فى خطوة مهمة لتنفيذ اتفاق المصالحة الذى تم التوصل إليه الشهر الماضى برعاية مصر، سلمت حركة "حماس" معبر رفح الحدودى مع مصر إلى السلطة الفلسطينية أمس. وعند معبر رفح رفعت أعلام فلسطينية ومصرية، وصور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وعزف النشيدان الوطنيان المصرى والفلسطينى، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد على مدخل معبر رفح، وأشرف وفد أمنى مصرى على عملية التسلم، بحضور مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة الفلسطينية، ونظمى مهنا، مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود ، وعدد من الوزراء والمسئولين. ولقطاع غزة معبران مع إسرائيل، هما التجارى كرم أبو سالم "كيرم شاليوم"، وآخر للأفراد بيت حانون "إيريز"، إلى جانب معبر رفح البرى مع مصر. وقال "الحساينة"، خلال المؤتمر الصحفى بدء مراسم تسلم المعبر: "ستبدأ الحكومة فى بممارسة مهامها على جميع المعابر، من خلال هيئة المعابر والحدود"، مضيفا: "تسلم المعابر يعد خطوة حقيقية على طريق المصالحة، وطى صفحة الانقسام الذى استمر نحو عشر سنوات". من جانبه، قال هشام عدوان، الناطق باسم هيئة المعابر والحدود فى قطاع غزة: "من الآن فصاعداً حكومة التوافق هى المسئولة الأولى والأخيرة عن معابر القطاع". وأوضح "عدوان" أنه وفق تفاهمات المصالحة الجارية بين حركتى "حماس" و"فتح" برعاية مصرية، سيتم تسليم المعابر - خاصة معبر رفح البرى - إلى السلطة الفلسطينية، وسيباشر موظفوها عملهم فوراً، مشيراً إلى أنه "لن يكون هناك وجود لأى موظف سابق من موظفى غزة، ومن سيكون على المعابر هم الموظفون المحسوبون على حكومة التوافق". وأشار "الحساينة" إلى أن رئيس الوزراء الفلسطينى، رامى الحمد الله، سيصل إلى قطاع غزة خلال أيام، للاطلاع على سير العمل فى المعابر، ومتابعة جميع الملفات. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عنه القول إنه "سيتم وقف جميع الجبايات الضريبية التى فرضت سابقاً على المواطنين فى قطاع غزة". وفي سياق متصل، قال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إنه سيتم فتح المعبر بشكل نهائى من الجانب المصرى منتصف الشهر الحالى، بسبب أعمال التطوير التى تقوم بها مصر"، مشيرا إلى أنه ستوجد به الشرطة الأوروبية وفق لاتفاق 2005. كما أشاد الدكتور نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الخارجية، بدور مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتسليم معابر قطاع غزة لحكومة التوافق الفلسطينية. وقال شعث: "تسليم المعابر اليوم خطوة مهمة على درب الوصول إلى وحدة وطنية كاملة"، لافتا إلى أن ما تم اليوم يؤكد أن عملية المصالحة، التى رعتها مصر ورئيسها، تسير بنجاح. وأضاف أن مصر قامت بدور إيجابى لأقصى درجة، وأنها رعت كل الاجتماعات التى حدثت، سواء فى القاهرة أو فى فلسطين ، مؤكدا أن مصر أضافت ثقلا، من خلال رعايتها الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأشار إلى أن تسلم السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الموحدة المعابر سيعمل على إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لغزة، فى إطار الوحدة الوطنية، وبكل الدعم والمساعدة المصرية.