تعمد الهجران و الخصام ممنوع شرعا كما جاء فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذى يبدأ بالسلام» والخصام الذى يسبب عدم المغفرة من الله تعالى هو أَلَدُّ الْخِصَامِ المؤدى للعداوة والتباغض، يقول تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ» (البقرة: 204). والإنسان مخلوق اجتماعى لا يستطيع أن يعيش وحيدا ففى حياة كل واحد منا أهله وأقاربه وأصدقاؤه وجيرانه ومن يتعامل معهم وكل فئة منهم لها درجة من العلاقات بالسلام والطمأنينة والحب والمودة التى تجعل الأداء الوظيفى للجهاز العصبى وجميع أعضاء الجسم على درجة عالية من الانضباط والسلامة. والخصام يؤدى إلى اندفاع وخروج الجسم إلى أداء وظيفى غير عادى بالاكتئاب والتوتر نتيجة الاستثارة لتذكر أسباب الخصام والحزن والغضب لحدوثه خاصة إذا كانت العلاقة قبل الخصام علاقة حب ومودة، وذلك يؤدى إلى تفعيل نشاط الغدد الانفعالية بجسم الإنسان (وأهمها الغدة الدرقية والكظرية)، التى تفرز هرمونات تقوم بتحفيز جميع أعضاء الجسم وزيادة نشاطها لتضعها فى حالة عالية من التوتر لمجابهة مواقف غير عادية مما يعوق الوظائف الطبيعية الهادئة لأعضاء الجسم وكذلك تحفيز الجهاز العصبى اللاإرادى بطريقة عالية الأداء. وهذا التحفيز يؤدى إلى: استهلاك أعضاء الجسم والإسراع فى تلفها، وعدم انتظام التوافق الوظيفى المتبادل بين أعضاء الجسم، وتقويض أداء الجهاز المناعى للجسم والذى يحمى الجسم من الأمراض والمرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة المزاجية للإنسان، والبغضاء والكراهية التى تحدث الاكتئاب المتزايد الذى يقوض مسار الحياة والأداء السليم المتسامح للفرد فى المجتمع مما يزيد العداوة بين الناس. فإذا جاء أخوك معتذرا متنصلا من ذنبه كاذبا كان او صادقا فيجب أن تقبل عذره وتسامحه واتركه لله العادل الحق الذى سيقضى ما كنتم فيه تختصمون.