تصاعدت أجواء التوتر فى شبه الجزيرة الكورية بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن كوريا الشمالية تهدد بإطلاق أسلحة وصواريخ تحمل رءوسا نووية على اليابانوالولاياتالمتحدة، فى نفس الوقت الذى هدد فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولأول مرة بالرد باستخدام أسلحة نووية أيضا ضد بيونج يانج. والسؤال الآن هو: هل تحارب الولاياتالمتحدة فعلا كوريا الشمالية لتدمير برنامجها النووى وإسقاط نظام كيم يونج أون الذى تصفه بالفاشى والديكتاتوري؟ وقبل الإجابة على السؤال بشكل مباشر، فإنه يتعين الإشارة إلى أن الخبراء يؤكدون أن كوريا الشمالية نجحت فى الوصول إلى «قدرات نووية» ربما تكون محدودة كما أنها طورت صواريخ باليستية طويلة المدى وهو الأمر الذى لم تصل إلى بعض منه عراق صدام حسين الذى تم تدميره باتهامات كاذبة لامتلاكه أسلحة دمار شامل، وقصة وهمية لا أساس لها حكاها وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولين باول لأعضاء مجلس الأمن عن الشاحنات المتنقلة التى تحمل اسلحة صدام للدمار الشامل وتجوب العراق للتخفي.. ليكتشف العالم بعد الحرب ودمار العراق أنه لم يكن لديه أية أسلحة دمار أو غيره!! هذا فى الوقت الذى تركت فيه واشنطنكوريا الشماليةوإيران تطوران قدرات نووية. وأبرمت اتفاقا مع إيران، وفى تقديرى أنها لن تحارب كوريا الشمالية وتدمر النظام الحاكم كما فعلت فى العراق.. لماذا؟.. واشنطن تدرك المأساة التى ارتكبتها فى فيتنام ولن تقبل على تكرارها مرة أخري، لأنها دولة متطورة وتتعلم من دروس ماضيها.. وتعرف أن الصين وروسيا لن تسمحان بدخولها فى صراع عسكرى مع نظام كوريا الشمالية الحليف لهما.. كما أنهما لن تسمحان بسقوط كوريا الشمالية «الشيوعية» فى أيدى أمريكا «الرأسمالية» كما سقطت اليابان وكوريا الجنوبية فى يد «الغرب» بعد الحرب العالمية الثانية، وتصر كل من بكين وموسكو على أن الحل السياسى وليس العسكرى هو الخيار الوحيد للأزمة. ولكن لماذا تصعد كوريا الشمالية من تهديداتها؟ الواقع أن حكومة بيونج يانج أبدت مرات عديدة رغبتها فى التفاوض المباشر مع «المعلم الكبير» واشنطن التى ترفض وهى تمارس الضغوط للوصول إلى اتفاق نووى على غرار الاتفاق الأمريكى الايراني! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;