هالة يوسف قال تعالي زوإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنونت* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين سورة الحجر29,28, عاش آدم عليه السلام في الفترة التاريخية التقريبية5872-4942 ق.م, ولقب قومه ب ذرية آدم الأولي وكان مكان بعثته الهند وقيل جزيرة العرب, ذكر اسمه في القرآن الكريم25 مرة, ذريته أربعون ولدا وبنتا من آثاره ودلائل نبوته خلقه الله بيده, ونفخ فيه من روحه, وأسجد له الملائكة سجود تكريم لا سجود تعظيم, وعلمه الأسماء كلها, وأنزله الأرض خليفة له, وآتاه الله عشر صحائف. قال القرطبي رحمه الله: زأول من بني البيت آدمس أما مكان وفاته فقيل أنه مكة. روي الإمام الطبري في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أهبط آدم بالهند, فجاء في طلبها حتي اجتمعا فازدلفت إليه حواء; فلذلك سميت المزدلفة, وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعا. وذكر أيضا أن الجبل الذي أهبط عليه آدم ذروته من أقرب ذرا جبال الأرض إلي السماء. قلت: وهذا ما يؤكده علماء الجغرافيا في العصر الحديث, حيث أكدوا أن أعلي ارتفاع عن سطح البحر قمة إفرست من سلسلة جبال الهمالايا بأرض الهند حيث يبلغ ارتفاعها(8848 م). ومن أرض الهند إلي أرض مكة لزيارة البيت وقيض الله ملكا يرشده.. ويذكر عن نافع ذ رحمه الله ذ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالي أوحي إلي آدم وهو ببلاد الهند أن حج البيت, فطاف به وقضي المناسك, وقيل: إنه بقي في مكة ودفن في غار أبي قبيس, وهو غار يقال له الكنز. أما لقاؤه مع حواء كان في جزيرة العرب حينما أمره الله بالحج إلي بيته, فكان استقراره في جزيرة العرب ثم بدأ البشر بعد ذلك بالتكاثر في هذه الجزيرة من نسل آدم وحواء وهي بذلك أول مناطق الأرض استخلافا. إن ما يستفاد من قصة آدم عليه السلام أن البشرية تنقسم إلي قسمين: بشر يبلغهم الله تعالي منهجه فيطيعون ويعصون ويتوبون, وأنبياء يبلغون عن الله تعالي منهجه, وهؤلاء عصمهم الله تعالي من الخطأ.. إلي أن قال ومهمة آدم الأساسية في الأرض, هي المقام في طاعة الله تعالي والحكم بالعدل بين خلقه, والفترة التي قضاها في الجنة كانت تدريبا علي مهمته في الأرض, فلا يجوز أن نقول إنه طرد من الجنة بسبب المعصية; لأن المعصية أعقبتها توبة مقبولة ثم نبوة, أما الجنة فكانت مرحلة من مراحل الإعداد للخلافة في الأرض.