إذا كنت ممن يهملون تناول وجبة الإفطار صباحا، ويكتفون بكوب من القهوة أو عصير البرتقال فقط لارتباطهم بمواعيد عمل أو دراسة أو تتعلل بعدم وجود شهية، فربما آن الأوان لتراجع نفسك وتتخلى عن هذه العادة. إذ يرتبط إهمال تناول الإفطار بارتفاع خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين مرتين ضعف الأشخاص الذين يحرصون على تناول وجبات كاملة صباحا مليئة بالكربوهيدرات والألياف. هذه العادات الغذائية الخاطئة تناولها الوسط الطبى باهتمام عقب نشرها بمجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب مطلع الشهر الجاري. بعدما رصدت تزايدا فى معدلات السمنة وبخاصة دهون منطقة البطن، وكذلك ارتفاع مستوى ضغط الدم والسكر والكوليسترول الضار بين الأشخاص المعتادين على تخطى وجبة الإفطار. وتعتبر هذه المستويات المرتفعة أهم عوامل الخطورة وراء الاصابة بأمراض القلب الوعائية وعلى رأسها تصلب الشرايين. وحسب نتائج الدراسة الإسبانية ارتفعت نسبة الخطر لتسجل نحو 29% فى الأشخاص المهملين للإفطار مقارنة بنسبة لا تتعدى ال10% فى الأشخاص المعتادين على تناول وجبة إفطار كاملة من إجمالى عدد المشاركين اللذين تجاوزوا ال 4 آلاف. الاعتدال هو كلمة السر لصحة أفضل بحسب قول د. أحمد مجدى أستاذ ورئيس أقسام القلب بالمعهد القومى للقلب، فإهمال وجبة الإفطار والامتناع عن تناول الطعام فترات طويلة عادة ما يعقبه شعور بالجوع والتهام كميات أكبر من الطعام خلال وجبتى الغذاء والعشاء، وعادة ما تكون وجبات دسمة ومليئة باللحوم أو الوجبات السريعة مما يؤدى إلى زيادة ضخ الدم للمعدة لإتمام الهضم، ويسبب تراجع الإمداد الدموى للقلب وباقى الأعضاء. وعلى الجانب الآخر نجد أن تناول وجبات دسمة فى وجبة الإفطار يصاحبه زيادة فى خطر التعرض للأزمات القلبية، خاصة بين مرضى القلب. والتى تزداد فرص حدوثها خلال ساعات الصباح بدءا من الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحا، نتيجة ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستوى هرمونات الكورتيزون والأدرينالين، وكذلك الصفائح الدموية. ويشير د. مجدى إلى أن ارتفاع الإصابة بتصلب شرايين القلب إلى 15% بين المصريين الأقل من 40 عاما، مقارنة بنسبة لا تتجاوز 2% بين سكان أوروبا فى نفس الفئة العمرية. وهو ما يعزى إلى السلوكيات الغذائية الخاطئة، وانتشار الإصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول، وزيادة الوزن إلى جانب أسلوب الحياة المعتمد على قلة الحركة والتدخين. مؤكدا ضرورة الاهتمام بتناول كميات معتدلة من الطعام وتقسيمها على مدار اليوم للحفاظ على صحة القلب. ووجبة الإفطار المثالية وفقا لتعليمات د. عمرو مطر بطب قصر العينى ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية، لابد أن تشمل الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المعقدة والبروتينات غير الدسمة مثل البيض أو اللبن الزبادي، وذلك لضمان إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة نشاطه اليومي، وكذلك تحفيز معدل الحرق. وتحقق الوجبات المصرية التقليدية المكونة من البليلة باللبن مع ملعقة عسل نحل، أوالفول والطعمية مع العيش الأسمر اشتراطات الإفطار الصحي. حيث تساعد على توفير احتياجات الجسم من الطاقة والألياف بما يعمل على رفع السكر فى الدم بشكل تدريجى بما يقلل من الشعور بالجوع لاحقا. مشيرا إلى أن جسم الإنسان يفرز خلال فترات الصباح هرمونات معززة للنشاط وزيادة حرق السعرات الحرارية المتناولة بصورة أكبر من الليل، وبالتالى فإن تأخير وجبة الإفطار عن ميعادها أو إهمالها وتعويضها خلال فترة متأخرة من اليوم يؤدى إلى اكتساب الوزن واختلال عميلة التمثيل الغذائى نتيجة لتراجع نشاط هذه الهرمونات. وما يصاحب ذلك من ارتفاع معدلات الدهون والكوليسترول فى الدم وترسبها على الجدران الداخلية للشرايين، وتزايد مخاطر حدوث الجلطات والأزمات القلبية. وينتقد د. مطر اكتفاء البعض بتناول الشاى أو القهوة أوالعصائر على معدة خاوية صباحا، حيث تسهم هذه العادات فى زيادة التعرض للإصابة بالارتجاع وقرح المعدة وصولا إلى سرطان الجهاز الهضمى.