يتواصل الحديث في جوانب يحبها الرسول صلي الله عليه وسلم وجوانب أخري لا يحبها ومن المبادئ التي يحبها النبي حسن الخلق, فعن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال: ان من أحبكم الي أحسنكم أخلاقا وقال صلي الله عليه وسلم: ان من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ان أصحاب الأخلاق الحسنة من أحب الناس الي النبي, وكيف لا يكونون كذلك اليه. وقد أخبر الرسول أنهم أحب العباد الي الله تعالي: أحب عباد الله الي الله أحسنهم خلقا. ويبقي السؤال: ما معني حسن الخلق؟ الخلق والخلق عبارتان مستعملتان معا, يقال: فلان حسن الخلق والخلق, أي حسن الباطن والظاهر فيراد بالخلق الصورة الظاهرة, ويراد بالخلق الصورة الباطنة وذلك لأن الانسان ركب من جسد مدرك بالبصر ومن روح ونفس مدرك بالبصيرة, ولكل واحد منهما هيئة وصورة, أما قبيحة واما جميلة, فالخلق عبارة عن هيئة في النفس راسخة, عنها تصدر الافعال بسهولة ويسر من غير حاجة الي فكر وروية. ان الخلقة الظاهرة لا يمكن تغييرها بينما الاخلاق علي العكس من ذلك حيث تقبل التغيير, ولهذا وجد الدين والدعوة الي مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ووجدت الوصايا والمواعظ والتأديبات وقد قال الله تعالي: ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فتغيير ما بالنفس من الاخلاق السيئة الي الاخلاق الحسنة واكتساب أخلاق حسنة جديدة ممكن بالمجاهدة ورياضة النفس, وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو ربه ليرشده الي أحسن الاخلاق ويوفقه للتخلق بها: اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لاحسنها إلا أنت, واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا أنت وكان عليه السلام يوصي: وخالق الناس بخلق حسن ان لحسن الخلق ثمرات وعلامات تدل عليه, فقيل: حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندي وكف الأذي واحتمال المؤن, وقيل: هو الا يخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله وقيل: هو أن يكون من الناس قريبا وفيما بينهم غريبا وقيل: هو ارضاء الخلق في السراء والضراء, وقيل: هو الرضا عن الله تعالي وقيل: هو الا يكون لك هم غير الله تعالي وصدق رسول الله حيث قال: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة وقال عليه السلام: ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم والقائم وصدق رسول الله حيث قال: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة وقال عليه السلام: ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم والقائم