◙ البيشمركة: الهجوم بإشراف إيرانى وأسلحة أمريكية .. وفرار الآلاف من سكان المحافظة استعادت القوات العراقية السيطرة بشكل كامل أمس على حقول نفطية ومطار كركوك العسكرى وأكبر قاعدة عسكرية فى محافظة كركوك كانت قوات البشمركة الكردية سيطرت عليها فى 2014، بعد استيلاء تنظيم «داعش» الإرهابى على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه. وجاء تقدم القوات العراقية سريعا مما يوحى بعدم وجود مقاومة كبيرة من قوات البشمركة العراقية. ويأتى هذا التصعيد على الأرض بعد توتر متصاعد بين حكومة بغداد وإقليم كردستان الذى يتمتع بحكم ذاتى، عقب الاستفتاء على الاستقلال الذى نظمه الإقليم فى 25سبتمبر الماضى. وأفادت القيادة المشتركة للقوات العراقية فى بيانات متلاحقة عن «استكمال قوات جهاز مكافحة الإرهاب إعادة الانتشار فى قاعدة «كيه 1» شمال غرب مدينة كركوك بشكل كامل»، ثم عن «فرض القوات المشتركة، الأمن على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط الشمال»، ثم عن «فرض قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع، الأمن على مطار كركوك (قاعدة الحرية) ويقع المطار العسكرى إلى الشرق من مدينة كركوك». وسمح انسحاب قوات البشمركة من مواقعها فى جنوبكركوك للقوات العراقية تحقيق هذا التقدم السريع، بحسب ما أفادت تقارير مختلفة. وكانت العملية العسكرية بدأت على الأرض الجمعة الماضية، لكن الحكومة العراقية أمهلت الأكراد وقتا للانسحاب من الحقول النفطية ومراكز عسكرية فى المنطقة، وبعد انتهاء المهلة، تسارعت التحركات على الأرض لاستعادة المواقع. وتمكنت القوات المشتركة من فرض سيطرتها على منشآت نفطية وأمنية وطرق وأربع نواحى فى الضواحى الجنوبيةالغربية لمدينة كركوك. وتهدف العملية العسكرية أساسا، بحسب ما أعلن مسئولون عراقيون، إلى استعادة السيطرة على المنشآت والحقول النفطية فى محافظة كركوك الغنية بالنفط. وقالت قيادة العمليات المشتركة فى بيان «ما زالت المجموعات مستمرة بالتقدم». من جانبها، أكدت القيادة العامة لقوات البيشمركة فى كردستان العراق أن هجوم الحشد الشعبى والقوات العراقية على كركوك أمس كان بقيادة الجنرال الإيرانى اقبالبور من الحرس الثورى الإيرانى، وبأسلحة أمريكية متطورة، مؤكدا أن البيشمركة سترد على العدوان وستظل تدافع عن شعب كردستان. وفى غضون ذلك، قتل عشرة مقاتلين من البشمركة وأصيب 27 آخرون بجروح فى معارك ليلية بين قوات كردية ووحدات من الحشد الشعبى فى محافظة كركوك، بحسب ما أفاد مسئول كردي. وأعلن مساعد مدير الصحة فى منطقة جمجمال شرزاد حسن أن هذه الحصيلة تشمل المستشفيات فى منطقته فقط. وقال مسئولون أكراد إن عشرات المقاتلين من البشمركة فى عداد المفقودين وإن قتلى بين المقاتلين نقلوا إلى مستشفيات عدة. وفر آلاف السكان أمس من كركوك خوفا من وقوع معارك بعد أن بدأت القوات العراقية عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد بالقرب من المدينة الواقعة فى شمال العراق، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. من جهته، دعا الرئيس العراقى فؤاد معصوم أمس إلى وقف تفاقم النزاع فى كركوك، والعودة الفورية إلى الحوار لحل الخلافات على أساس الدستور العراقى، وقال معصوم خلال اجتماعه بالسفير الأمريكية فى العراق دوجلاس سليمان :»علينا وقف تفاقم النزاع فى كركوك، وبذل أقصى الجهود للعودة الفورية إلى الحوار، لحل الخلافات على أساس الدستور وعبر الحوار بما يفضى إلى نشر السلم والاستقرار السياسى والأمني». وكان قادة الحزبين الرئيسيين فى إقليم كردستان قد اجتمعوا أمس الأول فى منتجع دوكان فى محافظة السليمانية.واستمر الاجتماع أربع ساعات، وجمع قادة بينهم الرئيس العراقى فؤاد معصوم عن الاتحاد الوطنى الكردستاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزانى، وأكد البيان الختامى أن «القوى الكردستانية لديها استعداد كامل للحوار بدون شرط على أساس المصالح بين بغداد واربيل ووفقا لمبادئ الدستور»، لكنها رفضت إلغاء نتائج الاستفتاء. وكرر العبادى شرط حكومته بإلغاء الاستفتاء حول استقلال الاقليم من أجل فتح باب الحوار لمعالجة الأزمة، ودعا العبادى أمس قوات البيشمركة الكردية إلى أداء واجبها، تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءا من القوات العراقية المسلحة. وقال العبادى ، فى بيان صحفى ، إن «واجبى هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد، التى تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الإصرار على إجراء الاستفتاء، الذى نظم من قبل المتحكمين فى إقليم كردستان ومن طرف واحد وفى وقت نخوض فيه حربا وجودية ضد الإرهاب المتمثل بعصابة داعش الإرهابية» . وأضاف :»وقد حاولنا ثنى الأخوة المتصدين فى الإقليم عن إجرائه وعدم خرق الدستور والتركيز على محاربة داعش ولم يستمعوا لمناشداتنا ، ثم طالبناهم بإلغاء نتائجه ودون جدوى أيضا ، وبينا لهم حجم الخطر الذى سيتعرض له العراق وشعبه ، لكنهم فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة العراق بعربه وكرده. وقال «إننا نطمئن أهلنا فى كردستان وفى كركوك على وجه الخصوص بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم، ولم نقم إلا بواجبنا الدستورى ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية فى هذه المدينة، التى نريدها ان تبقى مدينة تعايش سلمى لكل العراقيين بمختلف أطيافهم». وأكد مصدر فى محافظة ديالى أمس أن قوات البيشمركة الكردية المرابطة فى ناحية قره تبه شمال شرق المحافظة بدأت بإخلاء مقراتها. وقال المصدر - « إن قوات البيشمركة المرابطة فى ناحية قره تبه شمال شرق بعقوبة، بدأت بإخلاء مقراتها العسكرية «. وأضاف أن إخلاء المقرات جاء على وجه السرعة ولايعرف هل الإخلاء جاء بأوامر عسكرية مباشرة من مرجعياتها أم أن الأمر جاء وفق اتفاق لترتيب الأوضاع فى ناحية متنازع عليها، وتعد ناحية قره تبه من المدن المتنازع عليها فى ديالى وتضم خليطا من العرب والكرد والتركمان. وأعلن مصدر أمنى بمحافظة صلاح الدين أمس وقوع اشتباكات متقطعة فى طوزخورماتو، بعد هجوم للحشد التركمانى على نقطة تفتيش للبيشمركة عند المدخل الجنوبى للمدينة، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر البيشمركة وإصابة ثالث.