غدا, يبدأ أول أيام الشهر الكريم, الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان... الشهر الذي طلب الله تعالي من عباده صيام نهاره وطلب رسول الكريم قيام ليله وأجمعت الأمة من خلال علمائها الأجلاء علي أن من يغادره هذا الشهر ولم يغفر له... فقد خسر خسرانا مبينا. لكن مانراه الآن, أن المسلمين حين يأتي رمضان, تتجه قلوبهم نحو المساجد, يقيموا مآدب الرحمة, يدفعون زكواتهم بسخاء, يصلون القيام في جماعة, تتحجب النساء, الكل يتلو القران نهارا ومساء, وحين ينتهي الشهر الكريم, تعود ريما لعادتها القديمة!. في شهر رمضان يزداد الود والكرم والسخاء, يتزاور الجميع, يتحابون, قد تصبح النقوس هادئة, والقلوب بها سماحة, والوجوه باشه يهنيء الناس بعضهم بعضا وكأنهم لم يروا بعضهم منذ وقت بعيد, وبعد ان ينتهي الشهر المعظم, نعود لسلوكياتنا التي تسببت في بعد بعضنا عن البعض, ينتشر الكذب, تكثر الشتائم, يحتد الكل علي الكل وكأننا ماتعلمنا من الشهر العظيم شيئا. فهل نبدأ الشهر بعهد الي الله تعالي, أن نكون عند حسن الظن فيساعدنا علي صيام صحيح ثوابه الجنة, بعيدا عن المنظره والمظهرة التي إن كانت تخيل علي العباد فإنها لاتخيل علي رب العباد؟... هل نبدأ الشهر باتفاق ضمني أن تكون السنة كلها رمضان نعم هي أمنية كما قال نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام, فتتحسن أخلاقنا وطباعنا, نقترب من الله تعالي حقا وليس مظهره, نحاول السير علي خطي الأولين الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه؟... أم تتحول شعائر ديننا الي مظاهر كاذبة وخاطئة وخادعة تجعل غير المسلمين يحكمون علي هؤلاء المسلمين بأحكام لاعلاقة لها بالإسلام؟. ثلاثون يوما هي عدد أيام رمضان هذا العام لتكن بداية حقيقية وصادقة مع الله تعالي فلايعلم أحد هل سيعود علي الناس بعض الناس رمضان قادم.... أم لا!