فى شهر الصوم يتجلى المشهد الدينى الرائع فى مصر من روحانيات فى قاهرة المعز التى تكتظ مساجدها بآلاف المصلين فى الصلوات الخمس والتراويح والتهجد لإدراك ليلة القدر وما تبقى من أيام العتق من النار. ومن أبرز المساجد التى تزينت لاستقبال المصلين فى ليلة القدر وصلاة العيد جامع عمرو بن العاص، والذى يعد اللبنة الإسلامية الأولى فى مصر، ونظرا لدوره التاريخى فى الماضى والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضارى فى مناحى الحياة بمصر، ويشهد المسجد توافد المئات من المعتكفين الذين حضروا بأمتعتهم تاركين همومهم للجوء إلى الله فى العشر الأواخر من شهر رمضان. ويحرص المصريون على أداء صلاة التراويح فى مسجد عمرو بن العاص، بسبب البعد التاريخى الإسلامي للمسجد، ولما له من طابع خاص بين كل المساجد. ويزدحم المسجد بالمصلين والمعتكفين في العشر الأواخر، ليصل عددهم مئات الآلاف، وفي ليلة القدر يصل عدد المصلين نحو مليون شخص، ويحرصون علي اصطحاب أبنائهم، لتدريبهم علي الطاعة والعبادة وحضور مجالس العلم وقراءة القرآن الكريم، حيث يجدون الراحة والسكينة، كما يجدون الوسطية والاعتدال، من خلال أئمة ودعاة الأوقاف. شنط رمضانية وقد استعدت إدارة المسجد بشكل متميز هذا العام، لاستقبال المعتكفين وإحياء ليلة القدر وصلاة العيد، وقال مخلص الخطيب، مدير عام المتابعة الفنية لمكتب وزير الأوقاف وعضو مجلس الإدارة ومقرر لجنة الزكاة بالمسجد، إن الأيام الماضية من شهر رمضان، شهدت نشاطا دعويا متميزا في الدروس الدينية والتراويح، بمشاركة نخبة من الدعاة والعلماء. كما قامت لجنة الزكاة بتوزيع الشنط الرمضانية العينية علي 1500 حالة مسجلة لديها، وهذه الشنط تتكون من السلع الغذائية الضرورية التي يحتاجها الفقراء والأيتام، وتستقبل اللجنة الزكاة والتبرعات العينية والنقدية من رواد المسجد لتوزيعها علي الفقراء والمساكين والمحتاجين، كما تقوم اللجنة بتوزيع زكاة الفطر ليلة العيد، بالإضافة لتوزيع كل ما يصل لها من ملابس العيد، وكل ذلك بموجب المستندات اللازمة، مؤكدا أن هناك استعدادات لرعاية الفقراء والمحتاجين، الذين يقصدون مسجد عمرو بن العاص، وخصوصا في العشر الأواخر من رمضان، واللجنة ستقوم بتوفير كل أوجه الرعاية لهم. وحول الاستعدادات لاستقبال المعتكفين، أوضح الخطيب أن المسجد يقدم كل أوجه الرعاية للمعتكفين، وفقا للضوابط التي حددتها وزارة الأوقاف، حيث إن مسجد عمر بن العاص من أكبر المساجد علي مستوي الجمهورية، التي يتم فيها الاعتكاف بأعداد كبيرة جدا، وتم إعداد خيمة كبيرة في الرواق الجنوبي للمعتكفين، وتقوم اللجنة بتوفير كل ما يلزم المعتكفين لتهيئة الجو المناسب لهم، ليتم الاعتكاف في سهولة ويسر . الاستعداد لليلة القدر وأضاف: إنه تم الاستعداد لليلة القدر، لأن عدد المصلين في هذه الليلة يصل لنحو مليون شخص، وسيتم فرش الساحات المحيطة بالمسجد، وذلك حتى يكون هناك مكان لكل رواد المسجد، وكذلك تم الاستعداد بشكل جيد لصلاة العيد، وسيتم فرش الساحات الخارجة، كما سيتم توزيع ملابس العيد علي الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل وذوي الحاجات. مليون مصل وأضاف : إن العدد المتوقع للمصلين فى ليلة القدر نحو مليون مصل وتم فرش شارع مسجد عمرو بن العاص بداية من محطة مترو مارى جرجس وحتى نفق الملك الصالح، فالمسجد يسع لأكثر من عشرة آلاف مصل، وبداية من ليلة 20 رمضان استقبلنا المعتكفين حتى بلغ عددهم 1000 معتكف تقريبا، ويتم توزيع وجبات ساخنة لإفطارهم يوميا خلال عشرة أيام وذلك عن طريق تطوع أحد رجال الأعمال بالمنطقة، ويتم توزيع عدد من 400 إلى 500 وجبة سحور على المصلين من وجبات الفول والزبادى والجبن والبيض وذلك من تبرعات أهل المنطقة، والإفطار فى المسجد فى العشر الأواخر عبارة عن وجبة ساخنة وتحتوى على نصف دجاجة مشوية وأرز وخبز، وهى تأتى من أحد المحل المشهورة بالمنيل، وليلة القدر يتم توزيع أكثر من ألف وجبة. استعدادات العيد وأضاف: إنه من المتوقع حضور نحو مليون مصل فى العيد، ويقوم مجلس الإدارة بفرش الساحات الخارجية وحتى ميدان النفق الشرقى ومحطة مترو مار جرجس لاستقبال المصلين ويتم توزيع الحلوى والبالونات على الأطفال المسلمين يوم العيد، أما ليلة العيد فيتم توزيع ملابس العيد على الأيتام والفقراء، ولدينا 1500 حالة يتم فحصها جيدا ولا يحصل على هذه الزكوات والملابس إلا من يكون أهلا لها بالفعل، وذلك عن طريق الباحثين الاجتماعيين الذين يقومون ببحث هذه الحالات ميدانيا وعلى الطبيعة، ويستشعر المصلون الاحتفال بفرحة العيد وبهجته فى مسجد عمرو بن العاص.