هي صحابية من السابقين الأولين في الإسلام، وهي ابنة أبي بكر الصديق، وأخت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وكانت أسنَّ من عائشة ببضع عشرة سنة، وهي أم عبد الله بن الزبير الذي بويع له بالخلافة، وكان أول مولود للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة، ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل. كانت تلقب بذات النطاقين، لأنها هيأت لرسول الله صلي الله عليه وسلم لما أراد الهجرة سفرة فاحتاجت إلى ما تشدها به، فشقت خمارها نصفين، فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا. وتزوجت الزبير بن العوام بن خويلد ابن عمة رسول الله صفية بنت عبد المطلب، ذلك الشاب القرشي الفارس الشجاع وأحد السابقين إلى الإسلام والذي بشره رسول الله بالجنة مع تسعة آخرين عرفوا جميعًا بالعشرة المبشرين بالجنة، وهاجرت معه وهي حامل بعبد الله إلى المدينةالمنورة، ولدت أسماء خمسة أولاد هم: عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن: خديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة. وكانت أسماءُ سخية النفس وكانت تقول: يا بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل. وشهدت معركة اليرموك مع ابنها وزوجها, وعاشت إلى أن وَلي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وصارت كفيفة، وماتت وقد بلغت مائة سنة، وهي آخر المهاجرات وفاةً. روت أسماء عن النبي 56 حديثًا، منها 22 في الصحيحين، وحدث عنها ابناها, وعبد الله بن عباس وآخرون. ومن مواقفها الحكيمة انه لما قتل الحجاج الثقفى ابنها ابن الزبير صلبه، وأرسل إلى أمه أسماء أن تأتيه، فأبت، فأتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك. والموقف الثانى هو عندما زارتها والدتها قتيلة بنت عبد العزى وكان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية ومعها هدايا لأسماء - فأبت أن تقبل هديتها، وأرسلت إلى عائشة: سلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: “ لتدخلها وتقبل هديتها “. وهذا درس عظيم في الرد على المتشددين، في محاربة وعداوة أهل الكتاب المسالمين.