بعد مرور حوالى 100 يوم على إعلان مصر والسعودية والإماراتوالبحرين قطع العلاقات مع قطر، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها عن خبراء سياسيين توقعاتهم بأن تستمر الأزمة بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب حتى العام القادم، وقالت إن السيناريو الوحيد لإنهاء الأزمة هو رضوخ النظام القطرى للمطالب العربية .وأكد كريستوفر ديفيدسون الخبير فى الشرق الأوسط فى جامعة دورهام البريطانية أنه «لو استمر المسار الحالى للأزمة، أتوقع أن تستمر الأزمة حتى العام المقبل»، موضحا أن «السبيل الوحيدة لقطر للخروج من الأزمة هى الموافقة على المطالب الأصلية للدول العربية». ومن جانبه، رجح المحلل السياسى كريستيان أولريشسين المتخصص بالخليج فى معهد بيكر للسياسات العامة فى جامعة رايس الأمريكية ألا تنتهى الأزمة فى وقت قريب، قائلا إن «الاحساس بالمرارة والخيانة عند كل الأطراف كبير جدا، ولا أحد يريد أن يكون الطرف الذى يتنازل أولا».وأوضح أن «الخلاف الدبلوماسى فى 2014 حين سحبت البحرين والسعودية والإمارات سفراءها من الدوحة استمر لثمانية أشهر، والأزمة الحالية تتجاوز فى عمقها خلاف 2014، لذا من المرجح أن تستمر فترة أكبر». وأشارت الوكالة إلى أنه مع استمرار الأزمة، صورت قطر نفسها كضحية لانتهاكات حقوق الإنسان، ما أثار ذهول المنظمات الحقوقية الناقدة لمعاملة قطر للعمال الأجانب المشاركين فى استعداداتها لاستقبال كأس العالم 2022. وفى وقت سابق، ردت الدول الأربع على تصريحات محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر التى ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قائلة إنها محاولة لتزييف الحقائق، ولا تعكس سوى استمرار النهج القطرى فى محاولة تضليل الرأى العام الدولى تجاه حقيقة الأزمة السياسية مع سياسة إنكار حقيقة دعمهم للإرهاب والتطرف وتمويلهما ونشر خطاب الكراهية والفتن والتدخل فى الشئون الداخلية للدول. وشددت على ضرورة توقف قطر عن دعم الأيديولوجيات المتطرفة والأفكار الإرهابية ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف الذى تقوم به بشكل ممنهج منذ سنوات. جاء ذلك فى الوقت الذى قررت فيه السلطات القطرية الانتقام من شيوخ قبائل معارضة للحكومة بسحب الجنسية منهم ومصادرة أموالهم. وأكد محمد المري، أحد أعيان قبيلة آل مرة، فى تصريح لصحيفة «سبق» السعودية، أن قطر قررت إسقاط الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة «طالب بن لاهوم بن شريم»، ومعه نحو 50 من أفراد أسرته وقبيلته، بالإضافة إلى شيخ قبيلة بنى هاجر، ومصادرة أموالهم الأسبوع الماضي. وتعليقا على هذا الإجراء، قال خالد بن أحمد آل خلفية وزير الخارجية البحريني، فى تغريدة على حسابه فى موقع «تويتر»: إن «استهداف الشيخ طالب بن شريم هو محاولة يائسة لقطع أوصال قطر العربية مع محيطها وامتدادات قبائلها». من جهة أخرى، أكدت صحف الإمارات الصادرة أمس أن العلاقات بين الإمارات والسعودية أكبر بكثير من قطر، وتحت عنوان «علاقات أكبر من قطر»، كتبت صحيفة «البيان»أن العلاقات بين أبوظبى والرياض أكبر جدا من قطر ونظامها ومؤامراته وألاعيبه وعبثه الصبيانى الذى يكشف بوضوح عن عدم كفاءة هذا النظام، وعدم تأهله للجلوس مع الكبار.