أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بالمنتدى المصرى الالمانى ببرلين أمس الأول ان من اهم الرؤى الاقتصادية التى تعمل عليها الدولة خلال المرحلة المقبلة هى تحويل مصر الى مركز إقليمى وعالمى لتوليد ونقل وتوزيع الطاقة لدول اوروبا بشكل عام ودول المانيا على وجه الخصوص. لافتا الى الاكتشافات الكبيرة لحقول الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط وشمال الدلتا والاعلان عن بدء انتاج هذه الحقول لتصبح مصر مصدرا للغاز الطبيعى بحلول 2020مما يعنى ان خارطة مصر الاقتصادية ووضعها بالمنطقة سيزداد قوة وريادة بالاضافة الى السير بخطى ثابتة فى تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك المحلى مما يسهم فى تخفيف العبء على الدولة من النقد الاجنبى ويسهم بشكل مباشر فى حل العديد من المشكلات الاقتصادية، والسؤال ماذا يقصد الرئيس بتحول مصر لان تصبح مركزا اقليميا للطاقة وهل اكتشافات حقول غاز جديدة ستنقلنا لحلم الاكتفاء الذاتى من انتاج الغاز ومتى سنصل الى هذا الحلم؟ يقول المهندس اسامة كمال وزير البترول الأسبق إن الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما يتحدث ان مصر ستصبح مركزا اقليميا وعالميا لتوليد وتوزيع الطاقة فهو يعنى كل انواع الطاقة وتداولها بمعنى اننا الاقرب الى اوروبا والى آسيا والى دول الخليج ولدينا امكانيات وبنية اساسية كبيرة متمثلة فى خط سوميد ومناطق خزانات كبيرة جدا متمثلة فى بنية اساسية موجودة فى البحر المتوسط متمثلة فى محطتي إسالة موجودتين حاليا لا تعملان نظرا لعدم وجود غاز للتصدير فكل هذه الأمور تعتبر بنية اساسية جيدة جدا يمكن استغلالها فى حال قررنا ان نصبح مركزا للطاقة، موضحا ان لدينا مناطق تخزين ومجموعة خطوط قادمة من البحر الاحمر الى البحر المتوسط نستطيع من خلالها نقل الخامات والمنتجات التى تحتاج اليها الدول الأوروبية المقبلة من منطقة الخليج عن طريق مصر بالاضافة الى ان الدول المجاورة لنا التى بدأت التنقيب عن الغاز واكتشفت ان لديها احتياطات جيدة منه مثل قبرص واسرائيل تستطيع ان تستخدم الشبكة البحرية الخاصة بنا فى توصيل الغاز الخاص بها الى محطات الاسالة الموجودة فى دمياط وادكو وتصدير الغاز المسال الخاص بها الى أوروبا عن طريقنا، مضيفا الى ان مصر تمتلك أيضا آبار لا تقل اهمية عن آبار البترول، فلدينا أيضا مجموعة كبيرة جدا من آبارا الطاقة الشمسية بمناطق عديدة، لافتا الى تجربة دول مثل المغرب والسنغال اللذين أقاما مزارع كبيرة جدا للطاقة الشمسية ويصدران جزءا كبيرا منها عبر كابلات إلى دول أوروبا، موضحا أن كل هذا ما قصده سيادة الرئيس فى تصريحه بمنتدى برلين بأن تصبح مصر مركزا اقليميا لتوليد وتوزيع الطاقة الى أوروبا. وعن الاكتفاء الذاتى من المنتجات البترولية، أكد كمال أن الأمر له تعرفان الأول ان نكتفى من اجمالى ما ينتج فى مصر شاملة حصة الشريك الأجنبى وحصة مصر متوقعا ان ينتهى الاكتفاء من حصة الشريك الاجنبى الذى له فى حدود من 30 الى 40% من الانتاج خلال عام 2018. والشق الثانى الاكتفاء الذاتى من حصة مصر بمفردها دون أخذ حصة الشريك الأجنبى لان فى حقيقة الأمر حصة الشريك الأجنبى عندما نأخذها فهى بمثابة الاستيراد ولكن الاستيراد غير المكلف مقارنة بما يتم استيراده من الخارج فعلى سبيل المثال نأخذ الوحدة الحرارية ما بين 3 الى 5 دولارات مقارنة ما يتم استيراده من الخارج ما بين 8 الى 10 دولارات فنحن بذلك تحت التكلفة بكثير فأتوقع ان نصل بالاكتفاء الذاتى لاحتياجنا من الغاز دون الحاجة لحصة الشريك الاجنبى بحلول 2022.