وسط حالة من الغضب العارم تجتاح اسرائيل تنذر بتفجر الوضع في المنطقه, اتهمت إسرائيل حزب الله وإيران بالضلوع في التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلة سياحية إسرائيلية في بلغاريا امس الاول وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم6 اسرائيليين وإصابة33 آخرين. إلا أن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية استبعد أمس أي مواجهة عسكرية محتملة مع ايران في الوقت الراهن. وأكد وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف انه تم تحديد شخص يعتقد انه المفجر الانتحاري في هذا الهجوم, وانه كان يحمل رخصة مزورة لقيادة السيارات من الولاياتالمتحدة من ولاية ميتشيجان وهو ما اظهرته لقطات كاميرات الفيديو المسجلة من امام المطار, واظهرت اللقطات ان المهاجم ظل يحوم لمدة ساعة تقريبا حول مجموعة من الحافلات المقرر ان تقل السياح الاسرائيليين الي منتجع قرب بورجاس قبل التفجير. وأفادت انباء بأن المهاجم يبلغ من العمر36 عاما وانه وصل الي بلغاريا قبل التفجير بأربعة الي سبعة ايام. وقال تسفيتانوف: إن القوات الخاصة تمكنت من جمع عينات من الحمض النووي أخذت من اصابع المفجر وتوالي مضاهاتها بقواعد البيانات الجنائية في محاولة لتحديد شخصية الجاني. ووقع الهجوم أثناء صعود السائحين إلي الحافلات في مطار سيرافوفو بعد40 دقيقة من هبوط طائرتهم القادمة من تل أبيب. وقال شهود عيان إن النيران اشتعلت في ثلاث حافلات. وتوجه الرئيس البلغاري روسين بليفنيليف والسفير الإسرائيلي لدي بلغاريا إلي بورجاس وتزامن الهجوم مع الذكري السنوية الثامنة عشرة لتفجير مناوئ لليهود في بوينس آيرس بالارجنتين, والذي أودي بحياة85 شخصا. وفي إسرائيل, أشار إيهود باراك وزير الدفاع بإصبع الاتهام إلي حزب الله واتهمه بالوقوف وراء انفجار بلغاريا, مؤكدا أن التفجير تم برعاية إيرانية. وأوضح- في تصريحات لراديو إسرائيل- اإن عناصر حزب الله اللبناني هم الذين ارتكبوا الاعتداء الارهابي في منتجع بورجاس البلغاري بايحاء من إيرانب. وأضاف باراك أن ااسرائيل ستبذل كل جهد ممكن للقبض علي مرتكبي الاعتداء ومرسليهم وتقديمهم للعدالةب. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده اتتعرض حاليا لحملة ارهابية في أنحاء مختلفة من العالمب. وأوضح أن اأجهزة الأمن والمخابرات الاسرائيلية والأجنبية حققت انجازات باهرة في محاربة هذه الحملة إلا ان هناك ايضا اخفاقات مؤلمة وصعبة كما شهدنا.ب وتعليقا علي أقوال الرئيس البلغاري حول عدم توافر معلومات محددة عن الاعتداء, أقر باراك بأنه لم تكن هناك امعلومات محددة كتلك التي أدت الي احباط اعتداءات سابقةب. من ناحيته, أكد وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان أن لدي إسرائيل معلومات مؤكدة أن إيران وحزب الله وراء الهجوم الذي استهدف الحافلة السياحية الإسرائيلية. وقال إن احزب الله يقف وراء الهجوم بالتعاون مع الحرس الثوري الإيرانيب. وفي الوقت نفسه, اعترف رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي السابق عوزي إراد للمرة الأولي أن بلاده وقفت وراء اغتيال العميد عماد مغنية القيادي البارز بحزب الله اللبناني في عام.2008 وأوضح أراد- في تصريحات نقلتها صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية- اهذا هو انتقام إيران الآن, في إشارة إلي حادث التفجير الذي استهدف حافلة الركاب الإسرائيلية في بلغاريا. وكان عماد مغنية قد اغتيل في عام2008 في حادث انفجار سيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق بعد أن ظل لنحو ثلاثة عقود أحد أكبر مطلوبي الاستخبارات الإسرائيلية والغربية, لدوره المزعوم في تفجير سفارات ومواقع عسكرية واختطاف طائرات. وسارعت الحكومة الإسرائيلية أمس باستبعاد احتمال التعجل في خوض أي صراع مفتوح مع إيران أو حزب الله اللبناني الذي تدعمه رغم اتهامهما بأنهما وراء هجوم أسفر عن سقوط قتلي من مواطنيها في بلغاريا. وأكد متحدث حكومي لراديو اسرائيل أن بلاده تبذل اقصاري جهدها للتوصل إلي المسئولين ومن استعانوا بهم.. ومعاقبتهمب وهي لهجة تشير فيما يبدو إلي عمل سري يستهدف هؤلاء الأفراد. وقلل جيورا ايلاند الجنرال المتقاعد في الجيش الاسرائيلي عمل مستشارا للأمن القومي من2003 من شأن احتمال لجوء نيتانياهو إلي خوض حرب اخري بسبب تفجير بلغاريا, واستبعد الخبير الإسرائيلي أي ردود فورية, ومضي يقول اأي رد أيا كان لن يكون في صورة عملية للقوات الجوية أو ضربة.. وليس بالطبع في إيران فيما يتعلق بهذه المسألة ولا في لبنان.ب ووصف باراك الذي ركز علي الدور المزعوم لحزب الله في تفجير بلغاريا العملية بأنها الأعنف في سلسلة من المؤامرات التي حيكت مؤخرا ضد الاسرائيليين وشملت دبلوماسيين في الخارج. ومن ناحيتها, نفت السفارة الايرانية في بلغاريا الاتهامات الاسرائيلية بالضلوع في الهجوم. وعلي الرغم من نفي إيران هذه الاتهامات ووصفها لها بأنها اسخيفةب وعاطفيةب, فإن بعض المحللين يرون ان طهران تسعي للانتقام لمقتل عدد من علمائها العاملين في برنامجها النووي. وتلقي ايران بالمسئولية عن مقتل علمائها علي اسرائيل وحلفائها الغربيين. يأتي ذلك في الوقت الذي تدفقت فيه التعازي والتعهدات بالتضامن من حلفاء إسرائيل الدوليين, حيث قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في اتصال هاتفي بينهما. وتعهد الرئيس بتقديم كل المساعدات لتقديم مرتكبي الهجوم للعدالة وشدد علي الصداقة الأمريكية الدائمة مع إسرائيل, معتبرا الهجوم الأسوأ من نوعه الذي يتعرض له مواطنون إسرائيليون. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: اندد الرئيس بشدة بهذا الهجوم الشائن الذي قتل وأصاب إسرائيليين وبلغاريين أبرياء,بما في ذلك أطفال إسرائيليونب. وفي بروكسل, ادان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز حادث الاعتداء علي حافلة السائحيين الاسرائيليين قرب مطار بورجاس ببلغاريا,لافتا الي ان تحقيقات موسعة سوف تقوم بها كل من السلطات الاسرائيلية والبلغارية حيث قتل في الحادث مواطنون من الجانبين. كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي الناتوب أندريس فوج راسموسين هجوم أمس الأول, قائلا: اإنه لا يمكن تبرير الإرهاب بجميع صوره وأشكاله.. معربا عن تعازيه الحارة ومواساته لعائلات وأحباء ضحايا هذا الحادث الشنيعب.