أنا سيدة سوف أكمل الثامنة والأربعين من عمرى فى نهاية العام الحالى، وترتيبى الصغرى بين ثمانى شقيقات، وقد عشنا مع أبى وأمى فى حجرة ببيت جدى، وكذلك كانت حال أعمامى وزوجاتهم وأولادهم، وتميز والدانا بالطيبة الشديدة، حيث كان أبى يعمل مراجع أفلام فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبعد أن ينهى عمله يوميا يذهب إلى وظيفة أخرى بعد الظهر لكى يوفر نفقاتنا وحاجاتنا من الطعام والشراب والملابس ومصروفات التعليم، أما أمى فهى ربة بيت، تعلمت «الحياكة»، واتخذتها مهنة لمساعدة أبى فى المعيشة، وكانت «شاطرة» ومحبوبة من الجميع، ولا أذكر أنها رفضت طلبا لأى منا، أو حرمتنا من أى شىء فى حدود قدرات أسرتنا التى ندركها، ولذلك لم نغال فى طلباتنا، وكانت أغلبها حاجات بسيطة ترضى البنات وتبعث فى أنفسهن المرح والسرور.. فى هذا الجو المفعم بالحب نشأت وكبرت وحصلت على دبلوم المدارس التجارية، وعندما حان وقت الزواج، طلب يدى شقيق زوجة خالى، وكان يكبرنى بعشر سنوات، ووافق عليه أبى دون تردد، فعبئنا نحن البنات كان ثقيلا عليه، ولذلك لم يهتم بالسؤال عن أى عريس، ولا عن طباعه، وكان يكفى فى العريس أن يكون قريبا منا فيكون هو «ابن الحلال» الذى يرتضيه زوجا لإحدانا، وهكذا انتقلت إلى عش الزوجية، ووجدتنى بين يوم وليلة زوجة لابن أمه، فهو لا يسمع سوى كلامها، ولا يلقى بالا إلا لأوامرها، ويبلغها بكل كبيرة وصغيرة بيننا لدرجة أنه يستشيرها فى طعامنا وتحركاتنا داخل البيت وخارجه، وبرغم الشجارات الدائمة عشت معه تسع سنوات انجبنا خلالها ولدا وبنتا، وتوليت مسئوليتهما بالكامل من عائد عمل التحقت به، أما هو فلم يعطنى سوى مصروف زهيد، وقد افتتح محلا للجملة للمواد الغذائية، تكبد فيه خسارة كبيرة، ثم حوَّل نشاطه إلى الملابس، وخسر فيه أيضا الكثير، فباعه واشترى «تاكسيا»، وبعدها بثلاثة أشهر أصيب بتعب مفاجىء فنقلناه إلى المستشفى وأثبتت الفحوص أنه أصيب بجلطة فى القلب، فأعطى شقيقه التاكسى، وكيس نقود، وفى اليوم التالى رحل عن الحياة، وأنا لا أدرى أى شىء عما يخصه من ماديات، وأنكر شقيقه أنه أخذ منه شيئا، فاتجهت إلى بيع الملابس لزميلاتى فى العمل وشقيقاتى، والقريبات منى، وعشت ست سنوات على هذه الحال، وقد تقدم لى خلالها عدد من العرسان للزواج بى، واستقررت على أحدهم، وكان أصغر منى سنا، وترددت فى إتمام الارتباط به خوفا على ابنىَّ من زوج الأم، وقلت له إننى أريد أبا لهما، فوعدنى بأن يكون أكثر حنانا من أبيهما رحمه الله، وتزوجته سرا حيث إنه متزوج ولديه أولاد، والسبب فى اختياره أننى وجدت فى نفسى ميلا إليه، وبدا لى من ملامح وجهه أنه صادق معى وسوف يحافظ علىّ، وللأسف كان ارتباطى به خطأ كبيرا، فبعد حملى منه أجبرنى على الإجهاض لأنه يريد تأجيل الإنجاب دون مبرر واضح، وأذعنت لرغبته، ومر عامان كاملان وأنا أتحمل العذاب على يديه أشكالا وألوانا، ثم حملت مرة أخرى ورفضت الإجهاض هذه المرة وأنجبت بنتا، وفى ذلك الوقت وقع خلاف بينه وبين صديق له كان يعلم بزواجنا السرى فأفشاه لزوجته الأولى، فتفاقمت المشكلات بيننا، وواجهت حربا شرسة منها إذ استخدمت كل أسلحتها لكى يطلقنى، وتباعدت زياراته لى، ثم جاءنى ذات يوم، وتناولنا الغداء معا، ثم أخذ حقوقه الشرعية، وغادرنا إلى غير رجعة، وحاولت الاتصال به لكنه لم يرد، فاتصلت من هاتف آخر، وعندما سمع صوتى أغلق الهاتف، فاهتزت الأرض تحت قدمىّ، وظللت عاما كاملا أطارده حتى وجدته وتحدثت معه، ورجوته أن يعيد المياه إلى مجاريها بيننا من أجل ابنتنا، لكنه أصر على الانفصال، ووسّطت أخته لإقناعه بأن يكون قريبا من ابنته التى ستعرف حتما بطلاقنا، وبأنه يعيش مع أبناء آخرين وزوجة أخرى، ولكن هيهات أن يستجيب لنداء العقل. وطوال مدة بعده عنا لم يدفع إيجار الشقة التى نسكن بها، وتوليت دفعه بدلا منه، ولما عجزت عن سداده طردنا صاحب العقار، فأعطتنى أختى الكبرى شقة خالية تملكها إلى حين زواج أحد أبنائها فيها، وسكنت بها لمدة عام، ثم اضطررت إلى الانتقال لشقة جديدة، وطوال خمس سنوات لم يزرنى سوى مرة واحدة، وكان انفصالنا خلالها دون طلاق، ولم يقع فعليا إلا بعد تلك المدة الطويلة التى استخدمت فيها زوجته الأولى كل الألاعيب الممكنة لكى يكرهنى، واستسلمت لأقدارى، ولم يطل الوقت حتى تقدم لى واحد من الجيران، فرفضت الزواج للمرة الثالثة، وظل فى مخيلتى الوجه الغامض لزوجى الثانى، الذى لم أكتشف حقيقته إلا بعد فوات الأوان، وأقلمت نفسى على وضعى الجديد، وكرّست كل وقتى لأولادى، إذ أستذكر لهم دروسهم، وأخرج معهم فى نزهات منتظمة، وفى العام الماضى اشتركت فى رحلة نظمتها جهة عملى إلى الأقصروأسوان، وزرنا المعالم الأثرية بهما، ومنها معبد «فيله»، والتقطنا صورا تذكارية فيه، وهناك استوقفنا رجل كان يقف على مقربة منا، طالبا الانتظار قليلا إلى حين الانتهاء من تصوير لقطات لفيلم تسجيلى عن السياحة فى أسوان، وعرفنى بنفسه ومهنته، ودار بيننا حديث عن أحوال البلد، والظروف الاقتصادية وتراجع السياحة، وعرفت رقم هاتفه على «الواتس اب» وتعاملت معه وقتها على أنه «مجرد معرفة»، ومرت الأيام ونسيته تماما، فإذا به يفاجئنى ذات يوم برسالة من رقم آخر غير الرقم الذى راسلته عليه، قائلا فيها: «حبيت أسلم عليكى»، وسألنى عن أولادى الموجودين معى على «الواتس» وأين أبوهم؟، فقلت له: أبوهم متوفى، فوجدها فرصة للحديث عن الجانب الشخصى فى حياته، وحكى أنه تزوج سيدة سبق لها الزواج، بعد أن عملت له سحرا لكى يرتبط بها، وتحقق لها ما أرادت، لكنها أذاقته الأمرين طوال أربع سنوات أنجبت خلالها طفلا، لكنه لم يتحملها أكثر من ذلك فطلقها، وبعدها حادثنى يوميا، وتعودت على الكلام معه، وذات مرة صارحنى برغبته فى الزواج بى، فرحبت به، ثم داعبته بأننى أكبر منه بخمس سنوات، فرد علىّ بأن مسألة السن لا دخل لها بالمشاعر والأحاسيس، وتطرق حديثنا إلى تفاصيل كثيرة فى حياة كل منا، وبصراحة شديدة فإننى شعرت وكأنى بنت سبعة عشر عاما، وبدا لى أنه إنسان طيب وعلى خلق ومحبوب من الناس فى بلده سوهاج.. ومنذ شهر تقريبا مات خاله الكبير، وكان قريبا منه جدا، وتأثر لوفاته تأثرا بالغا، وجاء إلى القاهرة لحضور العزاء، وكنا قد اتفقنا على اللقاء، ولكن لم تكن لدىّ الشجاعة لإبلاغ أولادى بذلك، فلم أقابله، فإذا به يتغير تماما، ولم يعد الشخص الذى عرفته فى رحلة أسوان، فاعتذرت له، وألححت عليه ألا يبعد عنى، فعاود كلامه معى ولكن ليس بالصورة التى كنا عليها، ومنذ أيام حاولت أن أبعث له رسائل على الماسنجر أو الواتس، فوجدته قد قطع كل وسائل الاتصال به، ولا أدرى لماذا فعل ذلك؟، ولماذا يظهر البعض بوجوه غامضة ثم لا يلبثون أن يكشفوا عنها بلا أسباب ولا مبررات؟، وأين اختفى الكلام المعسول الذى كان يسمعنى إياه من نوعية «صوتك جميل، ورقيق وهادىء، ويبعث على الراحة والسكينة»؟، ولماذا أتى «حبيب الصدفة» فى أسوان هذا التصرف الغريب؟.. إن ألمى شديد، ونفسيتى تحت الصفر، فهل ألغى فكرة الزواج الثالث من تفكيرى؟ وأنسى نفسى، وأكرس حياتى لأولادى؟، أم أننى وصلت إلى «حالة تشاؤمية» نتيجة مواقف لا يد لى فيها ولم يعد الزواج مناسبا لمثلى؟، أم أنه مازال هناك أمل وربما يأتينى من ينتشلنى من الحزن الذى يسيطر علىّ ولا أجد منه فكاكا؟.. أرجوك دلنى ماذا أفعل لكى أتخلص من الكابوس الجاثم فوق صدرى؟. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لا تكفى الوجوه وحدها مقياسا للحكم على صفات الناس، ولا معيارا لاختيار الأزواج، فالعادة أن كل طرف يتجمل أمام الآخر، ويحاول إخفاء طباعه الغليظة ومنهجه غير المستقيم فى الحياة، حتى إذ وقعت «الفأس فى الرأس» كما يقولون سرعان ما تنكشف الوجوه الحقيقية، ويتصرف المرء بصورة طبيعية، وهنا يظهر التناقض بين الشخصيات وتكثر الخلافات التى تصل إلى حد الطلاق، وقد حدث ذلك مع زوجك الأول الذى لم تختاريه بإرادتك، وإنما أبوك هو الذى قبله زوجا لك، ونفذت أوامره بلا نقاش، وبعد رحيله خضت التجربة وحدك، ولا شك أنك أخطأت خطأ جسيما بالزواج السرى من شخص متزوج دون أن تحسبى عواقب هذا الارتباط الذى اندفعت إليه بعاطفة كاذبة وكلام معسول ممن نبذك من حياته فور علم زوجته الأولى بأمركما، ولم يبال بابنته التى تركها فى مهب الريح، ولم يعدل بينها وبين أبنائه من زوجته الأولى، ثم كان الشخص الثالث الذى لا تعرفين عنه شيئا، ولا أدرى كيف حكمت عليه بأنه محبوب من الآخرين، وأنت لم تقابليه سوى مرة واحدة فى أثناء زيارتك إلى أسوان، ولا تعرفين إن كان صادقا أم كاذبا فيما أفضى به إليك؟، ثم هل يفرط أحد بسهولة فيمن رأى فيها الشريكة المثلى لحياته؟.. إن الكثيرين يقعون فى الشراك الخادعة لذوى «الوجوه الغامضة»، المنافقين الذين يظهرون عكس ما يبطنون، ولا يبالون بما يسببونه من آلام نفسية للآخرين، ولعلنا ننتبه إليهم ونتحاشى مخاطرهم بغرس قيم الصدق والأمانة فى نفوس أطفالنا، وعدم التهاون مع من يتصفون بالكذب أو التلون داخل الأسرة، والنظر إليهم نظرة سلبية حتى لا يكونوا مصدر تأثير وإلهام للآخرين، ومن الضرورى أن يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة لأبنائهم، وينبغى أن تكون لدى الفتاة والشاب على حد سواء تصورات أقرب إلى الواقع عن شريك الحياة، ففارس الأحلام دائما فى مخيلة كل فتاة يكون بمثابة رفيق فى الجنة، لا زوج فى الدنيا، وتتوقع أن تعيش فى عالم وردى مع زوج يمثل ينبوعا من الحب والرحمة والوسامة والغنى، فإذا صادفت واقعا مغايرا لهذه الصورة وهذا أمر مؤكد فإنها تبدأ فى مقارنة زوجها بالزوج المثالى الذى تحتفظ به فى خيالها، فتأتى النتيجة عكسية تماما، وكذلك بالنسبة للرجال، فالصورة التى يرسمها الرجل فى خياله لزوجته تؤثر تماما على علاقته بمن يرتبط بها إذا وجد اختلافا بين الواقع والخيال الذى لم يتخلص منه، ولذلك يلجأ إلى الزواج السرى أو العرفى مرة أو مرات وفقا لما هو مرسوم فى مخيلته. والحقيقة أن الميزان العادل والمنصف لكلا الطرفين، هو تلمس الجوانب الحسنة فى شخصية كل منهما وأسلوب تعامله مع الآخر، والإيمان بالله والرضا بقضائه، فالاختلاف سنة الحياة، ومن الضرورى النظر دائما إلى نصف الكوب المملوء بدلا من الانشغال بالنصف الفارغ، وأن يكون الزواج بعد المرة الأولى قائما على التحرى والتدقيق والتأنى والصراحة والوضوح، ولا يكون زواجا سريا كما فعلت يا سيدتى، فلقد ارتكبت خطأ هو الذى جر عليك المتاعب حين تزوجته دون علم أحد، ولو أنك أعلنت الأمر أمام الجميع، واستعنت بأهلك وأصررت على أن تعرف زوجته الأولى بنيته الارتباط بك لما تركك بعد أن أنجبت بنتا، ولواجه الدنيا كلها، ولخيّر زوجته الأولى بين أن تستمر معه فى وجودك، أو أن يسرحها بإحسان، لكنه لم يفعل ذلك، وانسقت إليه بتأثير الكلام الحلو والوجه الكاذب.. ومن يدرى؟.. فربما كرر ذلك مع غيرك، وسوف يكرره فيما هو قادم من أيام، لأن من شبّ على شىء شاب عليه! ولا يختلف الرجل الثالث عن سابقه، فهو نسخة منه، وعليك أن تحمدى الله أن نجاك من الوقوع فى براثنه، فلو تزوجته بنفس الطريقة السابقة، فستكون النتيجة أولادا جددا ينضمون إلى أبنائك من زوجيك الراحل والسابق، ثم يتركك ليبحث عن صيد جديد!. وهناك مسألة مهمة تغيب عن الكثيرات إذ يجب أن تضع المرأة فى عقلها أن تتزوج من أجل أن يحقق لها هذا الزواج إضافة، ووقتها تستطيع أن تدخل تجربة ثانية بكل ثقة، وهذا لم يتحقق لا مع زوجك الثانى، ولا مع «حبيب الصدفة» الذى هرب عندما رفضت لقاءه، فواقع الأمر أنه اختفى من حياتك ليس لأنك لم تقابليه، وإنما لأنه أدرك أنك لن تكونى صيدا سهلا له، ففكر جيدا ووجد أنه سينساق إلى زيجة هو لا يريدها بالمعنى المفهوم للزواج، إذ كان يهدف إلى زواج عرفى أو سرى يحقق له المتعة الجسدية فترة من الوقت ثم يرحل كسابقه، وأمثال هؤلاء ينبغى الحرص فى التعامل معهم، وعدم الانجراف إلى ما يريدونه، فالارتباط على غير الأسس المتعارف عليها يؤدى إلى عواقب وخيمة، وتكون المرأة غالبا هى الضحية. إن الإحساس بالأمان فى الزواج يقوم على رعاية كلا الطرفين للآخر، ومشاركته فى كل شىء، فأين أنت من هذا الإحساس؟.. لقد عشت حياتك منذ زواجك الثانى السرى فى عزلة وخوف وترقب وقلق، ولم يعرف الحب الحقيقى المتبادل بين الزوجين طريقه إليك، وكان لسان حال من يتقدمون إليك هو أنهم يريدون المتعة الجسدية حين يرغبون فيها، أما أنت فبحثت عن الاستقرار والطمانينة، فلم تجديهما مع أى منهم، وصارت حياتك عذابا و آلاماً بعد أن خلت من المودة والتفاهم!. ولا شك أن العلاقات الإنسانية معقدة ومتشابكة، وتختلف من إنسان إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ولا تكون هناك أرضية ثابتة وأسس راسخة للزواج الناجح إلا بالإشهار والتفاهم، والإلتزام بالتعاليم الدينية لقوله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم 21)، ومن هنا عليك أن تنسى تماما العلاقة العابرة مع «حبيب الصدفة»، فحتى لو جاء إليك طالبا الارتباط بك، فإنه لا يصلح لك، وإياك وأى علاقة أخرى من هذا النوع، فمن يريد الزواج بك ينبغى أن يكون على علم تام بكل تفاصيل حياتك، وبوضع أبنائك سواء ابنيك من زوجك الأول الراحل، أو ابنتك من زوجك الثانى الذى يجب أن ترتبى معه مسألة تربيتها بينكما، ولا تقدمى على إنجاب أبناء جدد عقب الزواج الثالث، وإنما امنحى نفسك فرصة طويلة لكى تتبينى مسار زوجك القادم فى الحياة، بكل تفاصيله، فالزواج القائم على المصارحة هو الذى يدوم، وأى حقائق تتكشف بعده لم يتم البوح بها من قبل، تكون بداية لانهياره.. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.