المغرب يطرد السفير السوري ودمشق ترد بالمثل

في قرار هو الأول من نوعه‏,‏ طردت المغرب السفير السوري علي خلفية أحداث العنف ضد المتظاهرين في أنحاء سوريا‏,‏ ردت سوريا علي القرار بالمثل معلنة أن السفير المغربي شخص غير مرغوب فيه‏. بينما أعلن رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أن الحوار لم يعد سبيلا لحل الأزمة وينبغي علي مجلس الأمن التدخل, يأتي ذلك في وقت توافدت فيه تعزيزات عسكرية علي العاصمة دمشق, وذلك بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت وسط العاصمة بين قوات نظامية وأخري من المعارضة المسلحة ووصفت بأنها الأعنف منذ انطلاق الاضطرابات منتصف مارس من العام الماضي.
وأعلنت الخارجية المغربية في بيان لها أمس أن المغرب قرر مطالبة السفير السوري المعتمد لديها بالمغادرة باعتباره شخصا غير مرغوب فيه, مؤكدة أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر علي ما هو عليه.
من جانبه, قال فايز الطراونة رئيس الوزراء الأردني في تصريحات خلال زيارته للتشكيك أنه من الضروري وقف إراقة الدماء أولا قبل البحث عن اتفاق حل وسط بين المعارضة الحكومة السورية, داعيا مجلس الأمن للتدخل لحل الأزمة.
تزامن القرار مع تدهور الأوضاع في دمشق حيث أقام الجيش عدة نقاط للتفتيش بعد اشتباكات عنيفة بين الثوار والقوات الحكومية بدأت أمس الأول واستمرت حتي الساعات الأولي من فجر أمس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أصوات طلقات النار سمعت في أحياء عدة من العاصمة السورية, وخرج المتظاهرون للشوارع وأغلقوا الطرق احتجاجا علي اعتداءات القوات الحكومية في تلك المناطق.
وقال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بعربات مدرعة دخلت حي الميدان بوسط العاصمة لطرد المعارضين الذين سيطروا علي مناطق علي مقربة من مؤسسات رئيسية للدولة. وأضافوا أن المدرعات اتخذت مواقع علي طول الطرق الرئيسية في حي الميدان الذي تقطنه أغلبية سنية في الوقت الذي تراجع فيه المعارضون إلي الأزقة واندلعت اشتباكات بشكل متقطع.
من ناحية أخري, أفادت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن الحكومة قصفت حي التضامن في جنوب شرق دمشق, ما أسفر عن سقوط ضحايا بين السكان في منازلهم. وأضافت أن الحكومة أرسلت قناصة للمنطقة لقنص السكان خلال فرارهم. وحدد المرصد السوري حي التضامن علي أنه أحد الأحياء التي تشهد اشتباكات عنيفة إلي جانب أحياء أخري بينها حي نهر عائشة وحي سيدي مقداد. علي صعيد متصل, ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يزيد عن115 شخصا, بينهم74 مدنيا, لقوا حتفهم جراء أعمال عنف متفرقة أمس الأول.
وكان ناشطون قد بثوا علي مواقع للثورة السورية فيديو مسرب يقوم فيه عناصر موالية لبشار الأسد بتعذيب أحد المنشقين بصورة مروعة في منطقة الشدادي قرب محافظة الحسكة شمال شرق البلاد.