من المؤكد أنه لا توجد ثورة او حركة إصلاحية عبر التاريخ لم يكن لها أعداء ولم تتعرض لحرب مضادة ولكن الأكثر تأكيدا هو أن الحرب المضادة التي تعرضت لها ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو 2013 هي الأكبر والأخطر علي الإطلاق، حيث تم تجنيد إمكانيات مالية وتقنية وفكرية لم تتوافر من قبل لمهاجمتها وإسقاطها ومعاقبة كل من شارك فيها أو أيدها، ناهيك عمن حملوا رؤوسهم علي أكفهم لمواجهة الخطر الاخواني الهمجي الذي كان يزحف سريعا علي أرض الكنانة أملا في يكون جسدها المعبر الذي يمر عليه لالتهام بقية دول المنطقة لتحقيق حلم المرشد الأول والمؤسس حسن البنا بإعادة الخلافة الإسلامية لكن بالعقيدة الإخوانية الجديدة. الغريب أن من جند كل قوى الشر لإسقاط الثلاثين من يونيو لم تكن الولاياتالمتحدة أو أوروبا أو حتي روسيا، كما كانوا يفعلون دائما مع الثورات والحركات الإصلاحية التي يخشون منها، ولكنها قطر تلك الدويلة العربية الصغيرة التي لا تربطها حدود مشتركة بمصر ولا تنافسها مصر في أي شيء، ولن تتضرر بأي صورة من ثورة المصريين على نظامهم الاخوانى، لأنها لا ترتبط فعليا بجماعة الإخوان، وكثيرا من تفاخر قادتها بأنهم أصل الوهابية، ولكن الحقد القطري على «أم الدنيا» ورغبتها فى إضعافها وتفكيكها على أمل أن تتولي في يوم من الأيام ومن خلال المؤامرات على بقية الدول العربية الكبرى، مثل المملكة العربية السعودية وقبلها العراق وسوريا قيادة الأمة العربية جعلها تجند كل إمكانياتها المالية اللا محدودة لشراء كل الوسائل التي تمكنها من إسقاط الدولة المصرية الجديدة التي بدأت في التشكل من رحم ثورة الثلاثين من يونيو. وكانت بداية الحروب القطرية الضروس لإسقاط ثورة المصريين هي تجنيد شبكة قنوات الجزيرة، خصوصا الجزيرة مباشر مصر ومعها الصحف القطرية والصحف الممولة من قطر ومرتزقة الإعلام العربي والدولي لمهاجمة الثورة في مهدها وتأليب الشعب المصري، خاصة البسطاء منه علي الثورة بالزعم أنها جاءت لإبعاد مصر عن دينها الحنيف وإلقائها في أحضان إسرائيل والصهيونية العالمية وقد استعانت قطر بمراكز بحثية عالمية تقوم بتمويلها سواء بشكل جزئي أو كلي أو على الأقل تستأجر بعض الباحثين فيها من أجل تشويه صورة الثورة المصرية والإساءة لرموزها، لأن المثقفين بشكل خاص يحتاجون إلى مراكز علمية موثوقة لكي تساعدهم في تقييمهم للأوضاع في أي قضية كانت ومن هذه المراكز والمؤسسات البحثية التي جندتها قطر لمحو الثلاثين من يونيو من خريطة الثورات الوطنية مركز بروكنجز ومركز تشاتم هاوس ومركز السلام الأمريكي ومركز الجزيرة للدراسات ومركز الدراسات الإقليمية والدولية بقطر ومنظمة المرصد الاستراتيجية في بريطانيا ومؤسسة رشد في ألمانيا ومنظمة رايتس رادار ومؤسسة توكل كرمان الدولية ومنظمة سوليا للتواصل الثقافى والاجتماعى. واستأجرت قطر خدمات بعض أشهر الإعلاميين العرب والأجانب لضرب ثورة الثلاثين من يونيو ومن هؤلاء داعية القومية العربي صاحب الجنسية الإسرائيلية الدكتور عزمي بشارة المستشار السياسي لأمير قطر والمدان سابقا بالعمل لصالح حزب الله اللبناني والإعلاميين الفلسطينيين الكارهين لمصر ورموز قناة الجزيرة وضاح خنفر وجمال ريان وعبد الباري عطوان والإخواني المصري أحمد منصور وزميله أنس فودة والفلسطيني الأصل جمال بيسيسو والأردني الفلسطيني المتفرغ للدفاع عن حماس والإخوان ياسر الزعاترة وزميله ياسر أبو هلالة ومعهم بعض الهاربين من مصر مثل معتز مطر و محمد ناصر ووائل قنديل علاوة علي غانم الدوسرى وناصر الدويلة وياسين التميمى أصحاب المواقف المفضوحة في الدفاع عن الاخوان وحماس ناهيك عن مجموعة من الصحفيين الاجانب المشهورين بإثارة الجدل والإدعاء بانهم مدافعون عن القضايا العربية بينما هم يعملون دائما لمن يدفع أكثر من الحكام العرب وخاصة القطريين ومنهم جونثان باول وديفيد هيرست وروبرت فيسك. وعلاوة على تجنيد شبكة قنوات الجزيرة والصحف والمواقع القطرية كالراية والشرق والوطن القطرية والعرب ووكالة أنباء قطر استخدمت الدوحة ومولت وأسست مواقع وصحف ومحطات تليفزيون كل هدفها ضرب الثورة المصرية ومنها مواقع حسم والحرية بوست وبوابة القاهرة والشعب وحماس أون لاين وهافينجتون بوست والعربى الجديد وعربى 21. واتبعت الصحف والمواقع والفضائيات والكتائب الإليكترونية المدعومة من الدوحة سياسة النشر، ثم إثارة رد الفعل، كطريقة لتدوير الأخبار والمعلومات المغلوطة والمفبركة، حتى تصبح مادة للتداول وتجد من يلتقطها، لكى تصبح وكأنها حقائق، كما اتخذت بعضها من تركيا ولبنان وبريطانيا مراكز بث لكي تزيد من مصداقيتها ويبدو وكان العالم يرفض ثورة الثلاثين من يونيو. أما الوسيلة الأخطر لضرب مصر فتمثلت في صحيفة الجارديان البريطانية التي استغلت قطر اسمها واشترتها لكي تستفيد بمصداقيتها في تدمير الدولة المصرية. ونظرا للضغوط العربية علي قناة الجزيرة وفقدان الكثير من مصداقيتها فقد عمدت قطر إلي تأسيس شبكة التليفزيون العربي الجديد وهو عبارة عن قناة تليفزيونية وموقع الكتروني وصحيفة باسم «العربي الجديد»، وقد انطلقت من لندن عام 2014 علي يد عزمى بشارة. وحولت قطر قناة الحوار الفضائية بلندن والموجودة من عام 2006 من دورها الأصلي وهو التواصل مع الجالية العربية فى أوروبا، إلي ان تصبح “الوسيط الإعلامي الأهم للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين . ومن بين أبواق قطر الإعلامية الأجنبية المعروفة ضد مصر يأتي في الصدارة الصحفي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست، والذي كان في يوم ما جنديا في جيش الإحتلال البريطاني في مصر، ولم يترك المنطقة بعدها بل عمل صحفيا متخصصا في شئونها واكتسب في البداية مصداقية عالية لدفاعه عن قضاياها إلى أن تحول لأداة في يد المال القطري ويعتمد فى كتابة مقالاته على نشر معلومات خاطئة وتوقعات مستقبلية غير صحيحة عن السياسة والأقتصاد المصريين وسرعان ما تترجم مقالاته إلى العربية، لنشرها فى مواقع كثيرة . وهناك أيضا روبرت فيسك مراسل الاندبندنت البريطانية في المنطقة لأكثر من 30 عاما وفى أقل من شهر نشر فيسك بتحريض وتمويل قطري 4 مقالات تحريضية ضد مصر من بينها مقال يهاجم بابا الفاتيكان لزيارته القاهرة، حيث حاول تشويه الزيارة، زاعمًا أن وجود البابا فى مصر لا يعنى أن هذا البلد آمن، كما نشر مقالا آخر هاجم فيه دعم القبائل السيناوية للجيش المصرى فى الحرب ضد تنظيم بيت المقدس بسيناء. أما أخطر الإعلاميين علي الإطلاق في حرب الظل التي تشنها قطر ضد مصر فهو عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمى بشارة، وهو مسيحي فلسطيني من عرب 48، ادعي في البداية تبني الفكر القومي ولكنه استقر في الدوحة وأصبح مستشارا سياسيا لأميرها، بعد تنازله عن عضوية الكنيست الإسرائيلي طواعية عقب اكتشاف الإسرائيليين تلقيه تمويلا من حزب الله اللبناني العميل لإيران. ورغم ضخ كل هذه الإمكانيات غير المسبوقة في تاريخ حروب الجيل الخامس وضخ الدوحة لمليارات الدولارات إلا أنها فشلت في شق صف المصريين وجعلهم ينقلبون على ثورتهم وعلى قادتهم، حيث وقفت مصر لهم بالمرصاد، وتمكنت من قطع الذراع الإعلامي الأخطبوطي للقطريين رغم تكلفته الهائلة، ولكن يبقي مع ذلك أنه يجب محاسبة قطر علي جرائمها في حق المصريين.