تعد الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى حاليًا إلى فيتنام أول زيارة لرئيس مصرى فى تاريخ البلدين، كما أن قمة الرئيس السيسى والرئيس الفيتنامى ستكون القمة الثانية بينهما بعد لقائهما في9 مايو 2015 على هامش مشاركتهما فى احتفالات روسيا بذكرى مرور 70 عاما على الانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أعرب الرئيس السيسى خلال اللقاء عن تقديره للرئيس الفيتنامي، مشيداً بالعلاقات الودية التى تجمع بين البلدين. وقد عقد الرئيس السيسى لقاءات سياسية واقتصادية لدعم التعاون بين القاهرة وهانوي، فضلا عن المشاركة فى منتدى الاستثمار المصرى الفيتنامى الذى يعقد بالعاصمة الفيتنامية، بالإضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم الاقتصادية بين البلدين. ووفقاً لتحليل أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، فإن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى فيتنام تفتح آفاقا واسعة أمام العلاقات بين البلدين، التى تبدو ساحة بكرا ًمنسية للتعاون وتبادل المنافع فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمارات والتصنيع والتسويق، بالنظر إلى مايحوزه كل من البلدين من مقومات وفرص ومزايا تجعل كلا منهما يكمل الآخر فى مجال ما، وكذلك بالنظر للواقع الراهن للعلاقات فى هذه المجالات بين البلدين التى تبدو محدودة للغاية مقارنة بالفرص الممكنة.. وهى حقيقة يكشف عنها مسار العلاقات السياسية والاقتصادية وطبيعة المرحلة التى يمر بها كل من البلدين وتجربة كل منهما فى الاصلاح الاقتصادى والتنمية. ويذكر تقرير هيئة الاستعلامات انه مع اتجاه فيتنام نحو الاستقرار والتنمية، بدأت العلاقات بين هانوى والقاهرة تأخذ منحى عمليا يركز على الطابع الاقتصادى والتعاون الفنى تجسده الاتفاقات التى عقدت بين البلدين منذ بداية التسعينيات حتى الان، وكذلك الزيارات المتبادلة بين المسئولين. وأنه بعد أول اتفاق للتعاون الثقافى بين مصر وفيتنام عام 1964، لم يتضمن سجل العلاقات بينهما على مايبدو اتفاقات أخرى قبل مذكرتين للتعاون عام 1993 الاولى بين مركز البحوث الزراعية المصرى ومعهد الهندسة الوراثية الفيتنامى والثانية مذكرة تفاهم بين وزارتى الأشغال العامة والموارد المائية فى البلدين ، وفى عام 1994 بروتوكول تعاون بين خارجيتى مصر وفيتنام عام 1996 و3 اتفاقيات عام 1997 هى اتفاقية للتعاون الاقتصادى والتقني، وأخرى لتشجيع الاستثمارات وحمايتها، والثالثة اتفاقية للتعاون العلمى والتكنولوجي. ويرى تقرير الهيئة أن العلاقات الاقتصادية مازالت محدودة وبحسب آخر الاحصائيات، بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وفيتنام نحو 314 مليون دولار عام 2016، وبلغ حجم الصادرات الفيتنامية إلى مصر294 مليون دولار، وضمت قائمة الصادرات الفيتنامية إلى مصر الأسماك والمأكولات البحرية والمنتجات الزراعية والمنسوجات والملابس والهواتف المحمولة والمعدات وقطع الغيار والمركبات والمكونات الإلكترونية، أما الصادرات المصرية إلى فيتنام فبلغت نحو 20 مليون دولار فقط، وشملت المواد الكيماوية والعسل والمنتجات البترولية. وفى المجال الثقافى تقدم مصر عدداً من المنح الدراسية للطلبة والباحثين الفيتناميين تتضمن 12 منحة لدراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة لطلبة جامعتى هانوى وهوشى منه للغات و3 منح دراسية بالأزهر الشريف للطلاب الفيتناميين من المسلمين و5 منح لدورات تدريبية من المركز الدولى بوزارة الزراعة.. ومنذ افتتاح قسم دراسة اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية بجامعة هانوى الوطنية فى عام 2006، يوفد الأزهر الشريف أستاذا مصرياً للإشراف على دراسة اللغة العربية به.