من أمثلة الأعمال اليسيرة، التي لا تكلف صاحبها شيئا يُذكر، لكن تترتب عليها أجور عظيمة، وتقود صاحبها إلى الجنة: توحيده تعالى بالقلب واللسان، وتجديد التوبة، وتعديد النية الطيبة في العمل الواحد، إضافة إلى الدعاء، والاستغفار. توحيد الله التوحيدُ نداء الفِطرة، وجزاءُ أهله الجنة. قال، صلى الله عليه وسلم: "من لقِيَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا دخلَ الجنةَ". (رواه مسلم). وقال، صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله؛ دخل الجنة". (صححه الألباني). وفي "صحيح البخاري" أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ". وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم "أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة". قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: "وإن زنى، وإن سرق". (رواه البخاري). وفي روايه: "من قال: "رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" وجبت له الجنة". (صححه الألباني). والأمر هكذا، قال، صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة ؛ ومُحيت عنه مائة سيئة؛ وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك". (صحيح الجامع). فاحرص أيها القارئ الكريم على كثرة الإتيان بهذا الذكر، بقدر ما تستطيع، لأنك في أشد الاحتياج لما يترتب عليه من ثواب أشار إليه الحديث. التوبة تَجُبُّ التوبة (تمحو) ما قبلها. قال تعالى: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا". (مريم :60). وقال، صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". (رواه ابن ماجة، وغيره، وأورده الألباني في "صحيح الجامع"). والهمُّ والحُزنُ يحُطُّان الخطايا والأوزار. ومن همَّ بحسنةٍ ولم يعمَلها كُتِبَت له حسنةٌ كامِلة، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلْها كتبَها اللهُ عندَه حسنةً، كما جاء في الحديث. ومن عجَزَ عن عملٍ أو قولٍ لعُذرٍ، وكان صادقُ النيَّةِ فيه؛ أعطاه الله أجرَ العمل، وإن لم يعمَلْه. وفي ذلك قال، صلى الله عليه وسلم: "من سألَ اللهَ الشهادةَ بصدقٍ بلَّغَه الله منازِلَ الشُّهَداء، وإن ماتَ على فِراشِه". (رواه مسلم). بل يُضاعِفُ الله، ثوابَ الأعمال؛ في زمنِ الفِتَنِ، وتتابع المِحَن؛ فالقابِضُ على دينه فيه، باعتباره آخر الزمانِ؛ له أجرُ خمسين من الصحابة. ففي الحديث: "وعبادةٌ في الهَرْجِ، أي: الفتنِ، كهِجرةٍ إليَّ (أي: إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم)." (رواه مسلم). الدعاء في كل ليلةٍ يتفضَّلُ الله تعالى على عبادِهِ بإعطائِهم ما سَأَلُوه. قال، عليه الصلاة والسلام: "إن في الليلِ لسَاعةً لا يُوافِقُها رجلٌ مُسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخِرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة". (رواه مسلم). وقال، صلى الله عليه وسلم: "في آخرِ كلِّ ليلةٍ ينزِلُ ربُّنا إلى السماءِ الدنيا، فيقول: من يدعُوني فأستجيبَ له، ومن يسألُني فأُعطِيَه، من يستغفِرني فأغفِرَ له".(متفق عليه). وشرعَ، سبحانه، أدعيةً من دعا بها، ولو كان ماشِيًا؛ حفِظَه الله من كل مكروهٍ. ففي الحديث: "من نزلَ منزلاً، وقال: "أعوذُ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلَق" لم يضُرَّه شيءٌ حتى يرتحِلَ من منزلهِ ذلك". (رواه مسلم). وقال، صلى الله عليه وسلم: "من خرجَ من داره، فقال: "بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ قالت له الملائِكةُ: كُفِيتَ، وُوفِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ". (رواه الترمذي). الاستغفار وعد الله، تعالى، مَنْ استغفره بإخلاص أن يدخله الجنة. ففي صحيح البخاري عن شداد بن أوس، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.. خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ .. أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ.. أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". (صحيح البخاري). وقال، صلى الله عليه وسلم: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاثا، غُفر له، وإن كان فرَّ من الزحف". (صحيح الترغيب). وفي فضل الاستغفار أيضا، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة".(صحيح الجامع). [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد;