فى الوقت الذى احتفت فيه بريطانيا أمس بالذكرى المائة لإصدارها وعد بلفور الذى وعد «بوطن للشعب اليهودي»، تصاعدت ردود الفعل الفلسطينية العربية الغاضبة ضد هذا الاحتفاء، وفى هذا السياق أجرت «تريزا ماى» رئيسة الحكومة البريطانية بعد ظهر أمس لقاء مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ضمن احتفالات لندن بهذه المناسبة وتشاركا فى مأدبة عشاء مساء بحضور رودريك بلفور أحد أقارب اللورد آرثر وزير الخارجية البريطانى آنذاك. وكررت «ماى» فى كلمتها خلال المأدبة الإعراب عن شعورها بالفخر» لأننا لعبنا دورا رياديا فى اقامة دولة إسرائيل». محذرة من «شكل خبيث لمعاداة السامية يستغل انتقاد أفعال الحكومة الإسرائيلية ذريعة مقيتة للتشكيك فى حق إسرائيل فى الوجود». وجددت على استحياء موقف بريطانيا المؤيد «لحل الدولتين مع دولة إسرائيل مزدهرة وآمنة الى جانب دولة فلسطين ذات سيادة وقابلة للبقاء» فى غضون ذلك ،جدد رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله مطالبته حكومة المملكة المتحدة "بمراجعة نفسها وتحمل مسئولية خطئها التاريخى الذى ارتكبته بحق الشعب الفلسطينى وتصويبه، بدل الاحتفال به من خلال الاعتذار والاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم إقامتها وتعويض الشعب الفلسطينى عما لحق به نتيجة هذه الكارثة الإنسانية. وبدورها أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تصرف وأداء الحكومة البريطانية حيال احتفالاتها بذكرى وعد بلفور المشئوم دون إظهار أية حساسية تجاه ما يشعر به الفلسطينيون فى هذه الذكرى ينم عن غياب الحكمة وتحمل المسئولية. وفي القاهرة ،أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن تورط بريطانيا في إعطاء وعد بلفور لا ينبغي أن يُمثل أبداً مناسبة للاحتفال أو أن يكون سبباً للشعور بالفخر أو التباهي لأنه يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق شعبٍ بأكمله، وذلك فى إشارة الى التصريحات الأخيرة لتريزا ماى رئيسة الوزراءالبريطاينة مؤخرا وصرح الوزير مفوض ،محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام بأن أبو الغيط أعرب عن قناعته بأن خطاب بلفور وما فيه من تعهدات إنما يُمثل ذروة الانحياز الدولى ضد الشعب الفلسطيني، ويُعد تجسيداً لعدم الاكتراث بحقوقهم التاريخية فى أرض فلسطين، ومن جانبه ،أكد جمال الشوبكى سفير فلسطينبالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أن الشعوب العربية، ستظل تنظر الى "وعد بلفور" المشؤوم، بحسبانه جريمة تاريخية وظلم تاريخى لحق بالشعب الفلسطينى وتسبب فى مأساة عمرها مائة عام، أدت إلى تشتيت 12مليون فلسطينى فى أنحاء العالم.