سنوات طويلة أمضتها وهي تحاول أن يحصل كل الاطفال في مصر علي حقوقهم, خاصة الفئات المهمشة, والاطفال ذوي الإعاقة, فخصصت لهم خطا مجانيا للإجابة عن استفسارات ذويهم وتلبية احتياجاتهم من المساعدات العينية والغذائية.. وحرصت علي أن تتضمن تعديلات قانون الطفل بنودا تضمن حصولهم علي الرعاية الصحية, وفرص التعليم المناسبة التي تؤهلهم للاندماج في المجتمع. إنها الوزيرة مشيرة خطاب, التي تولت مسئولية وزارة الأسرة والسكان منذ مايقرب من عام مضي, تتويجا لجهودها علي مدي عشر سنوات كأمين عام للمجلس القومي للطفولة والأمومة.. فشعر الناس بالأمل والتفاؤل عند اعلان هذه الوزارة لأول مرة في مصر لأن المجلس حقق علي مدي هذه السنوات نجاحا وتواصلا أكسبه ثقة الجميع. ونجحت الوزيرة النشيطة خلال هذا العام في اكتساب المزيد من الثقة لتصديها الدائم لكل من يحاول حرمان الاطفال من حقوقهم, واضعة نصب عينيها مصلحة الطفل الفضلي فوق اي مصلحة اخري. فنجدها تتصدي لجريمة زواج القاصرات, متسلحة بسلاح تعديلات قانون الطفل التي رفعت سن زواج الفتاة إلي18 سنة. وفي اطار المحافظة علي حقوق الطفل تم أيضا اعلان أول قرية مصرية بمحافظة6 اكتوبر خالية من ساقطي القيد, لأن الحق في التسجيل يعد أول خطوة لتمتع الطفل بحقوقه التي كفلها له الدستور, وتعديلات قانون الطفل. كما واصلت أيضا جهودها في مناهضة ختان الإناث حيث تم مؤخرا إعلان عدة قري في المنيا مناهضتها للختان, ليصل عدد القري المناهضة لهذه الممارسة إلي56 قرية. وفي قضية عمالة الأطفال قررت الوزيرة تشكيل لجنة دائمة لمناهضة عمل الأطفال, والتنسيق مع لجان الحماية العامة والفرعية بالمحافظات, ووضع خريطة تفصيلية بمواقع عمل الأطفال, واكثر المهن انتشارا واسوأ اشكالها بالتنسيق مع خط نجدة الطفل المجاني16000 وممثلي الوزارات والجهات المعنية. كما واصلت الوزيرة الجهود المبذولة لحماية النشء من التدخين والمخدرات باعتبارها قضية امن قومي, حيث تسعي بالتعاون مع النيابة العامة والمؤسسات المعنية إلي تطوير المنظومة التشريعية لسد بعض الثغرات التشريعية التي يستغلها مروجو المخدرات بالإضافة إلي التوسع في برامج علاج وتأهيل المدمنين. كما تم إطلاق النسخة العربية لبرنامج افلاطون الذي يسعي إلي نشر ثقافة حقوق الطفل والتشجيع علي الادخار خاصة بين اعضاء الأسر الفقيرة. وفي مجال السكان نجحت الوزيرة في إعادة القضية السكانية إلي الأذهان بمدخل جديد يتقبله الجميع, وهو تمكين الأسرة وحق كل فرد منها في الاحساس بالرخاء.. وبدأت الوزارة في تدريب الرائدات الريفيات للعمل بشكل لامركزي ووضعت الخطط لتنظيم الاسرة, وانتهت من إعداد التقرير الاحصائي للمحافظات حول المنتفعات بخدمات وحدات تنظيم الاسرة, لمواجهة الزيادة السكانية, وإدماج هذه القضية في جميع برامج المشروعات التي تنفذها الوزارة بالمناطق التي تنفذ فيها مبادرة تعليم الفتيات, بهدف توعية الفئات المستهدفة بأبعاد وخطورة الزيادة السكانية التي تدحض كل الجهود التي تبذلها الدولة للارتقاء بمستوي معيشة الافراد, وتؤدي إلي ظهور كثير من الظواهر السلبية في المجتمع مثل ظاهرة اطفال الشوارع واستغلال الاطفال وممارسة العنف ضدهم وتسربهم من التعليم.. وأدركت الوزيرة منذ البداية ان مواجهة هذه المشاكل تحتاج إلي الاهتمام بالتعليم بحيث يكون تعليما جيدا جاذبا للأطفال, وليس طاردا لهم, وتم وضع الخطط التي تمنع التسرب. والتعليم ليس مقصورا علي الأطفال الاصحاء فقط بل هو حق من حقوق الاطفال المعاقين ايضا, كل وفقا لامكاناته وقدراته.. هذا ما حرصت علي توضيحه في اللقاء الإعلامي الذي عقدته مؤخرا بمناسبة إعلان مسودة لمشروع قانون حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة الذي يكفل لهم حقوقهم في المسكن والعمل والتعليم, والذي شارك في صياغته اشخاص ذوو اعاقة من جميع المحافظات والجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال, وتسعي إلي تقديمه إلي مجلس الشعب في دورته الحالية. يتميز المشروع بأنه متكامل اذ لم يغفل أي نقطة من النقاط التي تحتاج إلي تغطية, والتي وردت في الاتفاقية الدولية للإعاقة, بالاضافة الي كونه مشروعا قانونيا حقوقيا, يعامل هذه الفئة علي أنهم أصحاب حقوق واجبة الاداء, أي تلتزم الدولة بتنفيذها في اقصي حدود مواردها المتاحة, وتقع علي الدولة مسئولية اثبات اتخاذها خطوات متصاعدة سنويا نحو تنفيذ هذه الحقوق. ومن بين الحقوق التي تناولها القانون حق الطفل ذي الإعاقة في التعليم كما ورد في تعديلات قانون الطفل, أي التعليم الذي ينمي مداركه, ويؤهله, ويمكنه من الاندماج في التعليم.. وحقوق أخري كثيرة مثل حق ذي الإعاقة في المسكن, وفي التوظيف لانه مؤهل للوظيفة, وليس من باب العطف عليه لأنه معاق, وحقه في ان يكون له بطاقة لها قوة وفاعلية الرقم القومي, ومعترف بها أمام الهيئات, مثل التجنيد وساحات القضاء وغيرها من الحقوق التي تحرص الدول المتحضرة علي توفيرها لأبنائها ذوي الإعاقة. واعلنت الوزيرة مشيرة خطاب أن الوزارة ستعمل علي انشاء مجلس قومي لذوي الإعاقة, ستكون له فروع بالمحافظات يديرها المعاقون أنفسهم ليكون آلية حقيقية لجميع الأطفال المعاقين واسرهم للمطالبة بحقوقهم. كل هذا جميل, ولكن يبقي التنفيذ علي أرض الواقع, فهو شيء مختلف تماما, ويتطلب لانجاح هذا القانون مساندة المجتمع المدني, لأنه هو الذي سيحدث التغيير في نظرة المجتمع تجاه المعاقين, وليس القانون.. ويحتاج هذا القانون أيضا إلي مساندة اعلامية لتوعية المجتمع بحقوق الأطفال ذوي الإعاقة, وعدم تناول قضية الإعاقة علي أنها مشكلة صحية فقط, وانما تناولها بشكل متكامل والترويج لخط نجدة الأطفال المعاقين المجاني08008886666 او خط نجدة الطفل16000 للإجابة عن استفساراتهم, وتوعيتهم بحقوق وتلبية احتياجاتهم العينية. ان مثل هذا الجهد المجتمعي هو الذي سيضمن تنفيذ بنود القانون, فور إقراره, وعدم وضعه في الأدراج, لتخطو بلدنا الي الأمام في هذا المجال, شأنها شأن الدول المتحضرة, فمقياس تقدم الدول يقاس اليوم بمدي اهتمامها بالاشخاص ذوي الاعاقة, وكفالة جميع حقوقهم, والحفاظ علي عزتهم وكرامتهم.