جلال الشرقاوى عاشق من عشاق المسرح الكبار صنع لنفسه تاريخا قدم فيه مئات المسرحيات وعشرات النجوم وظل وفيا مخلصا لرسالة الفن الذى وهبه حياته.. خاض جلال الشرقاوى معارك كثيرة وهو يدافع عن شطط المؤلفين وحماقات أجهزة الرقابة الحكومية فى كل العصور وتعرض لأزمات مالية كثيرة وهو يقدم مسرحياته ورغم هذا كان لديه استعداد لأن يبيع كل ما لديه ليبقى مسرح الفن مضيئا. وجلال الشرقاوى ليس فنانا مبدعا فقط ولكنه مثقف من طراز رفيع كانت له معركة صعبة مع مؤسسات الدولة حين أراد البعض إزالة مسرحه الذى انفق عليه سنوات عمره وأمام إصراره فشلت المحاولة.. قدم جلال الشرقاوى عشرات المسرحيات الساخرة التى حركت مياها كثيرة راكدة فى الساحة الفنية فى مصر والعالم العربى ومع كل مسرحية كان يقدم نجما او نجمة جديدة وكان يلتقط المواهب الواعدة من بين آلاف الطلاب الذين تخرجوا على يديه من أكاديمية الفنون.. ومازال حتى الآن يحارب من اجل ان تبقى للفن الجميل قيمته ودوره فى حياة المصريين.. تعاونت مع جلال الشرقاوى واقتربنا كثيرا ونحن نقدم مسرحية الخديو بطولة القديرة سميحة أيوب والرائع محمود ياسين واهتزت أركان الدنيا بسبب المسرحية ثم توقف عرضها بعد مائة ليلة من العرض فى صقيع مسرح البالون وشتاء لياليه وانتهت ليالى المسرحية ودخلت مخازن وزارة الثقافة بعد أن حكموا عليها بالسجن 18 عاما وحين جاء عماد ابو غازى وزيرا للثقافة أفرج عنها ليراها الجمهور بعد عشرين عاما وكأنها لم تكن مسرحية ولكنها كانت قراءة للمستقبل بكل أحداثه وشخوصه.. فى تجربتنا الثانية مع هولاكو وهى الآن فى خطة المسرح القومى كان جلال الشرقاوى حزينا لأن المسلسلات لم تترك للمسرح مساحة لدى الفنانين الكبار ولأن المسرح الشعرى يحتاج إلى نجوم يعشقون لغتهم العربية ولأن المال يحكم الآن كل شىء ولأن جلال الشرقاوى عاشق للمسرح اختار عددا من تلاميذه فى أكاديمية الفنون وقرر ان يقدم بهم مسرحية "عازب فى شهر العسل" على مسرح الفن.. لن يتغير الفنان المتمرد فى جلال الشرقاوى حتى لو اختلت موازين كل شىء. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;