فى الوقت الذى كثر فيه ضجيج المهرجانات الوليدة التى تدعى أنها ولدت كبيرة، أو تلك الأخرى التى شوهت سمعة مصر، نكتب عن مهرجان يستحق هذه المساحة وهو مهرجان الإسكندرية السينمائى الذى يكمل عامه الثالث والثلاثين خلال أيام قليلة فى الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر المقبل ، سعى خلالها إلى تقديم أعمال سينمائية وأفلام ساهمت بشكل أو بآخر فى تشكيل وجدان الجمهور. اختارت إدارة مهرجان الاسكندرية السينمائى برئاسة الناقد الأميرأباظة هذا العام أحد أهم مخرجى السينما العربية فريد بوغريد ، فهو عرف للجمهور المصرى والعربى بفيلمه الشهير «عصفور السطح» أو «الحلفاويين» والذى عرض فى مصر. وسيكرم المهرجان فى هذه الدورة النجم الكبير حسين فهمى الذى تحمل الدورة اسمه تقديرا من المهرجان لعطائه الممتد فى السينما على مدى سنوات طويلة قدم خلالها عشرات الأفلام المميزة، يعد معظمها من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية. ومن المقرر أن ينظم المهرجان احتفالية كبيرة للفنان الكبير بحضور عدد كبير من زملائه وأصدقائه من نجوم السينما وصناعها فى مصر ودول البحر المتوسط، يتخللها عرض فيلم وثائقى عن مشواره الفني، وندوة يتحدث فيها عن أبرز المحطات فى مسيرته الفنية خاصة السينمائية، ويتم خلالها إهداؤه علم الدورة الذى لا يهدى إلا لكبار النجوم الحائزين على ميدالية المهرجان الذهبية لعروس البحر المتوسط التى تُقدم له فى حفل الافتتاح من حلمى النمنم وزير الثقافة والدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية ورئيس المهرجان. ولم يقف الأمر عند ذلك فقط من التكريمات بل سيكرم المهرجان أيضا الفنانة القديرة صفية العمري، والمخرج خالد يوسف، ومدير التصوير عصام فريد، والناقدة نعمة الله حسين. ولا ينسى المهرجان مدى أهمية الانفتاح على الآخر وتبادل الثقافات وهو ما يؤكده فى كل دورة حيث يستضيف هذا العام إسبانيا كضيف شرف، ولذلك سيتم تكريم النجمة الأسبانية الشهيرة عايدة فولش، التى أكدت حضورها فى حفل الختام. ولم يكتف بذلك فقط لكنه يستضيف هذا العام أيضا النجمة الفرنسية بياتريس دال فور حيث تم اختيار فيلمها انجمة النهارب ضمن أفلام المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ، ليشارك بذلك فى المهرجان لفيف من نجوم السينما الإسبانية فى التمثيل والإخراج ومؤخرا باريس عاصمة الفنون فى أوروبا.وستكون هذه الدورة حافلة بالأفلام الكبرى التى تتيح الفرصة لاختيارات أوسع فى المشاهدة وذلك خلال 80 فيلما من 25 دولة ، ومن أبرز هذه الأفلام «المهاجر» وهو فيلم الافتتاح من قسم السينما والهجرة غير الشرعية الذى يحمل عنوان هذه الدورة التى تشتبك مع المتغيرات التى تحدث فى الواقع وترصدها السينما بحساسية وتقدمها فى حالات فنية متعددة،
