التطور العلمى والاكتشافات العلمية يترتب عليها اكتشافات أخرى وفنون أخرى لم تكن موجودة مثل علم الصحافة مثلا الذى بدأ منذ قام الألمانى هوتنبرج، يوهان باختراع المطبعة عام 1436، هكذا جاء أيضا اختراع فن السينما والتليفزيون نتيجة اكتشاف فن التصوير واختراع آلة التصوير الفوتوغرافى التى تعد واحدة من أهم خطوات تطوير الاتصال بين البشر على مدى 225 عاما استعمل الناس خلالها الكاميرا لتصوير الصور والأحداث والمناسبات وقد أفادت الصورة أيضا علوما أخرى مثل الصحافة فالصورة أبلغ تعبير من الكلام. وقد تناول د.هشام جمال الدين أستاذ ووكيل المعهد العالى للسينما كل ما يتعلق بفن التصوير من خلال كتابه الجديد الذى صدر عن الهيئة العامة للكتاب تحت عنوان «التصوير فى مختلف الوسائط» (الفوتوغرافى السينمائى التليفزيوني) وقد جاء الكتاب المعنون ب(فن التصوير فى مختلف الوسائط) فى خمسة أبواب رئيسية تتناول الفروق التقنية والفنية كافة لفن التصوير الضوئى فى مختلف الوسائط البصرية. بالإضافة إلى التكوين فى الصورة وكذلك الإضاءة باعتبارهما من المقومات الإبداعية للصورة أيا كانت فنونها التقنية، وقد راعى المؤلف فى كتابه هذا أن تكون المادة العلمية مدعمة بصريا من خلال الصور والأشكال التوضيحية لما لها من قدرة على جذب القارئ للمتابعة وعدم الملل وهو ما يميزها بالتأكيد عن المادة العلمية الصماء التى تعتمد على خيال القارئ وقدرته على فهم واستنباط المعانى بين السطور وهو ما لا يتفق مع الطبيعة الحيوية لهذه الفنون البصرية ويعتمد هذا الكتاب الأكاديمى لفنون الصورة على شرح وتقديم كل ما يتعلق بهذا النوع من الفنون البصرية الضوئية السينمائية والرقمية الحديثة أو يرتبط بها من الناحية التقنية أو من الناحية الإبداعية وهذا هو الأساس التعليمى الذى يقدمه هذا الكتاب بطريقة سلسة وغير نمطية حيث يعتمد على تضافر كل من العلم والتطبيق فى نسيج علمى حديث يقدم من خلاله المعلومة العلمية بطريقة جديدة ميسرة يسهل فهمها وإدراكها أيا كان المستوى الحرفى للمتلقى هاويا أو محترفا، بدأ التصوير الفوتوغرافى فى عام 1772م ثم ولدت السينما فى عام 1895م من معطف التصوير الضوئى الذى لم يكن يعنى فى البداية أكثر من بدعة معرضة للزوال أو لعبة للتسلية ولكنها استطاعت فى مدة وجيزة أن تأخذ كثيرا من الجاذبية الخاصة التى تحيط بالفنون الأخرى وأن تؤثر وتتأثر بحياة الناس بشكل متسارع يفوق ما واكب الاختراعات الأخرى التى غيرت ملامح الحياة على الأرض. الفصل الأول من الكتاب يتناول التصوير الفوتوغرافى الثابت يتناول فيه المؤلف فن التصوير الضوئى الثابت وهو عملية إنتاج صور بوساطة تأثيرات الضوء، فالأشعة المنعكسة من المنظر الذى يتم تصويره تسقط على المادة الحساسة للضوء فينتج عنها صورة تمثل المنظر نفسه الذى تم تصويره، ويوضح التعميم الداخلى لآلة التصوير الفوتوغرافى التى تتكون من جسم الآلة والعدسة وفتحة الديافراجم وسرعة الغالق وعمق الميدان فى الصورة والتحكم فى حدة الصورة والعلاقة التبادلية بين الكم والزمن ونظرية التصوير الفوتوغرافى الرقمي. أما الفصل الثانى فيتناول فيه التصوير السينمائى منذ توصل «توماس أديسون» مبتكر المصباح الكهربائى ومساعده «ديكسون» إلى طريقة لتسجيل الصورة السينمائية بفضل ابتكار «ايستمان كودارك» وهو الفيلم الحساس الذى دفع أديسون إلى تأسيس أول أستوديو للتصوير السينمائى فى العالم، وفى عام 1888م كان العالم الفرنسى «لايرانس» يجرى تجارب على التصوير السينمائى بآلة تصوير ذات عدسات كثيرة ونجح فى التوصل إلى أسلوب مشابه للتصوير السينمائى الذى ابتكره «أديسون» ثم اتصل هذا العالم الإنجليزى «وليم لورى كيندى» وتمكن الثلاثة من الجمع بين التصوير وتسجيل الصوت وكان إلى جوارهم جورج ايستمان كوداك الذى أنتج لهم الأفلام مقاس 35 ملى المثبتة من الجانبين ومن هنا كانت انطلاقة التصوير السينمائى الكبرى وظهرت السينماتوجراف التى تعرض الصور بمعدل 48 صورة فى الثانية وبحلول شهر يونيو عام 1890م.