قلت : رغم المعاناة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم بوفاة ابنائه الذكور في حياته لكي لا يفتتن الناس من بعد وفاته ويظنوا ان أولاده ورثوا منه النبوة ، نجدكم تقولون انكم شيعة علي بن ابي طالب زوج ابنة الرسول. قالت : أن الله يقول : "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ" قلت : معنى الآيه واضح ولا يحتاج لشرح ؛ فالله يوضح إن من يؤمن به ولا يشرك بعبادته احدا ويعمل الصالحات سيكون من خير البرية وسيدخل الجنة ؛ ما علاقة ذلك بالتشيع لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه؟! قالت : أن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث له ، فسر هذه الآية بأن خير البرية هم علي بن ابي طالب وشيعته. قلت : كيف يتأتى ذلك ؟! ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلع على الغيب ، فكيف عرف بوفاة علي بن ابي طالب وان الفئة التي ستكون شيعة له أو ستواليه هى فقط الفئة التي ستدخل الجنة ؟! ثم ماذا عن الأنبياء والصالحين قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ اليسوا من خير البرية ؟! الله لم يحدد فئة بعينها في الآيه ولكنه جعل الإيمان والأعمال الصالحة هى شروط الأخيار والصالحين !! وهذا المعنى كرره الله في أكثر من آيه !! ثم ان الحديث الذي تستدلون به حديث ضعيف لأن من روى الحديث هو محمد بن علي وهو لم يدرك الرسول صلى الله عليه وسلم. قالت : لا الحديث صحيح . قلت : و ماذا كان يفعل سيدنا علي بن ابي طالب ؟! الم يكن يشهد بإنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله مثل أهل السنة ؟! الم يكن يصلي خمس صلوات كما يصلي أهل السنة ؟! الم يكن يصوم رمضان كما يصوم أهل السنة ؟! الم يكن يحج كما يحج أهل السنة ؟! الم يكن يزكي كما يزكي أهل السنة ؟! ما الخلاف بيننا اذا بالله عليكم وبرسوله ؟! قالت : انكم لن تدخلوا الجنة الا من باب علي بن ابي طالب . قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ وما الذي كان يفعله سيدنا علي بن ابي طالب لنتبعه ويخالف ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! قالت : ان النبي صلى الله عليه وسلم أكد قبل وفاته في حجة الوداع ، بعد ان جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف ، أن الولاية لعلي ابن ابي طالب . قلت : التاريخ يخبرنا انه في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث لم يكن علي ابن ابي طالب مع الثورة ضد عثمان ، بل حاول دفعهم عن الثورة ضده وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة دولة الإسلام إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد الثائرين وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة ... اذا هو لم يطلب الولاية ولكنها طلبت منه !! قالت : لقد بدأ الصراع بين علي بن ابي طالب وبين الصحابة أمثال طلحة والزبير بن العوام ومعاوية ، وأعلن شيعة عثمان أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة سيدنا علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان وكان على رأس شيعة عثمان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج ومعركة النهروان ، قتل علي بن أبي طالب على يد أحد الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم اثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة . قلت : ليس هناك أدنى دليل على أن السيدة عائشة رضي الله عنها خرجت على إمامِ زمانها علي ابن ابي طالب ، أو أمرَت بالخروج عليه ، بل كانت تأمر بالبيعة لعليٍّ ، وإنما كان خروجها إلى البصرة للإصلاح بين المسلمين، لا للقتال، لكن حدثَت الفتنة التي طاشت بالجميع ... ثم إذا كانت عائشة رضي الله عنها خرجت لقتال عليٍّ فلماذا توجَّهَت إلى العراق؟! لقد كان عليٌّ بالمدينة وكان يمكنها أن تذهَب لتقاتله بالمدينة ، بدلًا من الذهاب للبصرة ، وهذا يؤكِّد أنها ما خرجَت للفتنة ؛ بل خرجت للإصلاح...وعندما وصلت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى البصرة استقبلَهم حكيم بن جبلة أحد الخوارج بالسيوف ، فحاربتهم عائشة رضي الله عنها ، وهذا يدلُّ على أن أصحاب الفتنة هم الخوارج قتَلة عثمان رضي الله عنه ، وليس عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم.... ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه قتل على يد احد الخوارج ولم يقتله الصحابة ولم تقتله السيدة عائشة رضي الله عنها التي لم يستثناها الله من كونها من أمهات المؤمنين في القرآن ويقول الله تعالى : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا " قالت : غير صحيح عائشة كانت تكره سيدنا علي بن ابي طالب. قلت : وماذا عن قول الله تعالى "وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "؟! ؛ ثم انه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه دعَت عائشة رضي الله عنها الناس أن يَلزموا بيعة علي رضي الله عنه...فعن عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعيِّ أنه سأل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل، وهي في الهودج، فقال: يا أم المؤمنين، إني أتيتُك عندما قُتل عثمان، فقلتُ: ما تأمريني؟ فقالت له: الزم عليًّا. قالت :لقد قتل يزيد بن معاوية الحسين ولم يتم الثأر للحسين. قلت : حكى ابن كثير أن يزيد بن معاوية لما جاءه خبر مقتل الحسين وأصحابه دَمَعْتَ عَيْنَاه وَقَالَ : " قَدْ كُنْتُ أَرْضَى مِنْ طَاعَتِكُمْ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ ، لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ وقصد عبيد الله بن زياد وقال : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي صَاحِبُهُ لَعَفَوْتُ عَنْهُ ، وَرَحِمَ اللَّهُ الْحُسَيْنَ " ؛ ثم ان الطريقة التي قتل به الحسين احدثت ثورات ضد حكم بني أمية منها ثورة أهل المدينة التي خرج فيها الصحابة وابناء الصحابة وقتل بها الآلاف. قالت : الحسين قتل ظلما وغدرا. قلت : يقول الله تعالى : "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون" قالت : وماذا عن ذنب قتل الحسين ؟ قلت : يقول الله تعالى : "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ". ،، كل هذه الأحداث السابقة لا دخل للأمة الإسلامية الحالية بها ، فالأمة الحالية لم تشارك بها ولم تشاهدها ولسنا متأكدين من تفاصيل احداثها التي دارت منذ زمن سحيق ومن اقترف على نفسه سوءا واذنب ذنب عظيم ، فحسابه عند الله ،، ؛؛ وإنما العقيدة الإسلامية لابد ان تظل واحدة لا يستحدث بها شيئا ؛ فعلي ابن ابي طالب لم يعبد إلا الله ولم يطع إلا رسول الله ولم يصلي إلا صلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يزكي إلا زكاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما يفعله أهل السنة أي الذين يتبعون سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛؛ [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;