أجرى سامح شكرى وزير الخارجية محادثات سياسية موسعة مع نظيره الروسى سيرجى لافروف أمس خلال زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، سلم خلالها رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى نظيره الروسى فلاديمير بوتين، تأكيداً على اعتزاز مصر بخصوصية العلاقات الوثيقة التى تجمع بين البلدين، وتطلعها إلى الاستمرار فى الارتقاء بها وتطويرها إلى آفاق أرحب. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن شكرى قد أعرب خلال المحادثات عن تقديره لمستوى الشراكة والحوار الاستراتيجى بين مصر وروسيا القائم، وفق صيغة (2+2 ) عبر وزيرى الدفاع والخارجية فى كلا البلدين. وذكر أبو زيد أنه تم التأكيد خلال اللقاء على محورية الدور المصرى فى استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا، وإنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين، وأضاف أن الوزيرين بحثا كذلك التطورات الراهنة على صعيد الأزمة فى سوريا، وأهمية استمرار التعاون والتنسيق المصرى الروسى فى هذا الملف، والذى أثمر مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق للهدنة فى كل من حمص والغوطة الشرقية. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، استعرض شكرى تقييم مصر للأوضاع السياسية والأمنية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ونتائج اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين فى القاهرة مؤخرا، وتقييم الموقف الدولى تجاه سبل دفع عملية السلام وفرص استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقد أكد لافروف اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التى تجمع بين البلدين، مشيرا إلى ما تمثله الزيارات المتبادلة من فرصة مهمة لدفع مسار العلاقات الثنائية التى تكتسب أهمية متزايدة، فضلاً عن متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على المستوى الرئاسى بشأن برامج التعاون المختلفة، وذلك بالإضافة إلى مناقشة ملف استئناف الطيران الروسى إلى القاهرة والمنتجعات السياحية فى البحر الأحمر، حيث اتفق الوزيران على أهمية استمرار التعاون فى مجال أمن الملاحة الجوية، بما فى ذلك إتمام التوقيع على البروتوكولات اللازمة فى هذا المجال، وقد أعرب شكرى عن تطلع مصر لاستئناف الطيران الروسى المباشر وحركة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية فى أقرب فرصة. ومن جانبه، أكد لافروف أن كلا البلدين مهتمان بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووقف نشاط الإرهابيين، مشددا على أن ديناميكية الوضع فى الشرق الأوسط تتطلب التنسيق والتشاور المستمر بين القاهرةوموسكو.وأشار إلى أن روسيا تجرى اتصالات مع مصر والسعودية وشركاء آخرين فى إطار الجهود لدعم المعارضة السورية فى تشكيل وفد موحد لها إلى المفاوضات مع دمشق على أساس بناء وواقعي. كما أعرب عن أمله ببدء المباحثات لإنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوراسي.