وسط أجواء دولية وإقليمية ساخنة جاءت فعاليات قمة الطيران العالمى والدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للاتحاد الدولى للنقل الجوى «أياتا» والتى شهدتها مدينة «كانكون» بالمكسيك خلال الشهر الحالى وكان «الاهرام» هناك وشارك فى القمة نحو ألف من رؤساء وممثلى شركات الطيران العالمية والمنظمات الدولية وشركات صناعة وتكنولوجيا الطائرات. وفى مقدمة الأحداث الساخنة جاءت أزمة قطر، والتى فرضت نفسها عشية الاجتماعات، وكان لها النصيب الأكبر حتى فى المناقشات الودية «بين المشاركين... أيضا قرار «حظر الأجهزة الإلكترونية» داخل الطائرات المتجهة من بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أمريكا وبريطانيا، وكذلك الانسحاب الأمريكى من اتفاقية باريس للمناخ ومشكلة تأخر تحويل فوائض ايرادات شركات الطيران العاملة فى بعض الدول، وهى المشكلة التى نجحت مصر فى حلها تماما، وهو ما كان محل إشادة من الاتحاد الدولى بالحكومة المصرية... وإلى جانب هذه الأحداث الساخنة شكلت قضية السلامة الجوية والتهديدات الأمنية التى تواجهها صناعة الطيران محورا رئيسا فى مناقشات الوفود المشاركة فى المؤتمر العالمى، حيث حذر الاتحاد الدولى للنقل الجوى من خطورة هذه التهديدات مطالبا بضرورة تعاون الحكومات مع شركات الطيران لمواجهة التحديات الأمنية. وفى كلمته خلال افتتاح المؤتمر قال الكسندر دو جونياك رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى إن الحكومات تتحمل مسئولية ضمان أمن وسلامة الطيران، ولكن لشركات الطيران دور كبير فى ذلك إذ تعتبر سلامة وأمن المسافرين على رأس الأولويات، ولدى شركات الطيران خبرات تشغيلية يمكنها من خلال مساعدة الحكومات، وتحقيق قدر أكبر من التعاون وتقديم حلول أفضل. وعن حظر الأجهزة الإلكترونية الكبيرة المحمولة داخل الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة على الرحلات الجوية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طالبت الاياتا بضرورة البحث عن بدائل ... وبهذا الصدد قال دو جونياك ينبغى علينا الثقة بصحة المعلومات الاستخبارية التى دعمت قرارات المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية بحظر الأجهزة الالكترونية الكبيرة المحمولة فى الرحلات الجوية المقبلة من مطارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكننا بحاجة لفهم صحيح للجانب الأمنى الذى تقوله أمريكا وبريطانيا لكسب ثقة القطاع والمسافرين.. وأضاف إننا نعلم أن هناك مسئولية للحكومات تتمثل فى حماية الأمن والتأكد من التدابير التى تتخذها، ولكن ذلك ليس هو الحال مع الحظر الحالى للأجهزة الالكترونية المحمولة، وينبغى أن يتغير ذلك حالا، ودعا الاتحاد الدولى للنقل الجوى حكومات الدول المعنية لايجاد بدائل لخطة الحظر الحالية بعد أن شهدت حركة الطيران بالمنطقة تراجعا فى ابريل الماضى بسبب هذا الحظر. وتعليقا على انتهاء مشكلة تحويل فوائض شركات الطيران الأجنبية فى مصر قال صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، والذى شارك فى فعاليات الدورة الثالثة والسبعين للاياتا إن اشادة الجمعية العامة للاياتا تعد نجاحا للجهود التى بذلتها وزارة الطيران المدنى بالتنسيق مع البنك المركزى المصرى لحل مشكلة فوائض الإيرادات للشركات العاملة فى مصر وتدعم ثقة مجتمع الطيران الدولى فى منظومة النقل الجوى... وتقديرا لدور مصر فى مجال الطيران فقد تم انتخاب مسلم عضوا بلجنة التسمية بالأياتا إلى جانب عضويته بمجلس المحافظين. وكشف الاتحاد الدولى للنقل الجوى عن قوة أداء قطاع الطيران العالمى فى مجال السلامة والاستدامة والربحية على الرغم مما يواجهه من تهديدات «التدابير الحمائية» التى تنفذها بعض الحكومات، مشيرا إلى أن القطاع يواجه الآن رياحا معاكسة من أولئك الذين ينكرون فوائد العولمة، ويحاولون دفعه باتجاه الحمائية، وهذا تهديد للقطاع، وينبغى الحرص على مكاسب الطيران للأجيال المقبلة. وفيما يتعلق بأداء السلامة مازال الطيران وسيلة السفر الأكثر أمانا، وتحققت أبرز إنجازات أداء السلامة فى إفريقيا، حيث لم تشهد المنطقة أية خسائر فى الطائرات العام الماضى، وأعرب رئيس أياتا عن قلقه إزاء عدم امتثال الدول بالتزاماتها للتحقيق فى الحوادث الجوية بشكل كامل، وينبغى أن تبذل الحكومات جهودا أكبر فى الوصول إلى أسباب الحوادث لتلافيها مستقبلا. وعن خطة خفض انبعاثات الكربون فى مجال الطيران قال دو جونياك إن هناك 70دولة وافقت طوعا على المشاركة فى خطة خفض صافى الانبعاثات من الطائرات فى عام 2020، إلى «نصف» ما كانت عليه فى عام 2005، مشيرا إلى أن نجاح هذه الخطة لن يتأثر بالقرار الأمريكى بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. وفيما يتعلق بالبنية التحتية للطيران أوضح رئيس الاياتا أن هناك أزمة تلوح فى الأفق، وبالكاد تستطيع البنية التحتية فى كثير من دول العالم التعامل مع حركة السفر الآن، ولا تمتلك خطط التنمية الطموح الكافية لاستيعاب 7.2 مليار راكب متوقعين فى غضون 20عاما، وتنتشر الاختناقات وأوجه القصور فى المطارات وخدمات الملاحة الجوية فى العالم.