مثلما كان يحلم زويل، أن تكون مدينته مركزا لإنتاج المعرفة ومواكبة البحوث الدولية والوصول لاكتشافات علمية وبراءات اختراع تعود بالنفع على الاقتصاد القومي، فى خلال سنوات قليلة نجح فريق مركز علوم الجينوم بمدينة زويل فى رصد الخلل الجينى المسئول عن الإصابة بعرض الخرف والمتمثل فى ضعف الذاكرة وبطء الفهم والتواصل وهو ذات الجين المسبب لمرض تصلب وضمور بالخلايا العصبية المسئولة عن الحركة ALS. ويقول د. شريف الخميسى رئيس الفريق البحثى ومدير مركز علوم الجينوم بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا إن هذا الكشف العلمى الجديد تم نشره مؤخرا فى مجلة نيتشر للعلوم العصبية كما سجلنا براءة اختراع 3 مسارات للعلاج الجينى للحد من تلف وموت الخلايا العصبية. وطبقا للدراسات فإن ضمور الخلايا العصبية المسئولة عن الحركة تعد من الأمراض نادرة الحدوث إلا أنها سريعة الانتشار وتتسبب فى ضمور العضلات والجهاز العصبى المركزى أما الخرف فهو أحد الأعراض الناتجة لعدة أمراض مثل الزهايمر. ويضيف د. الخميسى أنه خلال الدراسات وجدنا أن السبب وراء هذين المرضين حدوث طفرة بالجين C9 ORF72 وتكراره مئات المرات. وفى أثناء تكرار الجين تتكون أحماض أمينيه تحدث خللا بالشريط الوراثى وفى الإنزيم المسئول عن إصلاح الشريط الوراثى وكذلك مسارات تخلص الخلية من الأحماض الأمينية غير المرغوب فيها كل هذه العوامل تؤدى لتلف وموت الخلايا العصبية. ويضيف د. شريف الخميسى إنه مع فهم الخلل الجينى الذى يحدث تم طرح ودراسة 3 مسارات علاجية لعلاج هذا الخلل الجينى ولقد تم تسجيل هذه العلاجات الجديدة كبراءة اختراع دولية. وفى ذات السياق فإنه يمكن بذات التقنية علاج بعض الأورام التى تصيب الخلايا العصبية. ولقد استمر العمل فى هذا البحث على مدار 4 سنوات كما تم تحكيم الدراسة دوليا خلال عام و8 أشهر أما عن الفريق البحثى المشارك فى الدراسة فيتكون من 3 فرق الأول من مدينة زويل ومنهم الباحثة وهيبة السيد والباحث محمد فرح أما الفريق الثانى والثالث فهما من كلية الطب وكلية العلوم بجامعة شيفلد بالمملكة المتحدة ويوضح د. شريف أن إدراج أكثر من معمل بحثى لتكرار التجارب هو أمر بالغ الأهمية للتأكد من دقة الفرضيات العلمية والمسارات العلاجية المقترحة خاصة أن ما أجرى يعد كشفا علميا جديدا وغير مسبوق. وحول فرص تطبيق هذا العلاج الجينى على المرضى فى المستقبل أوضح د. شريف الخميسى أن هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية لأن يكون العلاج الجينى هو المسار الأنجح لعلاج الأمراض لذلك فإنه من المجدى أن نلتفت فى مصر لتعزيز الدراسات الإكلينيكية على الحيوانات والبشر كى نتوافق مع الركب العالمى فى البحوث الدوائية الجديدة.