أعلن مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية الذي انعقد بالإسكندرية عن تقنية مستحدثة تكشف عن مدي استجابة المريض بفيروس سي للعلاج والشفاء قبل الحقن بالدواء الانترفيرون وذلك من خلال فحص جيني جديد يتم من خلال تحليل عينة دم ويسميIL28B ويتميز باختصار إجراء الفحوصات التقليدية لمرحلة ما قبل العلاج ومنها عينة الكبد. كما تجري جهود بحيثة مكثفة لاستخلاص أدوية يتم تناولها عن طريق الفم تغني عن اقترانها بحقن الانترفيرون تلافيا للآثار الجانبية من الإصابة بالأنيميا والطفح الجلدي والآثار الناتجة عن الحقن التي تسببها الأدوية المطروحة حاليا في الأسواق المصرية القاتلة لفيروس سي, والتي تم تقييمها وثبت عدم ملائمتها للمريض المصري وعدم خضوعها لخريطة الطريق لطرق العلاج المتفق عليها عالميا كمرشد, بخلاف مرضي البلدان الأخري بسبب عدم تطابق تجاربهم العلمية علي نوع الفيروس الموجود في البيئة المصرية, مما يحتم مساهمة الدولة الفعالة لتعديل طرق الوقاية والعلاج من فيروس سي وفيروس بي المتحور وأورام الكبد في مصر تلافيا لتزايد أعداد المرضي الحالي بصفة يومية. أيضا أكد المؤتمر ضرورة استخدام الانترفيرون طويل المدي في بعض حالات الالتهاب الفيروسي بي مبشرا بظهور أدوية حديثة للعلاج, كما حدد المؤتمر المواصفات الخاصة بسرطان الكبد بين المصريين المصابين, خاصة وأنها تصيب أيضا السن الصغيرة وبصورة شديدة وأهمية الاكتشاف المبكر للأورام بالفحص الدوري لمرضي الكبد بصفة دورية والوسائل التشخيصية والأساليب العلاجية الحديثة لسرطان الكبد باستخدام قسطرة الشريان الكبدي والعلاج الكيميائي والاشعاعي مثل العلاج بالنظائر المشعة, وكذلك أهمية الاستئصال الجراحي, كما تناولت المناقشات الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم مثل السورافينيب, وسوتانيب التي تعتمد علي استخدام البيولوجيا الجزيئية في علاج الأورام السرطانية وهي مازالت في طور البحث العلمي في المراكز المتخصصة في أوروبا وأمريكا ومصر, أيضا تم التنويه في المؤتمر إلي عدم اعتراف مراكز الكبد باختبار درجة تليف الكبد عن طريق فحص الدم. هذا ما أوضحه الدكتور يسري طاهر استاذ الكبد والمرارة والجهاز الهضمي بطب الإسكندرية ورئيس المؤتمر والدكتور حلمي أباظة أستاذ بقسم طب المناطق الحارة بطب الإسكندرية ورئيس الجمعية والدكتورة سهام عبد الرحيم استشاري أمراض الكبد بطب جامعة الإسكندرية. ومن جانبها تحدثت الدكتورة مروة محمد رضا مدرس مساعد أمراض الباطنة والكبد بطب جامعة الإسكندرية عن أداة تشيرة إلي مدي استجابة المريض لعلاج الإنترفيرون بقياس مادة في الدم وتسمي:(IP-10), ووجد أن ارتفاع نسبتها قد يكون مؤشرا لعدم استجابة المريض بينما انخفاضها مؤشرا لاستجابة المريض. ويؤكد الدكتور مدحت الحصري مدير مركز أبحاث كبد كفر الشيخ علي أهمية الكشف المبكر للفشل الكبدي وعلاجه في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض الأكلينيكية, تجنبا لحدوث العديد من المشاكل التي تؤثر علي التركيز الدقيق للمريض وسرعة رد الفعل وتسبب خطورة مجتمعية مثل حوادث السيارات, ويوصي بإجراء اختبارات طبية قبل تبوء المناصب المهمة والأعمال التي تحتاج تركيز كبير مثل القضاة ورجال الاقتصاد وسائقي السيارات خاصة النقل الثقيل. وعن مقاييس التوقيت المناسب لزرع الكبد, أكد الدكتور محمد شرف الدين أستاذ أمراض الكبد بطب جامعة طنطا أن الدراسات توصي بعدم زرع الكبد لحالات الكبد المتكافئة لاعتبارها أكثر كفاءة من الكبد المزروع وأقل تكلفة, حيث دلت الأبحاث علي أن حالة المريض التي تشير إلي أقل من7 علي مقياس شيلد أو10 علي مقياسMEID لا يصح زرع الكبد له, بينما تعتبر حالته متأخرة المريض الذي ينقل الكبد له بعد18 تبعا لمقياسMEID, منوها إلي الحالات المثالية لزرع الكبد والتي تتمثل فيمن يعانون من نزيف المريء أو غيبوبة كبدية أو التهاب في سائل الاستسقاء ولو مرة واحدة, مشيرا إلي أن المقاييس السابقة لا تنطبق علي مريض السرطان بسبب سرعة تدهور حالته والتي تستدعي وجوب زرع الكبد بشكل فوري. وتحدث الدكتور ياسر القرم استاذ علاج الأورام بمعهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية عن أمل جديد في علاج أورام الكبد المتقدمة خصوصا الجلطات الخبيثة بالوريد البابي عن طريق الحقن المشع باستخدام القسطرة بدون جراحة, كما تبشر نتائج بحثية بذوبان الجلطات في نسبة كبيرة من المرضي الذين تم علاجهم مما يفتح الباب لآفاق جديدة من حيث استئصال الأورام جراحيا أو زراعة الكبد.