» سادسة ابتدائي» السنة الحائرة.. الطائرة، مرة هى شهادة رسمية، وثانية ملغية ليحل الصف الخامس محلها شهادة رسمية، وأخيرا، هى سنة نقل عادية كغيرها من أخواتها السابقات. قرار الوزير طارق شوقى أمس، بإلغاء مسمى الشهادة الابتدائية، ليس حدثا جديدا، بل حديث يتكرر مع كل وزير منذ سنوات، تلميحا أو تصريحا، ولكن لم يجرؤ أيهم على فعلها، لكن شوقى «فعلها»، فمنذ تعيينه وزيرا للتربية والتعليم فى فبراير الماضى وهو عازم على تغيير نظام التعليم فى مصر، ونقله إلى مصاف الدول المتقدمة. قرار الإلغاء ربما يكون بردا وسلاما على الأسر المصرية، لتتخفف «نسبيا» من معاناة كل البيوت المصرية، و»همّ» الدروس الخصوصية، وتلتقط بعض أنفاسها فى ظل غلاء معيشى يعانى منه الجميع. « ساقط ابتدائية» أصبحت نسيا منسيا بعد هذا القرار، فلن يتباهى أحد بأنه حصل على شهادة ابتدائية تعفيه من مشقة الحصول على شهادة محو الأمية بديلا عنها، أصبح مطلوبا الحصول على شهادة مرحلة التعليم الأساسى كما كان قبل الثمانينيات. التخوف الآن، هو من إرباك المشهد التعليمى بأكمله، حيث تسببت قرارات سابقة خاصة بإلغاء هذه السنة «الصف السادس الابتدائي»، لتتأثر المرحلة التعليمية كلها، ثانوية عامة، وجامعات، ولنا فى سنة «الفراغ « خير دليل. فى عام 1981 صدر القانون رقم 139، بأن تكون مرحلة التعليم الأساسى تسع سنوات، ولكن منذ ذلك التاريخ قبل 36 سنة والعبث بالقانون، كان هو السمة الغالبة فيه، فبعد سبع سنوات على صدوره، قام الدكتور فتحى سرور، وزير التربية والتعليم وقتئذ (1986 1990) بإلغاء الصف السادس الابتدائى كشهادة، والحجة وقتها كانت «مراعاة للظروف الاقتصادية»، بينما وزير التعليم الحالى رأى أن الإلغاء بسبب إعداد الوزارة نظامًا جديدًا مبتكرًا للتعليم بالتوازى مع النظام الحالي، على أن يبدأ التطبيق فى سبتمبر 2018، وتخريج أول دفعة من هذا النظام فى 2030. عدد من الخبراء رأوا سابقا عند الحديث عن إلغاء سنة سادسة، أنها ستكون مدعاة للكسل والخمول، وأنه سيزيد من أعداد الأميين فى هذه الصفوف، وذلك كون الأسر تستعد لها استعدادا كبيرا، وتزداد مناسيب القلق لديها، مما ينعكس على التلاميذ، فيبدأون بأخذها بكثير من الجد والاجتهاد. التعليم فى مصر يحتاج «ثورة»، والثورة تحتاج إلى «شجعان» والشجعان يحكم عليهم التاريخ بعد ذلك: هل نجحوا أم أخفقوا؟، لننتظر التاريخ ليحكم هو.