1 أخيرا تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وكشف ما لم يكن واضحا أمام أعين كافة المحللين والمراقبين المعنيين بتطورات الأزمة الخليجية وقال بملء الفم وبمنتهى الثقة إن قطر الآن أقوى بكثير مما كانت عليه قبل قرارات المقاطعة التى اتخذتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين وباركتها دول عربية عديدة.. ولأن الأمر كذلك فكان ينبغى على الأمير تميم أن يتوجه بالشكر للدول الأربع وأن يطالبها باستمرار المقاطعة وعدم التفكير فى مراجعة قراراتها ضمانا لمزيد من القوة التى اكتسبتها قطر!! والحقيقة أن أمير قطر كشف دون أن يدرى وهو يحاول خداع نفسه قبل أن يتجه إلى خداع القطريين من خلال التبشير الكاذب بأن قوة قطر تنبع من عزلتها مع أن كل المؤشرات تؤكد أن الصدمة التى أعقبت قرارات المقاطعة كانت عنيفة ليس فقط بالمقاييس المادية وإنما بالمقاييس النفسية أيضا! كان واضحا من ثنايا كلمات الأمير عمق الصدمة وشدة المفاجأة والتى لم تترك للدوحة سبيلا سوى أن تكشف عما وراءها وهى تبحث عن طوق للنجاة فإذا بها تتجه صوب خصوم الأمة العربية الإقليميين مثل تركيا وإيران طلبا للعون واستجداء للمساعدة بالتوازى مع عروض الترغيب بالصفقات الضخمة بعشرات المليارات مع أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا! ومع أن الأزمة أثبتت أن نظام الدوحة ليس سوى بيت من القش يمكن أن يتطاير مع اشتداد عاصفة المقاطعة العربية إلا أن الدول الأربع فى حدود علمى لا تريد ذلك ولا تتمناه وجل ما تبحث عنه هو عودة الرشد إلى سياسة قطر من خلال استجابة غير مشروطة لمطالب مشروعة لم تعد قابلة للمساومة أو التفاوض لأنها تمثل مصلحة لقطر نفسها وتحميها من مخاطر العناد الذى تنفخ فيه أبواق المستفيدين من أموال قطر باسم الأزمة! وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: استشارة الجاهل تقود إلى الباطل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله