أكد د. حسن الببلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أن الأطفال يشكلون أكثر من40% من التركيبة السكانية في بلادنا العربية, ومستقبل الأمة العربية كامن في مدي رعايتها ودعمها لتنمية الطفل العربي, وذلك في ظل واقع مقلق للطفل العربي تعكسها الأرقام والممارسات.v وذلك من خلال الفقر المنتشر بصورة كبيرة وعدم المساواة في مجتمع مع تزايد احتمالات انحراف الأطفال, وتزايد مخاطر استغلالهم, ويمكن النظر إلي مشاكل الأطفال من رؤي قانونية بما يعرف بالأحداث المنحرفين والمشردين والمتسولين والذين يقومون بأعمال هامشية يتم الحكم عليها وفق النظرة العامة للمجتمع, حيث توجد معايير اجتماعية كالأعراف والعادات والتقاليد, هذا بالإضافة إلي أوضاع الأطفال في الحروب لأنهم ضحايا مرتين مرة ضحية العنف المسلح وهي القضية الأشد قلقلا, حيث تجري الحروب بوقود من أطفالها عبر استغلالهم وتسليحهم ودفعهم للتعصب والاقتتال والموت تاليا, أو هم ضحايا عنف الكبار وهم من الأقل قدرة علي توفير السلامة لأنفسهم, وأكبر مثال علي ذلك ما يتعرض له الطفل الفلسطيني والسوري والعراقي, جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أثناء انعقاد منتدي المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع الذي بدأت فعاليته هذا الأسبوع في القاهرة والذي جري من خلاله مناقشة دراسة عربية شاملة تم إجراؤها في9 دول عربية حول ممارسات الطفل العربي لحقه في المشاركة, وعرض فيلم تسجيلي لممارسات الأطفال في أربع دول عربية يهدف إلي إلقاء الضوء علي مدي مشاركة الأطفال العرب في إطار الثقافة العربية, هذا بالإضافة الي عقد منتدي الطفل العربي للفئة العمرية من9-14 عاما وأضاف أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أن الفكرة المحورية للمنتدي تدور حول مبدأ حق المشاركة للطفل العربي وأن رسالته إنما تنشر وتؤازر نموذجا جديدا في تنشئة الطفل, ومساعدته في أن يصنع حياته و يعيشها بالكامل بحيث تتحقق له كل صور النمو الجسدي والعقلي والوجداني والنفسي, ويعتمد هذا النموذج للتنشئة علي تصورات ومبادئ جديدة, لا تعتمد علي الإملاء والشدة, بل تعتمد علي التعلم الحر النشط والمشاركة الجادة والفعالة, كما يعتمد هذا النموذج أيضا علي المرونة وتشجيع المبادرات, والتفاعل الطلق, والتعلم عبر المشاركة, وقبول حق الاختلاف, والإقرار بالتعددية والتنوع, وذلك عبر علاقة تقوم علي عدم التمييز بين الأطفال, وأن مصلحة الطفل تعلو علي جميع المصالح, واحترام حق التواد بين الآباء والأطفال بحيث يؤدي التأثير الذي يمارسه الآباء دورا إيجابيا في عملية التنشئة.. وقد شهد المنتدي عدة جلسات وورش عمل في مجالات مشاركة الطفل في الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع, والإشكاليات التي تواجه مشاركة الطفل عربيا ودوليا, إلي جانب استعراض بعض التجارب العربية في مجال مشاركة الطفل, والتعرف علي رؤية الأطفال أنفسهم لمفهوم المشاركة كحق وممارسة. يجدر الإشارة إلي أن فعاليات هذا المنتدي تمت تحت شعار الحق في المشاركة: المشاركة تعني الحماية, بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية ووزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية المجلس الأعلي للطفولة, وحضره عدد من الشخصيات العامة والفكرية والثقافية, إلي جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة من مختلف الدول العربية. علي جانب آخر سوف يتم إطلاق الشبكة العربية لمشاركة الأطفال, وتدشين الموقع الإلكتروني للمنتدي سوا أون لاين.