عقب صدور قرار رئيس الجمهورية بسحب قرار حل مجلس الشعب وعودته لدوره الرقابي والتشريعي, زاد اللغط حول هذا القرار.. فهناك مؤيديون وهناك معارضون. والغريب أن غالبية المواطنين يتحدثون في تلك القضية باعتبارهم من المطلعين علي بواطن الأمور, وباعتبارهم من فقهاء القانون والدستور, والغريب أيضا أن كلا منهم متمسك برأيه أيا كان.. يدافع عنه ويطالب الجميع بضرورة الانصياع له, دون انتظار لرأي قد يرضي جميع الأطراف. وفي ظل هذه الظروف لا نجد من يحسم الجدل بينهم, فكلهم يعتقد سلامة رأيه وموقفه باعتبارهم عباقرة في القانون والدستور, وبتنا نسمع من يتهم أساتذة القانون الذين يتحدثون الينا في الفضائيات بالجهل والسطحية!! وكأنه كان من الضروري أن نحيل الأمر برمته إليهم لكي يفصلوا فيه وفق مشيئتهم ورؤيتهم التي كونوها علي المصاطب, وهم يدخنون الشيشة أو الجوزة مثلما يحدث في كل مدن وريف مصر!! فهذا ليس تجنيا علي أحد ولكنه تفصيل لما سمعته خلال وجودي بمدينتي الريفية! فجميع من التقيتهم يدعي العلم والثقافة والمعرفة القانونية والدستورية حتي العم حسنين عامل محطة الري!! فليس بينهم من يقول لا أعرف, وحقيقة الأمر أن أيا منهم لا يعرف شيئا لولا هذا الجهاز الملعون المسمي التليفزيون وما يحتويه من فضائيات تبث علينا ليل نهار ما يخرب العقول. واذا كان الحديث معهم برغم متعته وما يحتويه من تشويق ينم عن جهل وسطحية في الشئون القانونية والدستورية, فإنه يؤكد أن كلا منهم مبيعرفش, فحقيقة الأمر أن ما يحدث الآن ليس مجرد اعتراض علي قرار جمهوري, ولكنه تبعات انتخابات ألهبت حماس الجميع. فمنهم من فرح بنتائجها ومنهم من كتم غيظه منتظرا أي فرصة لكي ينفس عما في صدره, سواء كان بالقول أو بالتجمهر في الميادين, ولله في خلقه شئون. المزيد من أعمدة احمد البطريق