن تحارب فيها!. كل حرف بكلمة فى جملة على سطر فى خطة الحرب.. هو وحده موال.. ومع هذا ورغم كل ذلك!.
لا «انكتب» موال.. ولا سمعنا «حاجة» مثل سيرة أبوزيد الهلالى.. وسنة بعد سنة.. وصلنا إلى 44 سنة.. لا فيلم عالمى ولا رواية فى أدب.. ولا حتى موال عن بطولة وبطل!.
لكل من كان بإمكانه أن يصنع فيلمًا عالميًا ولم يصنع.. ويكتب مَوَّالًا ولم يكتب.. أضع أمامه ما سجله التاريخ كتابةً عن جيش مصر العظيم.. وأبطاله وبطولاته عبر التاريخ وحتى اليوم.. ربما يجد فيه.. ما يجعله يغير رأيه!.
1 قال رسول الله.. صلى الله عليه وسلم: إذا فتح الله عليكم مصر.. فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا. فذلك الجند خير أجناد الأرض. فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم فى رباط إلى يوم الدين.
2 قال نابليون بونابرت: لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم.
3 نابليون الثالث بعد حرب المكسيك.. قال: قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلى المكسيك لم نحظ بانتصار واحد.. وبعد أن وصلت لم نُمْنَ بهزيمة واحدة.
4 المارشال فوريه القائد العام للحملة الفرنسية فى المكسيك.. قال: إننى لم أر فى حياتى مطلقًا قتالًا نشب بين سكون عميق وفى حماسة تُضارع حماستهم.. فقد كانت أعينهم وحدها هى التى تتكلم وكانت جرأتهم تذهل العقول وتُحيّر الألباب.. حتى لكأنهم ما كانوا جنودًا بل أسودًا.
5 البارون بوالكونت.. وقد أذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا 1832.. قال: إن المصريين هم خير من رأيت من جنود.. يجمعون بين النشاط والقناعة والصبر والجلد على المتاعب مع انشراح النفس.
6 كلود بك الطبيب الفرنسى. قال: ربما يُعدّ المصريون.. أصلح الأمم لأن يكونوا من خيرة الجنود.. ومن صفاتهم العسكرية الامتثال للأوامر والشجاعة والثبات عند الخطر والتذرع بالصبر فى مواجهة الخطوب والمحن.. والإقدام على المخاطرة والاتجاه إلى خط النار.. وتوسط ميادين القتال.. بلا وجل ولا تردد.
7 المارشال الفرنسى مارمون.. عند توليه قيادة الحلفاء فى حرب القرم قال: لا ترسلوا لى فرقة تركية.. ولكن أرسلوا لى كتيبة مصرية.
8 لورد كيتشنر بعد انتصاره فى جنوب إفريقيا.. قال: ما أكثر المآزق الحرجة التى وجدت فيها نفسى فى القتال.. ولكننى كثيرًا ما فكرت وأنا فى المأزق.. فى شجعان المصريين وتمنيت أن يكونوا فى جانبى.
9 المارشال سيمور قائد البحرية الإنجليزية أثناء حرب الإسكندرية.. تعقيبًا على سرعة المدفعية المصرية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها: رائع أيها المقاتل المصرى.
10 عالم الآثار الفرنسى ماسبيرو.. قال: إن هذه الأمة المصرية العتيقة دون سائر الأمم والشعوب.. تدل طبائع أبنائها كما تدل آثارها.. على البقاء والخلود.. فكم من مرة.. اجتاحها الغاصبون الأقوياء وظنوا أنهم حولوا أرضها رمادًا تذروه الرياح.. وظنوا أنهم قلبوا مدنها وقراها أنقاضًا فوق سكانها.. فإذا بأولئك السكان ينفضون عنهم ما ظنه الغاصبون فناء ويُبْعَثُون من تحت الأنقاض ليعيدوا البناء والكفاح من جديد.
11 أدولف هتلر قال: لو كان معى سلاح روسى وعقلية ألمانية وجندى مصرى.. لغزوت العالم.
12 الحجاج بن يوسف الثقفى.. فى وصيته إلى طارق بن عمرو.. قال عن المصريين: لو ولَّاك أمير المؤمنين أمر مصر.. فعليك بالعدل.. فهم قتلة الظَّلَمَة وهادمى الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير.. إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها.. وما أتى عليهم قادم بِشَرٍّ.. إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب...
وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل.. ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل.. ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم.. ولا تشعل نارًا.. لا يطفئها إلا خالقهم.. فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض.
ما قالوه عن جيش مصر قديمًا.. اعترف به خبراء العسكرية بالعالم حديثًا.. بعد حرب أكتوبر التى هى أصلا قلبت موازين كثيرة وغيرت مفاهيم ونظريات عسكرية.. ما كان أحد يتشكك لحظة فيها...
الشهادات الحديثة فى حق جيش مصر.. أعيد قراءتها مع حضراتكم.. ربما تلفت نظر من كان بإمكانه أن يكتب ولم يكتب.. ويصنع فيلمًا ولم يصنع ويحكى موالا ولم يَحْكِ!. قولوا يارب!
أبدأ بما اعترف به قادة العدو فى مذكراتهم المنشورة والموجودة.. وما اعترفوا به.. شهادات فى حق جيش مصر العظيم.. لا يرقى إليها شك!.
موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى فى حرب أكتوبر.. فى مذكراته شهادات كثيرة.. هذه واحدة منها.. بعد يومين قال:
«إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى.. إن المصريين يملكون سلاحًا متقدمًا وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلاح ضد قواتنا. ولا أعرف مكانًا فى العالم كله محميًا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر.. إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام.. فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب».
ويكمل ديان كلامه فى نفس التصريح قائلا: «الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء.. والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ المضادة للدبابات».
ملاحظة: هذا التصريح تم منع نشره وإذاعته بالصحف والإذاعة.. وسجله ديان فى مذكراته وفى تقريره الذى قدمه إلى لجنة جرانت التى شكلتها المحكمة الدستورية العليا للتحقيق فى الهزيمة.
على فكرة: ديان من قال بعد هزيمة يونيو 1967: بواسطة قواتى الجوية.. أستطيع غزو أى مكان بالعالم.. حتى لو كان فى القطب الشمالى!.
ديفيد أليعازر رئيس أركان الجيش الإسرائيلى قال: وأوشك نهار يوم 6 أكتوبر أن ينتهى دون أن نحقق هجومًا مضادًا ناجحًا ومؤثرًا نوقف به تدفق المعدات الثقيلة عبر الكبارى إلى الضفة الشرقية حيث توجد مدافع قواتنا.. وكان معنى أن يأتى الليل ويسود الظلام.. أن تنتهى أى فاعلية لسلاحنا الجوى فى الوقت الذى تستطيع فيه القوات المصرية تثبيت وتأمين هذه الكبارى.
ويستطرد رئيس الأركان قائلا: «أصبح القتال يسير ضاريًا شرسًا.. والدلائل كلها تشير إلى أننا نواجه خطة دقيقة ومحكمة لا نعرف مداها أو أبعادها.. بعد أن أصبحنا أمام واقعين جديدين تمامًا فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى أديا إلى سقوط كل حساباتنا العسكرية والمقاييس التى بنينا عليها خططنا. الواقع الأول: أنه لم يعد هناك حاجز مائى يمنع تدفق المصريين!. والواقع الثانى: أن حصون خط بارليف المنيعة لم تعد لها فعالية!. لقد بدأت بالفعل مواجهة حقيقية بين القوات المصرية وقوات الجيش الإسرائيلى.. لقد كان ما يحدث بالفعل كارثة حقيقية».
حاييم هرتزوج.. الرئيس الإسرائيلى الأسبق: «لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا. فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم. لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا. كانوا يعلنون الحقائق تمامًا.. حتى بدأ العالم الخارجى يثق فى أقوالهم وبياناتهم».
العقيد أورى بن آرى.. ضابط مدرعات مساعد قائد جبهة سيناء فى الحرب: «فى الساعات الأولى لهجوم الجيش المصرى كان شعورنا مخيفًا.. لأننا كنا نشعر بأننا نزداد صِغَرًا والمصريين يزدادون كِبَرًا.. وفشلنا سيفتح الطريق إلى تل أبيب».
عساف ياجورى.. قائد لواء مدرعات تم تدميره ووقوعه أسيرًا: حائر أنا.. حيرتى بالغة.. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة؟. كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟.
للتذكرة.. عساف ياجورى تم أسره فى يوم الاثنين الحزين.. يوم 8 أكتوبر الذى كانت أمريكا تنتظره.. باعتباره اليوم الذى ستنهى فيه إسرائيل الحرب!. فيه سيتم الهجوم المضاد الكاسح.. وتعبر إسرائيل للغرب وتحتل الإسماعيلية والسويس.. وبذلك يصبح الجيشان الثانى والثالث فى قبضتها.. ويشهد لها العالم بهذا الانتصار الساحق.. إستراتيجيًا وسياسيًا!.
الذى تحقق يوم 8 أكتوبر.. الجزء الأول نظرياً!. فعلاً قامت إسرائيل بالهجوم المضاد.. كما يقول الكتاب.. ووفقاً لعقيدتهم العسكرية فى معارك الدبابات «الهجوم بأقصى سرعة».. وهم لا يدرون أنهم يدخلون فخاً نصبه المصريون لهم!. ما أن بدأ الهجوم .. بدأت أكبر مذبحة شهدتها حرب للدبابات!. المصريون يقتلون دبابات العدو!. خلال ساعتين دمرنا 112 دبابة.. على آخر اليوم.. فقدت إسرائيل 400 دبابة ومئات القتلى والجرحى والأسرى.. أشهرهم فى هذا اليوم عساف ياجورى!.
أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق فى ندوة بالقدس يوم 16 سبتمبر 1974: لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء.
تريفور ديبوى.. رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمى للمعارك التاريخية فى واشنطن.. فى كتابه (النصر المحير): إن التخطيط الماهر الذى اتسم بالدقة الكاملة والسرية التامة وتحقيق المفاجأة الكاملة.. وكذا التنفيذ الكفء للخطط التى وضعت بعناية أدى إلى نجاح إحدى عمليات عبور الموانع المائية التى ستظل تُذكر فى التاريخ.
ويستطرد بقوله: ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية أن مصر قد كسبت الحرب.
مجلة نيوزويك الأمريكية: إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 وكانت هناك أسطورة أولا تقول.. إن العرب ليسوا محاربين وأن الإسرائيلى سوبرمان.. لكن الحرب أثبتت عكس ذلك.
إذاعة أورشليم الجديدة فى أكتوبر 2009 وحوار إذاعى مع المؤرخ العسكرى أورى ميلشتاين.. قال: «الثغرة خطوة عسكرية استعراضية لم تغير من نتيجة الهزيمة الإسرائيلية.. كما أنها لم تقلل شيئًا من الانتصار المصرى».
كل السطور السابقة.. أمثلة لا حصر.. للثقة التى يحظى بها جيش مصر.. قديمًا وحديثًا!.
ثقة موثقة بشهادات.. مؤرخين وخبراء وقادة عسكريين...
وشهادة.. لا ترقى لها أى شهادة.. سيد الخلق عليه الصلاة والسلام...
بعد كل هذا التقدير العظيم.. لجيش عظيم...
ألا يستحق الأمر بعد 44 سنة.. مراجعة النفس.. ومن كان بإمكانه أن يكتب ولم يكتب.. يفعلها.. لنرى أفلامًا توثق الانتصار.. وسيرة شعبية بمواويل.. تحكى حكاية الأبطال...
تعالوا نجعل كل أيام السنة.. أكتوبر!.
تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.