رغم محاولات الالتفاف والمناورة والمراوغة من جانب الحكومة القطرية بشأن المطالب الثلاثة عشر للدول الأربع التى قاطعت الدوحة، وهى مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، فإن الأمر أبسط من اللف والدوران، وتتعلق القضية بمطلب أساسى ومشروع، وهو أن على الدوحة أن تتوقف عن دعمها الإرهاب وتنظيماته التى تهدد عمق النظام العربي، وتستهدف القضاء على الدولة الوطنية العربية ومؤسساتها وجيوشها. ويخطئ من يتصور أن الصراع الآن بين هذه الدول الأربع ودولة قطر هو صراع بين أشخاص أو يستهدف الثأر والعقاب، بل هو فى الحقيقة صراع وجود، حيث بات واضحا للجميع الآن أن نظام الدوحة يتعامل مع أذرع خارجية هدفها القضاء على ما تبقى من الدول العربية لتنضم إلى حبات السبحة العربية التى انفرطت. وليس تعاون النظام الحاكم فى قطر مع كل من إيران وتركيا إلا برهانا على تلك الأجندة الخبيثة. ومعلوم للجميع أن كلا من طهران وأنقرة لهما مطامع ومطامح فى الإقليم العربي، وتستخدمان قطر كمخلب قط لتحقيق هذه المطامع، وطبعا من الغباء تصور أن دولا عريقة مثل مصر أو السعودية أو الإمارات أو البحرين، يمكن أن تترك نفسها فريسة لولاية الفقيه أو لأحلام أردوغان لإعادة الخلافة العثمانية!. والرسالة التى أراد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع أمس بالقاهرة إيصالها، لوضع النقاط فوق الحروف، هى رسالة واضحة لا لبس فيها تتلخص فى كلمات بسيطة إذا أرادت الدوحة أن تبقى كجزء من المنظومة الخليجية والعربية فعليها السعى للحفاظ على هذه المنظومة، وليس السعى إلى هدمها وتفريقها، والحقيقة أن السبيل أمام قطر هو الاستجابة لتلك المطالب المشروعة التى تتمحور كلها حول مطلب رئيسى هو: يا قطر أوقفى مساندتك لتنظيمات الإرهاب إن أنت أردت أن تبقى واحدة منا، فهل فى هذا المطلب ظلم أو تجنى أو تجاوز ضد قطر؟. الشعوب العربية تعانى ويلات الإرهاب وسعيه إلى التخريب والذبح والحرق وقتل الآمنين فإلى متى سيبقى التسامح والغفران مع ممولى الإرهاب؟.. هل ننتظر حتى يسقط العرب جميعا فى مصيدة التمزق والتفكك والتفتيت؟ مستحيل.. ولذلك، فإن على الدوحة أن تدرك أنها لم يعد أمامها وقت للمماطلة أو التسويف. لمزيد من مقالات رأى الاهرام