كثفت وزارة الداخلية التى تديرها حركة حماس أمس إجراءاتها الأمنية على الحدود بين قطاع غزة ومصر على إثر تفجير انتحارى نفسه بعدد من عناصرها. وقالت مصادر فى حماس إن مناطق جنوب قطاع غزة شهدت انتشارًا أمنيًا مُكثفًا خلال الساعات الأخيرة اشتمل على تكثيف الحواجز على مداخل المحافظات والشوارع الرئيسة وقرب المقار الأمنية والمنطقة القريبة من حدود مصر. وذكرت المصادر أن قوات الأمن تقوم بتفتيش المركبات والتدقيق فى الهُويات والأوراق الثبوتية على حواجز عسكرية أقامتها لهذ الغرض. وكانت وزارة الداخلية التابعة لحماس قد أعلنت فجر أمس أن شخصا فجر نفسه بعدد من عناصرها قرب الحدود مع مصر فى جنوب قطاع غزة ما أدى إلى مقتله وإصابة عدد من عناصر الأمن. وقالت مصادر محلية إن الانتحارى كان مع شخص آخر يعتزمان التسلل عبر منطقة الشريط الحدودى إلى سيناء المصرية ولدى توقيفه من أمن حماس فجر نفسه ما أدى إلى مقتله وإصابة مرافقه. ولاحقا أعلنت مصادر طبية فى غزة عن وفاة أحد عناصر الأمن متأثرا بجروحه الخطيرة فى الحادثة. ونعت كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس القتيل وقالت إنه قائد ميدانى فى صفوفها إلى جانب عمله فى وزارة الداخلية، مشيرة إلى أنه «قضى إثر تفجير أحد عناصر الفكر المنحرف نفسه فى قوة أمنية». ونددت فصائل فلسطينية بالحادثة التى تعد الأولى من نوعها فى قطاع غزة ودعت إلى تكاتف الجهود رسميا وشعبيا لمحاربة خطر تنامى الفكر «المنحرف والمتطرف» فى المجتمع الفلسطيني. وفى الوقت نفسه، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس، منزل ذوى الشهيد عادل عنكوش من بلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله. وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى المنزل، حيث قامت بتفخيخه وتفجيره، وهو ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فى بعض المنازل القريبة، نتيجة عملية التفجير. يذكر أن الاحتلال كان قد هدم فى العاشر من الشهر الجاري، منزلى الشهيدين براء صالح وأسامة عطا من دير أبو مشعل. وكان الشبان الثلاثة وهم من قرية دير أبو مشعل قد استشهدوا بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلى النار عليهم بزعم تنفيذهم عملية طعن فى منطقة باب العامود بالقدس بتاريخ 16 16-6- 2017 قتلت خلالها مجندة إسرائيلية وأصيب 4 آخرون. وسياسيا، قلل مساعد للرئيس الفلسطينى محمود عباس من سقف التوقعات الفلسطينية من الزيارة المرتقبة لوفد أمريكى مكلف ببحث استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال نبيل شعث مستشار عباس للشئون الخارجية ، للإذاعة الفلسطينية الرسمية أمس، إن الجانب الفلسطينى غير متفائل كثيرا من زيارة الوفد الأمريكى المقررة نهاية هذا الشهر إلى المنطقة. وأضاف أنه «لا يوجد توقعات كبيرة بشأن ما سيخرج عن هذه الزيارة» لدى الجانب الفلسطيني. واعتبر شعث أن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب لم يبد أى اهتمامات خاصة أو إشارات لحل الدولتين وحق الفلسطينيين فى القدس أو رفضه للاستيطان الإسرائيلى موضحا أن اهتمامه منصب على المشاكل الداخلية الأمريكية وإعطائه الأولوية لقضايا إقليمية أخرى مثل إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية. ومن جهته، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن أربعة ملفات هى محور تركيز القيادة الفلسطينية فى رام الله خلال المرحلة الحالية. وأوضح، فى تصريحات صحفية أمس، أن الملف الأول هو التحضير للزيارة المرتقبة للمبعوثين الأمريكيين لعملية السلام جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب وجيسون جرينبلات المتوقع فى 25 أغسطس الحالي. وأشار إلى أن جهد القيادة الفلسطينية منصب على إقناع الإدارة الأمريكية بمفاوضات واضحة المعالم ذات جدول زمني، وعلى أساس مرجعية دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، لافتاً إلى أن القيادة تريد أن تنتزع من الإدارة موافقتها على حل الدولتين القائم على ما سلف ذكره. ولم تحدد إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب موقفا واضحا من هذه القضية إلى جانب الاستيطان بالرغم من مرور نحو 8 أشهر على وصولها إلى البيت الأبيض. وأضاف أبو ردينة «الملف الثانى يتمثل فى إقناع حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التى شكلتها كبديل لحكومة الوفاق، كى تتمكن الحكومة من تولى مسؤولياتها فى قطاع غزة». ونوه إلى أن الملف الثالث يتركز على العمل من أجل دفع حماس لتحديد موقف إزاء إمكانية الخروج من دائرة الانقسام، للانطلاق نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فى آن واحد. واستطرد «الملف الرابع والأخير هو الإعداد لعقد دورة جديدة للمجلس الوطنى الفلسطينى لاختيار قيادة جديدة تتولى مسؤولية المرحلة المقبلة»، مبيناً أن الرئيس محمود عباس يريد عقد الدورة الجديدة للوطنى فى أقرب فرصة ممكنة.