لا افهم كثيرا في كرة القدم أكثر مما يعرفه المشجعون ولم اذهب إلى المدرجات إلا في مباراة واحدة كانت بين الفريق المصرى وشقيقه السودانى في الخرطوم وبعد خمس دقائق من بدء المباراة اصطدم لاعبان من الفريق السودانى في بعضهما وثار الجمهور وأوقف الحكم اللعب وانتهت المباراة نهاية مؤسفة كان هذا أخر عهدى بكرة القدم في المدرجات وكان لى صديق طبيب شهير بل كان عميدا لإحدى كليات الطب وكان يفضل إلا يرى المباريات إلا في مدرجات الدرجة الثالثة وذات يوم أحرز الأهلى هدفا فقام يعانق شخصا يجلس بجواره واكتشف انه احد تلاميذه في الكلية.. من البداية اعترف ليس لى في كرة القدم ولكن هناك ظاهرة تزعجنى تحدث الآن في كل الأندية المصرية وهى عرض أفضل لاعبيها للبيع لقد جمعت الأندية أموالا كثيرة وملأت خزائنها من تجارة نجوم الكرة ولكن لابد أن نعترف أن ذلك قد ترك أثرا سيئا على مستوى كرة القدم في مصر من حيث النتائج والمسابقات التى تشارك فيها ومنها تصفيات كأس العالم والقارة الأفريقية إن النجوم المصرية التى تتألق الآن في الأندية الأجنبية والعربية تحقق لمصر شهرة واسعة ولكن لا شك أن الحصول على المراكز المتقدمة سيحقق لنا انتصارات اكبر.. كلما ظهر لاعب واعد اتجهت إليه الأنظار رغم انه يمثل أملاً ليس لناديه فقط ولكن للرياضة في مصر.. منذ سنوات فتحت الدولة أبواب الإعارات الخارجية في كل الوظائف ويومها خرج أفضل ما كان لدينا من أساتذة الجامعات والمدرسين والأطباء والقضاة وحتى السينما انتقلت إلى بيروت وذهبت المسلسلات إلى استوديوهات الخليج وهنا كان من السهل أن يتراجع مستوى التعليم والصحة والفنون.. أحيانا تكون الموهبة اغلى من اى ثمن حتى لو كان أموال الدنيا ولا ينبغى أن تجرى الأندية المصرية وراء المال وتبيع أفضل مواهبها الرياضية.. إن الوطن أحق بمواهبه ونجومه في كل شىء وليس فى الرياضة أو كرة القدم وحدها إن مصر الآن هى الأحق بأن نبقى فيها نعيد بناءها لتكون بالفعل أم الدنيا وسوف تكون. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;