منذ أن أعلنت كل من ( مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين) مقاطعة دولة قطر، ومطالبتها الدوحة بالتوقف عن دعم جماعات التطرف والإرهاب – تعددت جولات الوساطة من الكويت والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وتركيا فى محاولات دؤوبة لحل الأزمة القائمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. كما ستأتى إلي المنطقة لنفس السبب السيدة فيديريكا موجيريني الممثل الاعلى للشئون الامنية والخارجية فى الاتحاد الأوروبى، إضافة إلى الجولة الخليجية للرئيس التركى .. ومع ذلك مازالت الدوحة عند موقفها المتصلب بتهميش المطالب التى تقدمت بها تلك الدول الأربع كطريقة مثلى لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتجنيب المنطقة ودول التعاون الخليجى مخاطر تلك الظاهرة وجرائمها وتجنيب دول العالم كافة تلك المخاطر. فى هذا الخصوص يستدعى تطورات الأزمة مع قطر عدة تساؤلات من أهمها هل يعنى تعدد زيارات المسئولين من عدة دول فشل الوساطة الامريكية التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون بين دولة قطر والدول المقاطعة، وهل جاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسى للتغطية على فشل جهود نظيره الأمريكى، وما هى نتائج زيارة تيلرسون وجولاته المكوكية بين جدةوالدوحةوالكويت خاصة أن الرجل وقع مذكرة تفاهم مع حكومة دولة قطر ؟ واخيراً ماهى الأوراق التى تملكها دولة قطر للخروج من هذه الأزمة غير المسبوقة مع الدول الأربع التى اتخذت لأسباب مرتبطة بموقف وتصرفات الدوحة ودعمها لجماعات متطرفة عدة من الأخوان ، إلى الحوثيين مرورا بالقاعدة وداعش وتاييدها لإيران فى مواجهة دول الخليج والتدخل فى الشئون الداخلية لهذه الدول وزعزعة أمنها واستقرارها.وعقب إجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين جاء البيان الرباعى ، والذى تم التأكيد فيه على موقف الدول الأربع بإيقاف كافة أعمال التحرض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف والإلتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكل صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة والإمتناع عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجية عن القانون، والالتزام الكامل باتفاق الرياض عام 2013 والاتفاق التكميلى وآلياته التنفيذية عام 2014 فى اطار مجلس التعاون لدول الخليج العربى ،الالتزام بكل مخرجات القمة العربية الاسلامية الأمريكية التى عقدت فى الرياض فى مايو الماضى، وأكدت الدول الأربع أن دعم التطرف والإرهاب والتدخل فى الشئون الداخلية للدول ليس قضية تحتمل المساومات وأن المطالب التى قدمت لدولة قطر جاءت فى اطار القانون الدولى .وقد أحكمت الرباعية العربية قبضتها على إرهاب الدوحة.. بتمسكها بموقفها من الأزمة مع قطر.. إذ لم تدع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب « مصروالمملكة والإمارات والبحرين ».. فرصة للدوحة يتم من خلالها الدخول في تفاوض أو تسوية للأزمة، ما لم تتخذ قطر إجراءات ضرورية تسير في اتجاه القبول بأن تكون شريكاً في الحرب ضد الإرهاب.. ذلك ما أكده وزير الخارجية المصري سامح شكري في بروكسل إثر مباحثاته مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجرينى، حيث أبلغت مصر الاتحاد الأوروبي أن «الرباعية العربية» لن تقبل بحلول وسط في الأزمة. وقال شكري إن قطر يجب أن تقبل كل مطالب «الرباعية العربية»، مؤكداً أن الأمر غير قابل للحلول الوسط، وتابع: لا يمكن الوصول لحلول وسط بأي شكل من أشكال الإرهاب، ولا يمكننا التسوية أو الدخول في أي شكل من التفاوض، وحين تتخذ قطر الإجراءات الضرورية التي تسير في اتجاه القبول بأن تكون شريكاً في الحرب ضد الإرهاب، سيتم حل الأزمة، من جهتها جددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني دعوتها لعقد مباحثات لحل الأزمة الدبلوماسية، وقالت: نحن في أوروبا ننظر إلى هذا الأمر بوصفه حاجة ليس فقط لدولة واحدة ولكن لكل الدول، وأضافت أن الوساطة الكويتية يمكن وينبغي أن تبدأ كأمر عاجل.. لتخفيف التوتر الذى يقوض جهود مكافحة الإرهاب - على حد تعبيرها - وأوضحت أن أوروبا ستستمر في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع كل الدول المعنية بالأزمة غير المسبوقة في الخليج. على صعيد متصل ذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن الخطاب القطري الحالي مكابر وعالي الصوت ويفتقد إلى النفس الخليجي التقليدي، مبيناً أنه خطاب يفتقد الصراحة مع ماضيه وممارسته بل يريد أن يفرض تسويته بشروطه. الكاتب السعودى حمور ابو طالب يرى أن بيان الدول الأربع مساء يوم الاثنين الماضى الذى أعلنت فيه تصنيف تسعة كيانات وتسعة أفراد تضاف إلى قوائم الإرهاب لديها، يؤكد بشكل قاطع أن المسألة ليست كما تظن قطربأن موقفهاقد تحسن بإطالة أمد الأزمة وتوقيعها على مذكرة تفاهم شكلية مع أمريكا لمكافحة الإرهاب أعتقدت أنها كفيلة بانتشالها من الورطة كونها قد تمثل ورقة ضغط على دول المقاطعة لتليين موقفها ومراجعة مطالبها، لكن الدول الأربع وجهت صفعة جديدة للسياسة القطرية تفضح المزيد من شرورها وجرائمها بإعلان القائمة الإرهابية الجديدة التى تمولها وتحركها قطر، والتأكيد بأن كل ما تدعى قطر أنها قامت به لا يعطيها أى مصداقية فى مزاعمها بأنها تكافح الإرهاب ، بل يؤكد أنها أدمنت رعايته بكل ما لديها وتصر على توظيفه لإلحاق الأذى بالآخرين فى محيطها. ولاشك فى أن الاجتماع الوزاري الرباعي لوزراء خارجية مصروالسعودية والإمارات والبحرين الذي انعقد فى المنامة، سوف يستكمل الاجتماع الوزاري بين الدول الأربع، الذي تم عقده في القاهرة مطلع شهر يوليو الحالى للتشاور بشأن التطورات في الأزمة مع قطر وموقفهم من المقاطعة.