سعدنا جميعا بجهاز«الراديو» ذلك الصندوق الصغير الذى ظل لسنوات طويلة المصدر الأساسى للبهجة والتسلية والوسيلة الرئيسية لمعرفة أخبار الدنيا من حولنا، فمن من جيلى والأجيال السابقة لم يضبط«الراديو» الخاص به على إذاعة« البرنامج العام» ليجلس صامتا مستمعا إلى قرآن الساعة السادسة صباحا وقرآن الثامنة مساء، بأصوات قراء لم يأت مثلهم حتى الآن أو منصتا بكل اهتمام لنشرتى الثانية والنصف ظهرا، والثامنة والنصف مساء، وحدث ولا حرج عن المسلسل اليومى فى الخامسة والربع، أما حفلة أم كلثوم فى الخميس الأول من كل شهر فكانت لها حكايات وحكايات، وغير ذلك كثيرا مما كان يتم إذاعته على المحطات الأخرى كإذاعة القرآن الكريم وصوت العرب والشرق الأوسط وغيرها، فقد كان الإرسال فى هذا الوقت منذ نصف قرن واضحا غاية الوضوح ويصل إلى كل مكان فى مصر. وظل هذا الارتباط الوجداني« بالراديو» مستمرا بالرغم من التطور المبهر فى الوسائل الإعلامية المختلفة ولكن وللأسف الشديد ومع كل هذا التقدم التكنولوجى الذى نعيشه الآن أعانى ويعانى أمثالى من محبى «الراديو» أشد المعاناة حتى نتمكن من الاستماع إلى المحطات سابقة الذكر خاصة البرنامج العام فالإرسال ضعيف مما يجعلك دائم البحث عن مكان مناسب فى المنزل لتستطيع استقبال إرسال مشوش يملأ النفس حسرات على زمن جميل ذهب ولن يعود. د. أنس عبدالرحمن الذهبى طنطا